مايكروسوفت تُقيل موظفي Halo رغم النجاحات

في خطوة مفاجئة وسط ما يُوصف بأنه "العام الأكثر ربحية" لقسم إكس بوكس، أقدمت شركة مايكروسوفت يوم الأربعاء الماضي على تسريح عدد من موظفي استوديوهات "هالو"، ضمن حملة واسعة من التخفيضات طالت نحو 9000 موظف حول العالم، من بينهم 830 موظفًا في ولاية واشنطن.
وبحسب مطور ألعاب مطّلع على الوضع، فقد تم الاستغناء عن ما لا يقل عن خمسة موظفين من استوديوهات Halo، ليبقى عدد العاملين بها يتراوح بين 200 و300 موظف فقط. وشهد الاستوديو توترًا داخليًا متصاعدًا، في ظل مشاريع متعثرة وانتقادات مستمرة من جمهور اللاعبين بشأن تأخر وتيرة تطوير المحتوى للعبة "Halo: Infinite".
وجّه فيل سبنسر، الرئيس التنفيذي لقسم الألعاب في مايكروسوفت، رسالة بريد إلكتروني صباح الأربعاء إلى موظفي إكس بوكس، تحدث فيها عن "تحولات تنظيمية" و"تعزيز الفعالية"، وهو ما اعتبره بعض الموظفين مبررًا ضعيفًا لتسريحهم، خصوصًا بعد ما وصفه سبنسر نفسه بأنه عام تاريخي من حيث الأرباح.
قال أحد الموظفين المسرّحين لموقع Engadget: "أنا غاضب للغاية. يتفاخرون بتحقيق أرباح قياسية، ثم يطردوننا في اليوم ذاته! لا أفهم كيف يُفترض بي أن أفتخر بذلك".
وتأتي هذه الخطوة بعد عامين فقط من تقليصات كبرى في 343 Industries، الاسم السابق لاستوديوهات هالو، والتي طالت آنذاك فرق السرد والحملة، وأدت إلى خروج المخضرم جو ستاتن، ما ترك أثرًا بالغًا في مسار لعبة Halo: Infinite، التي لم تستأنف قصتها منذ تلك اللحظة.
حاليًا، يتكوّن فريق Halo Studios من موظفين دائمين ومتعاقدين، إلى جانب الاستعانة بمصادر خارجية للمهام التقنية مثل ضمان الجودة والإنتاج. لكن وفقًا لأحد المطورين، فقد تغيّرت الاستراتيجية منذ 2023، حيث باتت الشركة تفضّل التعامل مع استوديوهات تعهيد جماعي في أوروبا والولايات المتحدة، بدلًا من توظيف متعاقدين أفراد، وذلك لتسريع تطوير اللعبة.
رغم أن استوديوهات Halo تعمل على عدة ألعاب جديدة، بما في ذلك الجزء الرئيسي المقبل من السلسلة، إلا أن هناك حالة من عدم الرضا الداخلي عن جودة ما يُقدَّم حاليًا. وقد أشار أحد الموظفين إلى أن المشروع الرئيسي في مأزق، وسط تشجيعات داخلية مستمرة لدفع الفريق نحو الإنجاز بأي ثمن.
وقد أعلنت مايكروسوفت مؤخرًا عن إلغاء عدة مشاريع وأغلقت استوديوهات بالكامل، من بينها The Initiative الذي كان يعمل على نسخة جديدة من Perfect Dark، إضافة إلى إلغاء Everwild من Rare، وتسريحات ضخمة في Turn 10 Studios، مطور Forza Motorsport، حيث أشارت تقارير إلى فقدان "الغالبية العظمى" من موظفيه.
كما تأثرت استوديوهات مثل Rare وZeniMax وKing وSledgehammer Games، بينما غادر مسؤولون كبار من ضمنهم مات فيرور، رئيس ZeniMax بعد 18 عامًا، والمصمم الأسطوري في Rare، جريج مايلز.
في المقابل، تستمر مايكروسوفت في دفع عجلة الاستثمار بالذكاء الاصطناعي، وهو التوجّه الذي رفع من قيمة أسهم الشركة لمستويات تاريخية. وقد صرّح الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا في مؤتمر Llamacon بأن الذكاء الاصطناعي أصبح مسؤولًا الآن عن كتابة نحو 30% من شيفرة الشركة. كما أصبح استخدام أدوات مثل Copilot إلزاميًا داخل المؤسسة.
رغم أن مايكروسوفت لم تؤكد رسميًا أن الذكاء الاصطناعي كان دافعًا مباشرًا لتقليص فرق التطوير، إلا أن إشارات قوية تلوح في الأفق بأن جزءًا من استراتيجيتها لتقليص النفقات تعتمد على الاستعاضة بالمساعدات الذكية عن البشر.
واختتم الموظف المسرّح حديثه بمرارة:
"يبدو أنهم يحاولون استبدال كل ما هو بشري بخوارزميات... لكن ما لا يفهمونه أن الألعاب الجيدة تُبنى بالعاطفة، وليس بالأوامر البرمجية."