"الثقة.. جسر الأمان بين الأبناء وآبائهم".. الأزهر للفتوى يوجه رسالة تربوية
في رسالة تربوية هامة حملت بُعدًا نفسيًا واجتماعيًا، شدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أهمية زرع الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء، مؤكدًا أنها من أعظم القيم التي يجب أن يُنشئ الوالدان أبناءهم عليها، لما لها من أثر بالغ في استقرار الأسرة والمجتمع.
وقال المركز في منشور رسمي على صفحته الرسمية على منصة "فيسبوك" ضمن مبادرة قرة عين:"الثقة بين الابن وأبويه أفضل ما يبنيه الوالدان في نفوس أبنائهم، فإذا وثق الولد في أبويه؛ لاذ بهما في كل ما يعرض له، وصدق معهما في حديثه ومحبته، وقَبِل منهما النصح والإرشاد، واستجاب لهما فيما يأمرانه به."
الثقة.. مفتاح التربية السليمة
أوضح المركز أن انعدام الثقة يولد التباعد بين أفراد الأسرة، ويُفقد الوالدين سلطتهما التربوية، ويجعل الطفل أكثر عرضة لتأثير الأقران ووسائل التواصل غير المنضبطة، مؤكدًا أن الوالدين هما الحصن الأول للأبناء متى ما شعروا بالأمان والثقة داخل البيت.
كما دعا مركز الأزهر للفتوى الآباء والأمهات إلى الحرص على الاستماع الجيد لأبنائهم، وتفهم مشكلاتهم دون اللجوء للتقليل أو السخرية أو التأنيب المفرط، موضحًا أن هذه الطريقة تُرسّخ الثقة وتعزز التواصل، وتُجنب الأبناء اللجوء لمصادر خارجية قد تضلهم أو تستغل ضعفهم.
مبادرة "قرة عين" وأهدافها
وتأتي هذه الرسائل ضمن حملة توعوية شاملة أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تحت عنوان "قرة عين"، والتي تهدف إلى دعم بناء الأسرة المسلمة على أسس شرعية وإنسانية ونفسية سليمة، تشمل التربية، وحقوق الزوجين، والتعامل مع الأبناء، وقضايا الطلاق، والمشكلات الاجتماعية.
وتُعد الحملة واحدة من أبرز جهود المركز في تقديم الإرشاد المجتمعي إلى جانب عمله الفقهي والشرعي، حيث ينتهج المركز خطابًا وسطيًا مراعٍ للواقع وخصوصيات المجتمعات، معتمدًا على متخصصين في الفقه، والتربية، والنفس، والاجتماع.
