رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

للوطن وللتاريخ

 

شغلت الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، مساحة كبيرة من اهتمامات الرأي العام العالمي خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي يتابع فيه العالم العربي الموقف بحفاوة بالغة، ليس فقط لأن مجريات الأحداث تتعلق بأمن وأمان منطقة الشرق الأوسط، بقدر ما يتعلق الأمر بشغف الكثيرين لرؤية أي خسائر أو دمار في صفوف الكيان الغاصب، نظرًا لممارساته في فلسطين.

والحقيقة أن كل البسطاء في مصر قبل المشتغلين بالعمل السياسي يتابعون الموقف باهتمام جعل الكثيرين ينتظرون أمام الشاشات، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة الموقف، وانتظار خسائر إسرائيل للاحتفال بها باعتبارها العدو الأساسي لكل مصري يعشق تراب مصر المحروسة.

وفي هذه الحرب الدائرة، علينا اليقين بأن أسطورة إسرائيل التي يريد الغرب تصدير صورتها لنا في الشرق الأوسط هو مجرد كلام فارغ، ومن ثم فالأحاديث السابقة عن صعوبة الوصول إلى عمق تل أبيب، أو مواجهة إسرائيل لم تعد تتواكب مع الواقع الذي نراه في المواجهة الإيرانية بمختلف أدواتها، وهو مجرد وهم يجب أن ينتهي لدى الأجيال الجديدة التى زرع البعض فيها بأن إسرائيل لا يمكن الاقتراب منها، خاصة بعد رؤية هذه الأجيال لما يحدث في غزة دون أي رد قوى على إسرائيل من خارج حدود فلسطين.

وكان من الضروري أن ترى الأجيال الحالية التي تم إشغالها لسنوات وخداعها بأن إسرائيل خارج نطاق تبديد الخسائر وضربها في مناطق حيوية واستراتيجية ، أن ترى النار تشتعل في قلب العاصمة، وتشاهد سقوط الصواريخ  الإيرانية في عدة مناطق إسرائيلية، الأمر الذي أعاد تشكيل صورة الكيان الغاصب لدى الأجيال الجديدة التي يجب على كل ولي أمر أن يشرح للأطفال ماذا يحدث لإسرائيل الآن.

كما أن القدرات الإيرانية استطاعت الصمود أمام إسرائيل بغض النظر عن المقارنة في الخسائر لدى الطرفين ، إلا أن استمرار المواجهة وتوازن القوى بالشكل الذي نراه الآن هو نجاح لإيران بلاشك، ويحبط الكثير من التوقعات السابقة في هذا الشأن، بغض النظر عن الدعم الأمريكي السابق أو المنتظر لإنقاذ إسرائيل من الدمار.

والمؤسف لنا جميعاً يأتي اتهام بعض الدول العربية، أو الخليجية بدعم إسرائيل خلال الأيام الماضية بعدة طرق، سواء عبر الجو بإمداد الطيران الإسرائيلي بالوقود، أوفتح المجال الجوي للطائرات الإسرائيلية لضرب إيران، وهو الأمر المرفوض جملةً وتفصيلاً من كل عربي غيور على وطنه ودينه، ويضع المتآمريين في مزبلة التاريخ.

والمؤكد أن الحرب الدائرة لا تتحمل الخلاف السني- الشيعي، الذي يسعى البعض لإثارته خلال الفترة الحالية لإلهاء البعض عن القضية الأساسية، بل والعقيدة الأساسية للمصريين بأن إسرائيل هى العدو الأول لنا، وبالتالي لسنا في حاجة لتأجيج هذا الصراع، ليس فقط بسبب الحرب الحالية، وإنما لأن الزمن تجاوز هذا الخلاف لصراع أبقى وأهم من ذلك بكثير.

في ظل هذا الموقف الحالي، نستطيع القول أن للولايات المتحدة الأمريكية هي المحرض الأساسي للحرب على إسرائيل التي هي بمثابة مخلب القط لها في منطقة الشرق الأوسط بسبب رفضها لامتلاك إيران للسلاح النووى.ولابد من الفهم بأن مصلحة العرب تكمن في وجود أكثر من دولة قوية قادرة على مواجهة إسرائيل والأطماع في المنطقة ، وليس من مصلحة العرب، خاصة دول الخليج إضعاف إيران تحت أي ظرف.

ومع استمرار لهيب الحرب، يبقى الموقف المصري شامخاً نحو عدم الانجراف في الحرب الدائرة بأي شكل لأسباب كثيرة، في الوقت الذي تنتاب فيه المخاوف لدى الكثيرين فيما يتعلق بطول أمد الحرب بسبب مصادر الطاقة اللازمة لسير الحياة اليومية في مصر وغيرها من الدول ،وتأثير الحرب على الكثير من مجريات الحياة.

خلاص القول، أن التعظيم من إيران في مواجهتها للكيان الغاصب ضرورة حتمية،بغض النظر عن أي خلاف يريد البعض إثارته دون داعٍ، وكان لابد للأجيال الحالية أن تنتهى أمامها أسطورة إسرائيل ولو بشكل جزئي أو مؤقت حفاظاً على روح المقاومة والصمود لدى كل شاب وطفل غيور على دينه ومقدساته، وحتمية مواجهة الكيان الصهيوني تحت أي ظرف، وفي أي مكان، وأمام أي مقاومة من أي نوع، حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء ،وللحديث بقية إن شاء الله.