200 مليون دولار تفصل غزة عن الموت.. والأونروا تحذر: الانهيار الكامل في أغسطس

في مشهد يعكس عمق الكارثة الإنسانية بفلسطين، اجتمعت صرخات الإنذار للجامعة العربية والأمم المتحدة في القاهرة خلال الاجتماع الطارئ للآلية الثلاثية (الجامعة العربية - منظمة التعاون الإسلامي - الاتحاد الأفريقي) مع وكالة الأونروا.
أطلقت سحر الجبوري، رئيس مكتب ممثل الأونروا بالقاهرة، تحذيراً صاعقاً: "الوكالة الأممية على شفا الانهيار الكامل بحلول نهاية أغسطس إذا لم تُسدّد فجوتها التمويلية البالغة 200 مليون دولار فوراً". كشفت الجبوري أن الوضع في غزة تجاوز مرحلة الكارثة إلى "الانهيار الكامل"، حيث لم تدخل أي مساعدات إنسانية منذ 2 مارس بسبب الحصار الإسرائيلي. وأشارت إلى تضحيات 12 ألف موظف بالوكالة - فقدوا منازلهم وأحباءهم - وهم يواصلون تقديم 15 ألف استشارة طبية يومياً عبر 7 مراكز صحية فقط، ويدعمون نفسياً 730 ألف شخص بينهم 560 ألف طفل.
من جانبه، هاجم السفير سعيد أبو علي (الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية) قرار الكنيست بمنع عمل الأونروا واصفاً إياه بـ"القطع المتعمد لشريان الحياة الأخير" في غزة، مؤكداً أنه جزء من مخطط لشطب قضية اللاجئين. كشف أبو علي عن أرقام مرعبة: تجاوز عدد الضحايا ربع مليون بين شهيد وجريح ومفقود، وتدمير 80% من البنية التحتية، واستشهاد 57 طفلاً جوعاً، بينما 335 ألف طفل على حافة الموت بسبب سوء التغذية.
اتهم المسؤول العربي إسرائيل بارتكاب "كل الجرائم الدولية" المنصوص عليها في نظام روما واتفاقيات جنيف، بدءاً من الإبادة الجماعية وصولاً لاستهداف المستشفيات وقوافل الإغاثة. كما حذّر من تصاعد الحملة الشاملة ضد الأونروا، مشيراً إلى الضغوط التشريعية الإسرائيلية - بما فيها حظر أنشطتها في القدس - وحملات التشويه التي تستغلها دول كالولايات المتحدة والسويد لتعليق التمويل.
في الضفة الغربية، لفت الطرفان إلى تصاعد عمليات التهجير القسري وهدم البنية التحتية بمخيمات اللاجئين، خاصة في جنين وطولكرم، حيث تواصل "عصابات المستوطنين" اعتداءاتها بدعم الجيش الإسرائيلي. وأكدا أن السلطة الفلسطينية أعلنت رسمياً عدم قدرتها على تحمّل مهام الأونروا حال انهيارها، محذرين من انفجار الأزمة الإنسانية في المنطقة بأكملها.
اختتم الاجتماع بنداء عاجل للمجتمع الدولي: توفير 200 مليون دولار فوراً لإنقاذ الأونروا، ووقف جميع أشكال الدعم العسكري لإسرائيل، وفرض عقوبات دولية فورية، وإجبار الاحتلال على تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية. وأعلنت المنظمات الإقليمية الثلاث تضامنها الكامل لمواجهة ما وصفته بـ"آلة الإبادة الإسرائيلية" في المحافل الدولية.