كابوس يواجه الأسر المصرية
صرخات الرضع في طوابير البحث عن لبن الأطفال
45مليون عبوة سنويا لتحقيق الاكتفاء الذاتي ..ومليار جنيه تكلفه إنشاء مصنع محلي
الأزمة تتفاقم..والدولة تسعي لتوطين الصناعة
من داخل هذا البيت البسيط تخرج الأحلام الأمل الذى الذى ينتظر تحقيقه منذ 9 أشهر بعد أن كانت جدراناً صامتة يولد المولود ومعه الضجيج.
وهنا تحمل طفلها بين يديها، وعيناها تبحثان عن بصيص أمل فى كل صيدلية أو مستشفى، أو وحدة صحية تطرق بابها، لتعود فى كل مرة بخيبة أمل..
هذا المشهد يتكرر يوميًا فى مدننا وقرانا، محولًا فرحة الأمومة إلى قلق دائم وخوف من المجهول. هؤلاء الأطفال الرضع، الذين لا حول لهم ولا قوة، يعتمدون كليًا على الحليب لتغذيتهم ونموهم السليم فى أهم مراحل حياتهم... فعندما يصبح هذا الغذاء الأساسى نادرًا أو باهظ الثمن، فإن صحتهم ومستقبلهم يصبحان على «المحك».
الأمر يتجاوز مجرد توفير علبة حليب؛ إنه يتعلق بحق أساسى لكل طفل فى الحصول على الغذاء الذى يضمن له بداية صحيحة فى الحياة.. إنه يتعلق براحة بال الأمهات والآباء الذين يصارعون من أجل تلبية أبسط احتياجات أبنائهم.
نداء الرئيس
الشعب ما زال يتذكر كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن ضرورة إنشاء مصنع لإنتاج ألبان الأطفال فى مصر، وحلم الاكتفاء الذاتى من لبن الأطفال إلى الواجهة الشعبية والإعلامية، موجهاً الحكومة، للنظر بعمق فى هذه الأزمة والعمل يداً بيد لإيجاد حلول مستدامة، والاعتماد على الانتاج المحلى لألبان الأطفال، وتقليل فاتورة الاستيراد، وتخفيف الضغوط على العملة الصعبة، وهو ما ترصده «الوفد»..
معاناة مواطن
فى البداية يروى «خالد. م» شاب ثلاثينى، عن معاناته فى الحصول على لبن الأطفال لنجلته «البكرية، بسمة»، التى لم يتجاوز عمرها 4 شهور، وقال: «زوجتى ولدت بسمة نجلتى، وعانت من نقص اللبن «الطبيعى»، فتوجهنا للطبيب، ليصف لنا لبن أطفال بودرة «مساعد»، استمررت لمدة شهرين بصرف اللبن، ومع الشهر الثالث من استهلاك لبن البودر لنجلتى بدأت أعانى من الحصول على علبة لبن، وكان سعرها فى الأسواق يفوق 255 جنيهًا، منذ فترة قليلة، ثم منذ ما يقرب من شهرين أصبح سعرها 300 جنيه فأكثر، ورغم ذلك لم أستطع الحصول على أى علبة لبن، وقمت بالبحث عليها فى مناطق الهرم وفيصل، بجانب مناطق وسط البلد، ولم أحصل على أية علبة حينها».
وتابع «عندما أنهكنى البحث عن علبة اللبن اضطررت اللجوء إلى الطبيب المعالج للحصول على بديل لهذا اللبن فنصحنى باستعمال نوع لبن آخر ولم أحصل عليه ولكن بعض الصيادلة أبلغونى بسعره فقط دون الحصول عليه، ثم رجعت للدكتور مرة أخرى فنصحنى بـنوع آخر وحصلت على علبة لبن واحدة بسعر 220 جنيها». لافتا إلى أنه على وشك الانتهاء من المرحلة الأولى للرضاعة «6 أشهر»، ويستعد للبحث عن نوع اللبن المناسب للمرحلة الثانية، للأطفال البالغين 6 أشهر فأكثر.
