خبير استراتيجي: التوتر في ليبيا يشكل تحديات جسيمة لمصر على المستويين الأمني والاقتصادي

أكد اللواء أركان حرب أسامة كبير، مستشار بكلية القادة والأركان والخبير الاستراتيجي، أن حالة التوتر في ليبيا والسودان، إلى جانب الأوضاع غير المستقرة في كلا البلدين، تنعكس سلبًا على مصر، خاصة في ظل امتداد حدودها الطويلة مع الدولتين، والتي تُعدّ جزءًا من عمقها الاستراتيجي، قائلًا: “أي اضطرابات في المحيط الإقليمي لأي دولة — وليست مصر فقط — تتحول من مجرد تهديدات إلى تحديات فعلية، لاسيما على المستويين الأمني والاقتصادي”.
وأشار إلى أن ضعف السيطرة على الحدود من قبل جيوش الدول المجاورة يؤدي إلى تفشي ظواهر مثل تهريب السلاح والمخدرات والعملات، إضافة إلى انتشار شبكات الإتجار بالبشر التي تمر من ليبيا إلى أوروبا، موضحًا المجتمع الدولي لا يولي الأزمات في السودان وليبيا الاهتمام الكافي، إذ ينشغل بشكل رئيسي في صراعات كبرى مثل التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، أو الحرب في أوكرانيا.
وأضاف: “وهو ما قلّص من فاعلية مؤسسات كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، التي أُنشئت أساسًا بعد الحرب العالمية الثانية لضمان الأمن والسلم الدوليين”، مؤكدًا أن التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي كانت أحد أبرز أسباب الانقسام السياسي وظهور حكومتين، وانتشار السلاح خارج أطر الدولة، الأمر الذي خلق بيئة خصبة للإرهاب والتدهور الأمني، ثم تركت هذه القوى ليبيا دون حلول حقيقية.

وفيما يخص السودان، أشار إلى أن عدة مؤتمرات تُعقد حاليًا لمعالجة الأزمة هناك، أبرزها مؤتمر القاهرة، وجدة، وبروكسل، منوهًا بأن الانقسامات بين القوى الإقليمية والدولية الراعية لهذه المبادرات — مثل الصين وروسيا من جهة، وأمريكا وبريطانيا من جهة أخرى — تعيق الوصول إلى حلول ملموسة، وتترك الشعوب وحدها تتحمل نتائج هذه الصراعات.
وتابع: “مصر تتحمل عبئًا كبيرًا من هذه الأزمات، بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين القارات الثلاث، ما يجعلها في قلب الأحداث والتحديات الإقليمية”.