فحص العيون التقليدي يكشف بوادر الإصابة بالسكري والسرطان قبل سنوات

رغم أن العيون تُوصف بأنها نافذة الروح، إلا أنها في الحقيقة قد تكون مرآة صادقة لصحتنا العامة، ومفتاحًا لاكتشاف أمراض خطيرة قبل أن تظهر أعراضها التقليدية. 

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يحذر خبراء العيون من تجاهل التغيرات الطفيفة في مظهر العين، مشددين على أن العين قد تكون أول من يدق ناقوس الخطر بشأن أمراض مزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأورام سرطانية قاتلة.

بقع داكنة واصفرار العين... إشارات لا يجب تجاهلها

وتبدو البقع الداكنة على قزحية العين مجرد نتيجة للتعرض للشمس، لكن في حالات نادرة، قد تكون أول دليل على الإصابة بسرطان العين، وتحديدًا الورم الميلانيني العيني. كما أن الاصفرار الطفيف حول بياض العين قد يشير إلى مشكلات في الكبد، ناتجة عن تراكم السموم في الجسم.

وأوضحت الدكتورة جاكلين بوين، رئيسة الجمعية الأمريكية لأطباء العيون المنتخبة، أن الفحوصات الدورية للعين يمكنها كشف نحو 270 حالة صحية لا ترتبط بشكل مباشر بالرؤية، من بينها أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض القلب. 

وتترك هذه الحالات آثارًا دقيقة في العين لا يراها إلا المختصون.

السكري وضغط الدم... خطر صامت يُرصد عبر عدسة الفحص

يؤدي مرض السكري، الذي يؤثر على أكثر من 40 مليون أمريكي، إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين، مسببًا ما يُعرف باعتلال الشبكية السكري، أحد الأسباب الرئيسية للعمى لدى البالغين. 

وفي عام 2019 وحده، اكتشف أطباء العيون أكثر من 430 ألف حالة إصابة غير مشخصة بالسكري بالولايات المتحدة من خلال فحوصات روتينية.

كذلك، قد تُظهر العين علامات واضحة على ارتفاع ضغط الدم، مثل تسرب أو تمزق الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى احمرار العين أو ظهور بقع فاتحة.

السرطان يبدأ من العين... أو ينتهي إليها

ليست أمراض العيون وحدها ما يُكتشف من خلال الفحص، بل إن بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة أو الثدي، يمكن أن تنتقل إلى العين وتؤدي إلى فقدان البصر. 

وتروي الأم إليانور ليفين من ماساتشوستس تجربتها، إذ اكتشف الأطباء إصابتها بسرطان الجلد في العين خلال اختبار روتيني للنظر.

كما أن سرطان الشبكية، الذي يصيب الأطفال دون سن الثانية غالبًا، قد يُكتشف من خلال صورة عادية تلتقطها العائلة، كما حدث مع الطفلة الكندية ليلي مورس.

ورغم ندرته، فإن التشخيص المبكر يرفع نسب النجاة إلى 96%.

التهاب المفاصل والمياه الزرقاء... خطر خفي في صمت الأعين

من جهة أخرى، قد تنتقل التهابات المفاصل الروماتويدية إلى أنسجة العين، مسببة تهيجًا واحمرارًا وتورمًا قد يتطور إلى الجلوكوما، المياه الزرقاء، وهي حالة قد تؤدي إلى فقدان تدريجي للرؤية.

يشدد الأطباء على أهمية الفحص السنوي للعين، خصوصًا لمن يعانون من أمراض مزمنة، فبينما قد يكتفي الأصحاء بفحص كل عامين، فإن المصابين بالسكري أو الضغط العالي يجب عليهم مراجعة طبيب العيون سنويًا على الأقل. 

وكما يقول الدكتور راج داسجوبتا: "يمكن للعينين أن تُنذرنا مبكرًا بهذه الحالات قبل أن نلاحظ أي خلل في الرؤية.. واكتشاف هذه التغيرات مبكرًا يُساعد في حماية البصر والصحة العامة".