توجيهات الرئيس
وتزامناً مع حديث الرئيس السيسى عن توطين صناعة ألبان الأطفال فى مصر، قالت مصادر مسئولة عن إنتاج الألبان فى وزارة الزراعة، إن الوزارة لم يتم توجيهها من قبل الرئيس السيسى للمشاركة فى توطين صناعة ألبان الأطفال، وإنما كان التوجيه للفريق كامل الوزير، وزير الصناعة، معتبرا أن لبن الأطفال أمن قومى للرضع، ولابد الحفاظ عليه.
٢ مليون مولود
وأضافت المصادر فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أنه فى عام 2024 كان معدل نمو الأطفال 2.5 مليون مولود، إلى أن وصلوا 2 مليون حتى العام الجارى، مشيرا إلى أن هناك أطفالاً ترضع لبناً طبيعياً، وآخرين لبناً صناعياً، يختلف نوعه حسب حالة كل طفل، فمنهم من يصرفه من الصيدلية، والمستشفيات، مثل الأطفال المبتسرين، وغيرهم من يصرفه من المنافذ المختصة.
وأكد أن لبن الأطفال أمن قومى لسلامة أجيال قادمة، ووزارة الزراعة على أتم الاستعداد للقيام بدورها فى توطين صناعة الألبان، ولكنها تحتاج لاستثمارات ضخمة وتقنيات تكنولوجية ضخمة، وإمكانيات فنية، والتى من الممكن أن نستعين خلاله بدول أوروبا، مثل فرنسا، ألمانيا، بالإضافة إلى نيوزيلندا وعدد من الدول الرائدة فى هذا المجال.
نستورد الخامات
وأوضحت المصادر، أن الدولة تستورد خامات إنتاج لبن الأطفال، ولدينا مصنع «لاكتو مصر»، يقوم بتعبئتها وتوزيعها، لافتة إلى أن اللبن المجفف يختلف عن ألبان الأطفال، فألبان الأطفال لها مواصفات خاصة، ونمتلك المقومات لإنتاجها، كما أن هناك قطاعاً خاصاً ينتج لبن الأطفال وفقا للتجارة الحرة، فالقطاع الخاص يصدر ويستورد.
تحدى الثروة الحيوانية
وفى ذات السياق، قال حازم المنوفى، رئيس شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، إن توطين صناعة لبن الأطفال ضرورى ومهم، ونستورد كميات كبيرة، فخام الإنتاج يأتى من الخارج ويتم تعبئتها فى مصر، ومن أبرز تلك المصانع «لاكتو مصر».
وأضاف «المنوفى» فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن صناعة ألبان الأطفال تواجه تحديات تكمن فى توفير الثروة الحيوانية، بجانب عدم وجود أى مصانع إنتاج لبن أطفال «البودر»، فالدولة لم تمتلك أى مصنع لتحويل اللبن السائل لبودر، وبالتالى نحتاج لثروة حيوانية ضعف الموجودة حاليا، ولا بد أن تكون من أجود أنواع الألبان، حيث هناك سلالات مخصصة لإنتاج لبن الأطفال ولابد من توفيرها.
فيما يخص تطور إنتاج لبن الأطفال فى مصر، نلاحظ تحسنًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة بفضل جهود توطين الصناعة، فشركة «لاكتو مصر» لها دور بارز، كونها أول مصنع متخصص فى إنتاج لبن الأطفال محليًا، وقد ساهمت بشكل فعّال فى تقليل الاعتماد على الاستيراد.
١٠٠ مليون عبوة
وذكر أن حجم الاحتياج المحلى يُقدّر بحوالى 100 مليون عبوة سنويًا، مع وجود «لاكتو مصر» ومشروعات أخرى قيد التطوير، فإن الوصول للاكتفاء الذاتى أصبح هدفًا واقعيًا خلال 2-3 سنوات القادمة، كما أن الأسعار مقارنة بالمستورد، فالمنتجات المحلية أوفر بنسبة ملحوظة تصل لـ30%، لكنها لا تزال بحاجة لدعم إضافى حتى تصبح مناسبة تمامًا لذوى الدخل المحدود، خصوصًا فى فئة الألبان العلاجية، فالقطاع فى تطور إيجابى، ويُنتظر من الدولة والقطاع الخاص تعزيز التعاون لتقوية سلاسل التوريد وضمان الاستمرارية.
