رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

إسرائيل تطلق «الليث المشرئِب» بذخائر أمريكية على الفلسطينيين

بوابة الوفد الإلكترونية

نفاد القبور فى قطاع غزة.. والأوقاف تناشد العالم «إكرام» دفن الشهداء

 

 فى غزة وحدها شهيد بلا رأس وأطفال بلا أطراف وأم تعرف ابنها «حسام البردويل» - من ملابسه المهترئة - الذى استشهد منذ عام وتحلل جثمانه تماما. 

 محارق ومجازر على مدار الساعة يرتقى فيها على الأقل 125 شهيدا يوميا ومئات المصابين والمفقودين طبقا لحصيلة فلسطينية رسمية فيما يواصل العالم الغربى غض بصره عن مجازر غزة.

ولطالما تشدقت الولايات المتحدة الأمريكية بسعيها لوقف الابادة الصهيونية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة عبر إطلاق الرئيس «دونالد ترامب» لسيل من التصريحات الاعلامية من جانب ودعم حكومة الإرهاب الصهيونى بالفيتو فى مجلس  الأمن والأمم المتحدة وبأطنان الاسلحة والذخائر المحرمة دوليا من جهة أخرى.

ليلة دامية من ليالى الإبادة عاشها الفلسطينيون الساعات الماضية ارتقى خلالها عشرات الفلسطينيين وأصيب المئات فى مجازر دموية جديدة  استهدفت النازحين ومنتظرى المساعدات، والمنازل السكنية فى مناطق متفرقة من قطاع غزة، وسط قصف مكثف وغارات جوية طالت المدارس والخيام والتجمعات المدنية.

وينتقل الاحتلال الإسرائيلى من مرحلة إلى أخرى فى الإبادة التى يرتكبها فى غزة. من عربات جدعون إلى «الليث المشرئب» بالقنابل الأمريكية، لترتفع أعداد الشهداء والمصابين والمفقودين وتتفاقم المعاناة الإنسانية.

وكان مخيم النصيرات قد شهد مجزرتين متتاليتين عندما أقدمت طائرات الاحتلال بقصف مباشر قرب مدرسة تابعة لـ «أونروا»، ما أسفر عن ارتقاء 10 شهداء، تلاه قصف آخر على بوابة مستشفى العودة خلال نقل شهداء وجرحى المجزرة الأولى ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات وتناثر شلائهم فى الطرقات من شدة الانفجار.

وأعلن مكتب إعلام الأسرى عن استشهاد ثلاثة من محررى صفقة وفاء الأحرار المبعدين إلى قطاع غزة فى قصف إسرائيلي، وهم: مهدى شاور، أيمن أبو داود من الخليل، والمحرر بسام أبو سنينة من القدس المحتلة.

كما لاحقت المسيرات الإسرائيلية منتظرى المساعدات وأطلقت النار باتجاههم، إلى جانب استهدافهم بالقصف المباشر فى رفح وخان يونس جنوب غزة، و«محور نتساريم» وسط القطاع.

واكد شهود عيان، أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل كثيف على الفلسطينيين واشاروا، الى ان  عناصر الحراسة التابعين للشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات شاركوا بإطلاق النار صوب النازحين  الذين دفعهم الجوع نحو تلك المراكز للحصول على وجبة طعام واحدة أو كيس من الطحين لإطعام أطفالهم.

وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية فى تحقيق لها، عن استخدام  الاحتلال قنبلة بوزن 500 رطل أى نحو 230 كيلوجرامًا، فى قصف مقهى «الباقة» على شاطئ البحر فى قطاع غزة الاثنين الماضى.

وينص القانون الدولي، بحسب اتفاقيات جنيف، على حظر أى هجوم قد يؤدى إلى «خسائر عرضية فى أرواح المدنيين» تكون «مفرطة أو غير متناسبة» مع الميزة العسكرية المتوقعة.

وأظهر التحقيق التحقيق أن القنبلة، من طراز «إم كيه-82» تعد سلاحا ذا قدرة تدميرية كبيرة، يولد موجة انفجار هائلة وينشر شظايا على مساحة واسعة.

وأوضح خبراء قانونيون أن الحفرة الكبيرة التى خلفها الانفجار دليل على استخدام هذا النوع من القنابل، محذرين من أن ذلك قد يرقى إلى جريمة حرب بوجود أعداد كبيرة من المدنيين فى الموقع، بينهم أطفال ونساء وكبار سن.

وأكد التحقيق أن بقايا وشظايا القنبلة التى انتشلت من أنقاض «مقهى الباقة» الذى كان يطل على البحر ويتكون من طابقين، تم تصويرها وتحليلها.

واوضحت الإجراءات أن الشظايا أجزاء من قنبلة «إم كيه-82» أو قنبلة إسرائيلية الصنع من طراز «إم بى آر 500» ذات القدرة المماثلة.

وأوضح التحقيق أن المقهى المستهدف كان معروفا فى غزة كوجهة ترفيهية شعبية للشباب والعائلات، يقدم مشروبات بسيطة فى طابقين، بسطح مفتوح وطابق أرضى ونوافذ تطل على البحر، كما أن مداخله كانت واضحة للرؤية الجوية.

وأشار إلى أن منطقة الميناء حيث يقع المقهى لم تكن مشمولة بأى أوامر إخلاء إسرائيلية تحذيرية. وانتقد خبراء قانونيون، -نقلت عنهم الصحيفة-، هذا الهجوم بشدة، حيث وصفه جيرى سيمبسون من منظمة حقوق الإنسان بأنه «غير قانونى وغير متناسب أو عشوائى».

واعتبر أندرو فورد، أستاذ حقوق الإنسان فى جامعة مدينة دبلن، أن الهجوم «صادم»، مضيفا أن استخدام ذخائر ثقيلة فى منطقة مدنية مكتظة يجعل حتى أكثر أنظمة الاستهداف تطورا عاجزة عن منع نتائج عشوائية.

وقال «مارك شاك»، أستاذ القانون الدولى المساعد بجامعة كوبنهاجن، «من شبه المستحيل تبرير استخدام مثل هذه الذخائر فى هذا السياق».

 وأشار إلى أن معايير العمليات العسكرية فى أماكن أخرى مثل أفغانستان والعراق كانت تضع حدودًا صارمة على عدد الضحايا المدنيين حتى عند استهداف شخصيات عالية القيمة.

وأعلنت وزارة الأوقاف والشئون الدينية فى القطاع عن نفاد القبور فى معظم مناطق القطاع، فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى وتصاعد أعداد الشهداء، مشيرة إلى أن الواقع المأساوى دفع الأهالى إلى استخدام ساحات المستشفيات والمدارس والمنازل كمواقع طارئة للدفن.

وناشدت الوزارة فى بيان صحفي، الدول العربية والإسلامية وأهل الخير وأصحاب المبادرات والضمائر الحية المشاركة فى دعم حملة «إكرام» التى أعلنت عنها مؤخرا لبناء قبور مجانية، بعد نفادها، تليق بإكرام الشهداء والموتى وفقا للأحكام الشرعية.

ودعت الوزراء، المؤسسات الإغاثية المحلية والدولية، والمبادرين فرادى أو جماعات، إلى التدخل العاجل لإغاثة أهالى الشهداء، والعمل على بناء قبور مجانية، وتوفير المستلزمات العاجلة للدفن، من أكفان ومواد بناء ومعدات دفن وغيرها.