كلام فى الهوا
رغم أن الأيام تطرح أمامنا الكثير من غدر الأصدقاء، إلا أننا ما زلنا نصُم الأذن ونغلق العين عن شر بعضهم، لذلك كثيرًا ما نقرأ هذا الدعاء المأثور «اللهم اكفنى شر أصدقائى، أما أعدائى فأنا كفيل بهم» وبالبحث لم أستطع معرفة قائلها الأول، وكنت أتمنى معرفته لكى أعرف حكايته، إلا أن هناك أشخاصاً كثيرين منسوبة إليهم.. منهم الفلاسفة والمشايخ والقادة، وإن جاء هذا الدعاء معهم بكلمات مرادفة أخرى، مثل «اللهم اكفنى شر ما أدهمنى وزرع الطمأنينة فى قلبى» و«احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة» الجميع أرجع السبب أن صديقك الذى بجوارك يعرف عنك كل شىء، فإذا كان منافقًا ويحقد عليك فإنه لم يرشدك إلى الصح أبدًا، لأنه يتمنى الشر لك، ولو اكتشفته يكون الوقت قد فات، فمعظم هزائم العرب على مر السنين كانت بسبب خيانة أقرب الناس إليهم، لذلك احذر اليأس الذى يصدره إليك هؤلاء المطبعون، فهؤلاء ليسوا بأصدقاء، وخذ حذرك من صديق جاحد وزميل حاسد وقريب حاقد، ولا تنخدع فى الكلام الناعم الذى يُرضى غرورك، لأن صديقك من صدقك لا من صدّقك، ومخطئ من يظن أن الصديق الحقيقى هو الذى يوافقك الرأى دائمًا.