ونوه إلى أن مصر تمتلك مصانع لإنتاج الحليب المجفف بودرة الحليب، ولكن لا تزال هناك حاجة لتوسيع هذه الصناعة لتلبية الطلب المحلى وتقليل فاتورة الاستيراد، وعن التحديات والفرص على الرغم من وجود هذه المصانع، إلا أن مصر لا تزال تستورد كميات كبيرة من الحليب المجفف. فى عام 2019، قدرت غرفة الصناعات الغذائية أن مصر تستورد لبن بودرة مجفف بقيمة تتراوح بين 500 مليون إلى مليار دولار سنويًا.
وألمح إلى أن رئيس الوزراء، مصطفى مدبولى، أشار فى تصريحات عام 2020 إلى أن مصر تستورد 100 ألف طن من لبن البودرة سنويًا، وأكد على ضرورة إنشاء مصنع محلى لتقليل هذه الفاتورة، وبالتالى مصر تمتلك مصانع لإنتاج الحليب المجفف، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على الاستيراد لتلبية الطلب المحلى.
الاستيراد ضغط
قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء، إن التصنيع المحلى لألبان الأطفال، ضرورة اقتصادية وسيادية، وتستورد مصر نحو 45 مليون عبوة لبن أطفال سنويًا، ما يُشكّل عبئًا ماليًا ضخمًا على ميزان المدفوعات، خاصة فى ظل الضغط على العملة الأجنبية.
وأضاف «عنان» فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن الجدوى الاقتصادية لإنشاء مصنع محلى تتراوح تكلفة إنشاء مصنع محلى بين 800 مليون إلى 1.2 مليار جنيه مصرى، حسب الحجم والتقنيات المستخدمة، بالمقارنة مع فاتورة الاستيراد السنوية، يُمكن استرداد تكلفة الاستثمار خلال 5 إلى 6 سنوات، ما يجعل المشروع مجديًا اقتصاديًا على المدى المتوسط.
وتابع: «يوفر المصنع ما لا يقل عن 300-500 فرصة عمل مباشرة تشمل مهندسين، كيميائيين، فنيين، وإداريين، يسهم فى نقل المعرفة الفنية وتدريب الكوادر المصرية، خصوصاً إذا تم بالتعاون مع شركاء دوليين متخصصين فى المجال، متطلبات إنشاء المصنع تشمل الاستثمارات المبدئية المعدات، خطوط الإنتاج، التراخيص، والتأهيل الصحى والغذائى. يجب الالتزام بمواصفات جودة صارمة مطابقة لمعايير WHO وFDA».
وأردف: «يتطلب المشروع شراكات محتملة مع شركات عالمية لنقل التكنولوجيا. دور الجهات الرقابية مثل هيئة الدواء، وزارة الصحة، وهيئة سلامة الغذاء أساسى فى ضمان جودة وسلامة المنتج. ثانيًا: تشجيع الرضاعة الطبيعية - استراتيجية صحية واقتصادية الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل التهابات الأذن، الجهاز التنفسى، والإسهال، مما يؤدى إلى تقليل التكاليف الصحية».
الألف يوم الذهبية
وأشار إلى أن دراسة فى الولايات المتحدة قدرت أن زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية يمكن أن توفر 3.6 مليار دولار سنويًا من تكاليف الرعاية الصحية، فى إسبانيا، أشارت دراسة إلى أن زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية يمكن أن تقلل من التكاليف الصحية المرتبطة بأمراض الطفولة الشائعة، منوها إلى أن مبادرة الألف يوم الذهبية تركز المبادرة على أهمية التغذية السليمة خلال الألف يوم الأولى من حياة الطفل، بما فى ذلك تشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الستة أشهر الأولى.
