بدعم تضامن الشرقية.. آلاف العمليات المجانية لمرضى القلب من غير القادرين
أعلنت مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الشرقية، بالتعاون مع جمعية الأورمان عن تنفيذ إنجاز طبي وإنساني كبير، تمثل في إجراء أكثر من 3200 عملية قلب مجانية لمساعدة مرضى القلب غير القادرين من أبناء المحافظة في مختلف القرى والمراكز، وذلك في خطوة تعكس روح التكافل الاجتماعي وترجمة حقيقية لتوجيهات القيادة السياسية برعاية الفئات الأكثر احتياجًا.
وأوضح أحمد حمدي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة الشرقية، أن هذا الإنجاز يأتي ضمن المبادرات المستمرة التي ترعاها الدولة لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين الأكثر استحقاقًا، وتنفيذًا لتوجيهات المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، والذي يولي اهتمامًا بالغًا بتحسين جودة حياة الأسر الأولى بالرعاية وتخفيف الأعباء الصحية عنهم، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الرعاية الطبية والجراحات الحرجة.
ونفذت الجمعية خلال الفترة الماضية عدد 3216 عملية قلب متنوعة بالمجان تمامًا، شملت عمليات القلب المفتوح، القسطرة العلاجية، القسطرة الاستكشافية، وتركيب الدعامات وغيرها من التدخلات الطبية الدقيقة التي تتطلب تجهيزات متقدمة وكوادر طبية مؤهلة.
وقد استفاد من هذه المبادرات مرضى من مختلف الأعمار، بينهم أطفال وكبار سن، وجميعهم من غير القادرين الذين تم فحص حالتهم بعناية من خلال لجان طبية متخصصة بالتنسيق بين الجمعية والمديرية، لضمان وصول الخدمة للمستحقين الحقيقيين.
وأكد مدير المديرية بأن الشراكة مع المؤسسات الأهلية الرائدة مثل جمعية الأورمان تمثل نموذجًا ناجحًا لتكامل جهود الدولة والمجتمع المدني في خدمة الفئات الهشة، خصوصًا في القطاع الصحي الذي يمثل أولوية قصوى في ظل التحديات الاقتصادية والضغوط المعيشية.
وأشار إلى أن المديرية تسعى بشكل دائم إلى دعم الجمعيات النشطة والمتميزة في مجالات الرعاية الصحية والاجتماعية، عبر تقديم التسهيلات اللازمة للوصول إلى المحتاجين، والمساهمة في تمويل الحالات الحرجة بالتعاون مع المتبرعين، إيمانًا منها بأن الحق في العلاج لا يجب أن يُحرم منه أي مواطن بسبب ضعف إمكانياته المادية.
من جانبه، صرح اللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية الأورمان، أن عمليات القلب التي تمت تأتي استكمالًا لنهج الجمعية الممتد منذ سنوات في مجال تقديم الخدمات الطبية المجانية، وخاصة في جراحات القلب، نظرًا للطلب المتزايد على هذا النوع من التدخلات الطبية الحيوية وارتفاع تكاليفها.
وأوضح شعبان، أن الجمعية حرصت على التعاقد مع نخبة من أفضل المؤسسات الطبية في مصر، إلى جانب الاستعانة بأمهر الخبراء المصريين والدوليين في مجال جراحات القلب والقسطرة، بهدف تقديم أعلى مستوى من الجودة الطبية والرعاية الصحية للمرضى، وهو ما أسهم في إنقاذ حياة الآلاف من الأطفال وكبار السن الذين لم تكن لديهم القدرة على تحمل تكلفة العلاج.
وأشار إلى أن الجمعية لا تكتفي بتنفيذ العمليات فقط، بل تتابع الحالات بعد الجراحة وتوفر الأدوية والمتابعة الطبية اللازمة، في إطار منظومة متكاملة من الدعم الصحي والإنساني.
واختتم مدير عام جمعية الأورمان تصريحه بالكشف عن أن الجمعية قد انتهت حتى الآن من إجراء نحو 55,900 عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية مجانية في مختلف محافظات الجمهورية، مشددًا على أن هذا الرقم يعكس حجم الجهد والالتزام الذي تبذله الأورمان وشركاؤها، وعلى رأسهم مديريات التضامن الاجتماعي، لتحقيق رؤية الدولة في بناء منظومة صحية عادلة وشاملة لا تترك أحدًا خلف الركب.
وتُعد هذه المبادرة واحدة من أبرز صور التعاون الناجح بين الحكومة والمجتمع المدني، حيث ساهمت بشكل فعّال في تحسين مستوى الخدمات الطبية المجانية لأبناء محافظة الشرقية، ووفرت الأمل لآلاف الأسر التي كانت تعاني من وطأة المرض والعجز عن سداد نفقات العلاج.
وتمثل جهود مديرية التضامن الاجتماعي بالشرقية وجمعية الأورمان ركيزة أساسية في بناء نموذج يحتذى به في دعم الفئات المهمشة، وتكريس مفهوم "الصحة للجميع"، في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
