رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

حرّ الخليج يضرب أوروبا.. ومدن بلا تكييف في مرمى النار

هل انتهى "الصيف الأوروبي" كما نعرفه؟

سائحتان تحتميان بمظلة
سائحتان تحتميان بمظلة وقبعة من أشعة الشمس

لطالما كان الصيف الأوروبي مرادفًا للهروب من حر الخليج ورطوبة آسيا، إلى أجواء معتدلة في باريس وبرشلونة وجبال الألب. فبين يونيو وأغسطس، كانت درجات الحرارة في أوروبا الغربية تتراوح بين 22 و28 مئوية، ما جعلها الوجهة المفضلة لملايين السياح سنويًا.

 

لكن هذه الصورة بدأت تتغير. فموجات الحر المتكررة منذ عام 2018 تعيد رسم خريطة السياحة العالمية، مع تجاوز درجات الحرارة هذا الأسبوع 46 درجة مئوية في إسبانيا، وأرقام مشابهة في فرنسا وإيطاليا واليونان، وفق بيانات هيئة الأرصاد الأوروبية. لم يعد الصيف الأوروبي ملاذًا من الحر، بل بات منافسًا للحرارة الخليجية، دون بنية تحتية قادرة على مجابهته.

 

قارة غير مهيأة للحرارة

على عكس دول الخليج التي طوّرت بنية تحتية مدروسة لمواجهة الصيف القاسي، تعاني أوروبا من نقص كبير في وسائل التبريد، حيث تفتقر غالبية المنازل والمدارس إلى أجهزة التكييف. ففي باريس، أغلقت أكثر من 1300 مدرسة أبوابها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما اندلعت حرائق في تركيا واليونان أجبرت الآلاف على النزوح.

 

الفرق يكمن في الاستعداد. ففي الخليج، ساهمت الأنظمة الذكية للتبريد، والتصاميم العمرانية المقاومة للحر، في تحجيم تأثير الحرارة العالية. أما في أوروبا، فتتسارع موجات الحر بينما تظل السياسات المناخية مترددة.

 

نقاش مناخي محتدم

تواجه خطط الاتحاد الأوروبي لخفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول 2040 معارضة سياسية قوية، خصوصًا من بعض حكومات أوروبا الشرقية وأحزاب اليمين. ومع أن الدعم الشعبي لأهداف "الحياد المناخي" يتراجع، ترى صحف مثل "ذا غارديان" في موجات الحر فرصة لإعادة إحياء هذا الالتزام.

 

فجوة اقتصادية في مواجهة المناخ

تفيد تقديرات الوكالة الأوروبية للبيئة بأن القارة تخسر سنويًا نحو 13 مليار يورو بسبب موجات الحر، بينما تمكّنت دول الخليج من استثمار الصيف في فعاليات كبرى وتحويله إلى موسم اقتصادي نشط، بفضل بنية تحتية مصممة لتحمّل الحرارة.

 

مدن غير صالحة لمناخ جديد

دراسة نُشرت في "نيتشر ميديسن" كشفت أن موجة الحر في أوروبا خلال صيف 2022 تسببت في نحو 68 ألف وفاة، ما يعكس حجم الخطر الداهم. ومع تكرار الظاهرة، لا تكفي الإنذارات والتحذيرات؛ بل تبرز الحاجة إلى إعادة تصميم المدن لتكون أكثر صمودًا أمام مناخ جديد.

 

فهل تستطيع أوروبا تكييف مدنها مع واقع مناخي قاسٍ، دون أن تتخلى عن أهدافها المناخية الطموحة؟ أم أن "الصيف الأوروبي" كما عرفناه قد بات من الماضي؟