ولفت إلى أن المبادرة تهدف إلى تحسين الصحة العامة وتقليل الاعتماد على الألبان الصناعية، ما يسهم فى تقليل الفاتورة الاستيرادية وتعزيز الأمن الغذائى، فهناك دول مثل الهند وتركيا نجحت فى تطوير صناعات وطنية قوية لألبان الأطفال، وتحولت من مستورد صافٍ إلى منتج ومصدر إقليمى، وبالتالى يمكن لمصر الاستفادة من هذه التجارب لتطوير صناعة محلية قوية، ما يسهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى وتعزيز الاقتصاد الوطنى.
مصنع محلى
واختتم: «إن إنشاء مصنع محلى لإنتاج ألبان الأطفال يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن الصحى والاقتصادى لمصر، بالإضافة إلى ذلك، فإن تشجيع الرضاعة الطبيعية من خلال مبادرات مثل الألف يوم الذهبية يمكن أن يسهم فى تقليل الاعتماد على الألبان الصناعية، ما يؤدى إلى تقليل الفاتورة الاستيرادية وتعزيز صحة الأطفال، يتطلب تحقيق هذه الأهداف تعاونًا وثيقًا بين الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدنى».
وقال حسام الغايش، خبير أسواق المال، والجدوى الاقتصادية، إن مصر تمتلك إمكانيات واعدة لتوطين هذه الصناعة بسبب وجود قاعدة صناعية جيدة فى مجال الصناعات الغذائية والدوائية، فتوافر الألبان الخام بكميات مناسبة نسبياً خصوصاً مع وجود مزارع الألبان الكبيرة.
وأكد «الغايش» فى تصريحات لـ«الوفد» أن معدل الولادات مرتفع نسبياً ٢٫٥٪ من عدد السكان سنويا، وبالتالى توجه الدولة نحو تشجيع المشروعات المحلية وتقليل الفاتورة الاستيرادية، ومع ذلك، توجد بعض التحديات، مثل: الحاجة لاستثمارات ضخمة لبناء مصانع بمعايير جودة عالية، وتوافر تكنولوجيا تصنيع متقدمة لضمان سلامة المنتج، حيث إن لبن الأطفال حساس جداً ويحتاج معايير جودة صارمة، مع ضرورة مواكبة المواصفات الدولية، لأن سوق لبن الأطفال يخضع لتشريعات صارمة عالمياً.
استثمارات
وفيما يخص حجم الاستثمارات المطلوبة لتوطين صناعة ألبان الأطفال فى مصر، أشار إلى أنها تعتمد على حجم المشروع، والتكنولوجيا المستخدمة، والشراكات المحتملة «محلية أو أجنبية»، لكن بشكل عام، وفقا لبعض الدراسات والتجارب الدولية، الاستثمارات المطلوبة تتراوح بين 50 إلى 100 مليون دولار على الأقل لمصنع متوسط الحجم، مع تجهيزات كاملة لضمان الجودة، وهذا يشمل: خطوط الإنتاج عالية الجودة، معامل اختبار وفحص الجودة، أنظمة التعبئة والتغليف المتقدمة، تدريب الكوادر البشرية المتخصصة.
أما عن قيمة العملة الصعبة التى يمكن توفيرها سنويا، لفت إلى أن مصر تستورد ما بين 40 - 45 مليون عبوة سنويا، وتكلفة الاستيراد تتراوح ما بين 1.2 إلى 1.5 مليار جنيه مصرى، ما يقدر بحوالى 40 - 50 مليون دولار سنويا، وبالتالى لو نجحت مصر فى إنتاج هذه الكمية محلياً ممكن أن نوفرها بالكامل أو جزء كبير منها من العملة الصعبة.
وبالنسبة لتكلفة إنتاج عبوة لبن الأطفال محليا، أكد «الغايش»، أنها تعتمد على أسعار المواد الخام: «لبن أبقار، مكونات غذائية، التكنولوجيا والتعبئة، العمالة والكهرباء»، وبالتالى تقريبا تكلفة إنتاج عبوة محليا، مع تشغيل المصنع بكامل طاقته، بتتراوح بين 1.2 - 1.5 دولار للعبوة مقارنة بسعر الاستيراد الذى يصل لـ 2 - 3 دولارات للعبوة أحيانا.
