رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مأساة أم في ميلانو.. دهست ابنها ولن تُعاقب

بوابة الوفد الإلكترونية

في مشهد مؤلم وقع في ضواحي مدينة ميلانو الإيطالية، فتحت النيابة العامة تحقيقًا في حادث مأساوي أدى إلى إصابة طفل يبلغ من العمر 18 شهرًا بإصابات دائمة، بعدما دهسته والدته عن طريق الخطأ أثناء تحريك سيارتها داخل فناء المنزل الخاص.

وقع الحادث عندما كانت الأم، التي لم يُكشف عن هويتها حفاظًا على خصوصيتها، تهمّ بمغادرة المنزل بالسيارة دون أن تلاحظ وجود طفلها الصغير خلف المركبة. وفي لحظات صادمة، دهست العجلة الأمامية رأس الطفل، الذي نُقل على الفور إلى المستشفى، لكنه نجا بأعجوبة رغم إصابته البالغة التي ستترك آثارًا دائمة على حالته الصحية.

النيابة: "لا حاجة لمعاقبة أم تعيش ألمًا يفوق العقاب"

في تطور غير معتاد، طالبت النيابة العامة في ميلانو بعدم المضي في مقاضاة الأم، معتبرة أن أي عقوبة قانونية ستكون غير إنسانية ومخالفة لمبدأ الرحمة المنصوص عليه في المادة 27 من الدستور الإيطالي.

وأكدت النيابة أن الأم "تقضي بالفعل حكماً مؤبداً من الألم النفسي والندم"، مضيفة أن "تدخل القضاء الجنائي لن يقدم أي خدمة لا للمجتمع ولا للأم، بل قد يزيد من المأساة".

وطلبت النيابة من قاضي التحقيق إصدار قرار بـعدم punibilità (عدم معاقبة قانونية) استنادًا إلى ما يُعرف في القانون الإيطالي بـ"خفة الضرر" أو "التفاهة الجنائية للواقعة"، وفي حال عدم الموافقة، قد يتم تصعيد الملف إلى المحكمة الدستورية لبحث مشروعية فرض العقوبة في ظل ظروف نفسية استثنائية.

نقاش قانوني وإنساني واسع

أثارت القضية جدلاً في الأوساط القانونية والحقوقية حول الحدود بين تطبيق القانون وروح العدالة والرحمة، حيث رأت النيابة أن الأم لا تحتاج إلى محاكمة، بل إلى دعم نفسي، مشبهة ما تمر به بـ"عقوبة بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج".

علما بأن القرار النهائي بات بيد قاضي التحقيق، الذي سيكون أمامه خياران: إغلاق الملف استنادًا إلى الطابع الإنساني للقضية، أو إحالة المسألة إلى المحكمة الدستورية لحسم الجدل القانوني حول مفهوم العقوبة العادلة في مثل هذه الحوادث.