محاصيل الموالح.. رعاية دقيقة لموسم ناجح وإنتاج مميز
تُعد محاصيل الموالح من الأعمدة الأساسية للقطاع الزراعي في مصر، وتمثل مصدر دخل رئيسي لعدد كبير من المزارعين، ويتطلب نجاح زراعتها رعاية دقيقة ومستمرة منذ الغرس وحتى الحصاد، خاصة خلال المراحل الحرجة التي تحدد حجم وجودة الإنتاج النهائي.
فترة العقد: المرحلة الحاسمة في مصير المحصول
تبدأ فترة العقد فور انتهاء مرحلة التزهير، وتُعتبر من أهم المراحل التي تؤثر مباشرة على كمية الثمار المتكونة وجودتها. في هذه الفترة، تُحدد الأشجار نسبة الثمار التي ستستمر في النمو. وأي خلل في إدارة الري أو التسميد أو مكافحة الآفات قد يؤدي إلى تساقط الثمار أو ضعف نموها، ما ينعكس سلبًا على الإنتاج.
الإنتاج الناجح يتطلب توازنًا بين الكم والنوع
لتحقيق موسم ناجح، لا يكفي أن يكون المحصول وفيرًا فحسب، بل يجب أن يتمتع بجودة عالية أيضًا. فالإنتاج الوفير دون جودة لا يحقق ربحًا حقيقيًا، كما أن الثمار الممتازة بكمية قليلة قد لا تغطي التكاليف. ولهذا، تُعد المعاملات الزراعية المتكاملة خلال فترة العقد ضرورية لتحقيق أفضل النتائج.
التغيرات المناخية تُربك توقيت العقد
عادة ما تبدأ فترة العقد بعد نهاية التزهير في أواخر أبريل أو مطلع مايو، لكنها قد تمتد – نتيجة للتغيرات المناخية – حتى أواخر يونيو أو أوائل يوليو، وهو ما يتطلب متابعة دقيقة للمحصول واستعدادًا للتدخل الفوري عند رصد أي مشاكل.
إدارة الري... مفتاح العقد الناجح
يُعتبر الري العامل الأكثر تأثيرًا في نجاح عملية العقد. ففي الأراضي الطينية، يُنصح بتقليل فترة الري وتجنب ترك المياه لفترات طويلة، مع الامتناع عن حرث الأرض لتفادي امتصاص كميات زائدة من المياه. أما في الأراضي الرملية، فالدقة في كميات المياه أمر ضروري لتجنب إجهاد الأشجار سواء بسبب العطش أو زيادة التشبع.
كما يُفضل الامتناع عن الري في فترات الظهيرة الحارة لتقليل الفاقد الناتج عن التبخر، والذي قد يؤثر سلبًا على ثبات الثمار ونموها.
رعاية متكاملة
نجاح موسم الموالح لا يعتمد على الري وحده، بل يشمل خطة متكاملة تضم التسميد المدروس، والمكافحة الوقائية للآفات، والمراقبة المستمرة لحالة الأشجار.
فالاهتمام بفترة العقد بشكل علمي ومدروس هو الضمان الحقيقي للحصول على محصول وفير، عالي الجودة، ومربح اقتصاديًا للمزارعين.