القدرة الإنتاجية
أما عن القدرة الإنتاجية لتحقيق الاكتفاء الذاتى، فأشار إلى أنه لو اتجهنا لمصنع بطاقة إنتاجية 40 - 45 مليون عبوة سنويا سنستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتى تقريبا بنسبة 100%، بشرط الالتزام بمعايير الجودة وسلامة المنتج، وبالتالى يمكن التصدير، حيث إنه يحتاج إلى الحصول على شهادات الجودة الدولية ISO - GMP - شهادات غذائية مثل الـCodex، منافسة سعرية جيدة فى الأسواق الخارجية، وبالتالى لو نجحنا نثبت جودة الإنتاج المحلى، فمن الممكن التصدير لدول إفريقية أو عربية، خصوصا لو كان السعر تنافسياً والجودة عالية.
أنواع عديدة
بدوره، قال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن هناك عدة أنواع من ألبان الأطفال يتم تداولها فى السوق المصرى، منها: ألبان للأطفال من أول يوم حتى 6 أشهر، وألبان للأطفال من 6 أشهر حتى سنتين، بالإضافة إلى 4 أنواع علاجية أخرى.
وأضاف أنه تم تنفيذ خطة لإعادة هيكلة مصنع «لاكتو مصر» على عدة مراحل، تبدأ بـإنتاج الكميات المطلوبة لتغطية احتياجات وزارة الصحة، والتى تُقدّر بنحو 25 مليون عبوة سنويًا، وبنفس كفاءة الألبان المستوردة، حيث إن المصنع نجح فى توفير هذه الاحتياجات دون انقطاع فى الإنتاج أو التوريد، حتى خلال فترات نقص العملة الأجنبية، وبنفس الجودة العالمية.
وحول المرحلة الثانية من خطة تطوير مصنع «لاكتو مصر»، ذكر أنه تمت زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع بنسبة 10%، وبدأ المصنع فى طرح كميات محدودة من ألبان الأطفال رقم 1 ورقم 2 فى السوق المصرى تدريجيًا منذ بداية عام 2025، بسعر تنافسى يبلغ 190 جنيهًا للعبوة، بينما تتراوح أسعار الألبان المستوردة بين 300 إلى 500 جنيه للعبوة الواحدة، تكفى لثلاثة أيام فقط، ما يمثل عبئًا كبيرًا على المواطن المصرى.
الصرف بسعر رمزى
وذكر أن الدولة تصرف عبوات الألبان للأطفال المستحقين وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، بسعر رمزى قدره 5 جنيهات للعبوة الواحدة، رغم أن تكلفة إنتاج العبوة على الدولة تبلغ 150 جنيهًا، ما يعنى أن الدولة تتحمل فارق التكلفة بالكامل منذ عام 2018 وحتى الآن.
وأشار رئيس شعبة الأدوية إلى أن حجم استهلاك القطاع الخاص من ألبان الأطفال المستوردة يُقدّر بنحو 20 مليون عبوة سنويًا، مشيرًا إلى أن الهدف الآن هو تغطية السوق المحلى بالكامل بألبان أطفال مصرية الصنع وذات جودة عالمية، لكن بتكلفة تقل إلى النصف تقريبًا للمستهلك.
وأشار إلى أن المرحلة الرابعة من المشروع تستهدف توفير ألبان علاجية متخصصة للأطفال الذين يعانون من حساسية أو أمراض تمنعهم من تناول الألبان العادية، موضحًا أن مصر تستهلك نحو مليون عبوة من هذه الألبان سنويًا، وتتراوح أسعارها حاليًا بين 700 إلى 1000 جنيه للعبوة الواحدة، التى تغطى أيضًا احتياجات الطفل لثلاثة أيام فقط.
وعن المرحلة السادسة، أوضح عوف أن التوسع فى التصدير إلى الدول الإفريقية يُعد خطوة مهمة ضمن خطة الدولة، خاصة مع وجود سوق كبيرة يمكن لمصر دخولها بقوة فى هذا القطاع.


