دلالات ظاهرة الرسوب الجماعي للطلاب في الشهادة الإعدادية

كشف الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، عن دلالات ظاهرة الرسوب الجماعي للطلاب في الشهادة الإعدادية.
وأوضح، أن الرسوب الجماعي لطلاب إحدى المدارس الإعدادية يمثا ظاهرة تربوية خطيرة تكشف عن الكثير من الدلالات.
دلالات الرسوب الجماعي:
1. إن مستويات الطلاب التحصيلية الحقيقية لا تنكشف إلا في الشهادات العامة فقط التي يقوم بتصحيح أوراق الامتحانات فيها معلمون غير معلمي الأطفال في مدارسهم.
2. تدخل إدارات المدارس بل والإدارات التعليمية في رفع نسب النجاح في المدارس في صفوف النقل تجنبًا للمساءلة بعيدًا عن علاج مشكلات ضعف مستويات الطلاب يزيد من تفاقم المشكلات.
3. إن منع الغش الجماعي في المدارس من شأنه أن يكشف عن مستويات الطلاب الحقيقية.
4. تتطلب مثل هذه الظاهرة علاجها بشكل تربوي سليم بالتعامل مع الأسباب المسؤلة عنها وليس بمعاقبة أشخاص لا ذنب لهم فيها، ورب ضرة نافعة.
5. إن الدروس الخصوصية ليست بالوسيلة الفعالة لرفع مستويات الطلاب بل هي مسكنات.
6. إن الطلاب ضحايا الرسوب الجماعي هم الذين درسوا المناهج القديمة، أي لم تطبق عليهم المناهج الحديثة، مما يشير إلى وجود أزمة في تلك المناهج من حشو وتكرار وتركيز على الحفظ والتلقين، مع ملاحظة أن هذه المناهج مستمرة حتى الصف الثالث الثانوي، مما يشير إلى أن طلاب هذه المناهج غير مؤهلين لتطبيق مناهج البكالوريا المتقدمة عليهم.
ونوه بأنه لا يمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال عزوها إلى سبب واحد فقط بل الى عديد من الأسباب تشمل:
. غياب دور الأسرة في متابعة مستويات أولادها، وغياب اي تعاون أو تنسيق بينها وبين المدرسة
. غياب تطبيق أي مقاييس نفسية وتربوية لتشخيص صعوبات التعلم لدى الطلاب في سن مبكرة وتنفيذ برامج علاجية لهم، وهو ما تحرص عليه الوزارة حاليا، ولكن مع اعتماد الوزارة على نتائج الطلاب في الامتحانآت فقط وأن كان ذلك لا يكفي للتشخيص والعلاج السليم.
. غياب التقييمات لهؤلاء الطلاب في الصفوف الدراسية الثلاثة الأولى حيث كان النجاح اليا في تلك الصفوف، ومن ثم كان من الأمور الجيدة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم هذا العام اعادة التقييمات لتلك الصفوف مما يضمن تمكن الطلاب من الحد الأدنى من المهارات الدراسية المطلوبة.
. ارتفاع كثافات الفصول في المدارس مما أثر سلبيًا على قدرة الطلاب على التحصيل ودفعهم إلى الغياب عن المدارس ، ومن ثم كان من الإجراءات المهمة التي اتخذتها الوزارة هذا العام تقليل كثافات الفصول إلى أقل من ٥٠ طالبًا في الفصل الواحد.
. عدم إتخاذ إدارات المدارس إجراءات عقابية ضد الطلاب المتغيبين والسماح لهم بدخول الامتحانات، مما يتطلب تفعيل لوائح الانضباط فيما يخص غياب الطلاب عن المدارس
. غياب ونقص المعلمين الأكفاء في الصفوف الدراسية الأولى، بل وغالبا ما يمتلك معلمو تلك الصفوف مؤهلات تعليمية أقل من معلمي الصفوف الأعلى، مما يتطلب اعادة النظر في مؤهلات معلمي الصفوف الدراسية الأولى وجعلها هي الأعلى في منظومة التعليم باعتبارهم مسؤلين عن تشكيل وتأسيس الأطفال في أخطر مراحل عمرهم (بعض الدول المتقدمة تشترط في معلمي الصفوف الأولى حصولهم على درجة الماجستير على الأقل).
. وجود عوامل تؤثر على قدرة الأطفال على الانتظام في الدراسة مثل الفقر (مما يضطر بعض الأسر على إجبار اولادها على العمل أثناء الدراسة) وسوء التغذية (ومن هنا كان حرص الوزارة على توفير تغذية سليمة من العام القادم) ، وبعد المدارس عن بيوت الطلاب مما يتطلب التوسع في انشائها بما يحقق أيضا تقليل الكثافة.
. غياب التقييمات أثناء العام الدراسي للكشف عن مستويات الطلاب (ومن ثم كان فرض التقييمات الأسبوعية واعمال السنة هذا العام).
. تكون أول امتحانات عامة كاشفة لمستويات الطلاب هي الشهادة الإعدادية أي بعد مرور تسع سنوات كاملة من تعليم الطلاب مما يعنى صعوبة نجاح اي برامج علاجية للطلاب المتأخرين دراسيا، مما يقتضي إعادة جعل الصف السادس الابتدائي شهادة للكشف المبكر عن الأطفال المتعثرين وعلاجهم.