رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

فى الصميم

إسرائيل، الدولة التى تبنى وجودها على الاستيطان والتوسع الجغرافى على حساب حقوق الشعوب الأخرى، قد أثارت سياساتها طيلة العقود الماضية أزمات مستمرة فى منطقة الشرق الأوسط. 

فلسفة التوسع الجغرافى الإسرائيلية التى تستند إلى حلم «إسرائيل الكبرى» الممتدة من النيل إلى الفرات تحمل فى طيّاتها خطرًا عالميًا دائمًا، حيث يؤدى النهج العدوانى والسياسات التوسعية إلى توترات لا تهدد المنطقة فقط، بل تُلقى بظلالها القاتمة على الأمن والسلم الدوليين.

ما حدث مؤخرًا يعكس بوضوح تفاقم التداعيات الكارثية، فهجوم إسرائيل على منشأة نطنز النووية الإيرانية يُعتبر تصعيدًا خطيرًا يدفع باتجاه مواجهة إقليمية حتمية.

 الرد الإيرانى باستهداف مفاعل ديمونا الإسرائيلى، عبر غواصات بحرية أو أى وسائل أخرى، يشكل تصريحًا واضحًا بأن الصراع قد يمتد ليصل إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها، مما يفتح الباب أمام احتمال نشوب حرب نووية كارثية تدمر العالم بأسره.

وفى هذا السياق، إعلان وزير الدفاع الباكستانى دعم إيران بالسلاح فى حالة تصاعد الموقف ينبئ بتدويل الأزمة ودخول قوى نووية أخرى إلى المعادلة. 

إذا ما شاركت باكستان فى دعم إيران عسكريًا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية معنيّة بشكل مباشر بإعادة تقييم سياساتها الداعمة لإسرائيل. 

الاندفاع المستمر لدعم الكيان الصهيونى دون حساب للتداعيات قد يعود بآثار كارثية على المصالح الأمريكية نفسها، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى.

إن مثل هذه الأزمات والحروب المستمرة ستؤدى حتمًا إلى ضغط اقتصادى شديد يُنهك الدول الكبرى والصغرى على حد سواء، إذ تقف شعوب العالم عاجزة أمام النزيف المستمر للموارد البشرية والمادية التى تُهدر تحت وطأة الحروب والصراعات.

لذلك، لا بديل على الإطلاق عن الدفع باتجاه حل شامل وجذرى للصراع، هذا الحل لن يتحقق إلا من خلال إلزام إسرائيل بشكل جاد وواضح بإيقاف جميع أشكال التوسع والاستيطان غير القانونى، ومراعاة حقوق الشعب الفلسطينى عبر تحقيق حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.

 وجود مثل هذه الدولة هو الشرط الأساسى لتحقيق الاستقرار فى المنطقة والانطلاق نحو بيئة تعايش مبنية على العدل والسلام.

السياسات الأحادية القائمة على القوة والعدوان لن تؤدى سوى إلى الخراب العالمى، وما يجرى اليوم من أعمال وتصعيدات ينذر بخطر أكبر يهدد أمن البشرية جمعاء.

 قضية الشرق الأوسط لم تعد مجرد نزاع إقليمى يمكن التغاضى عنه، بل أصبحت نقطة ارتكاز تؤثر فى آليات الأمن والسلم العالميين.

[email protected]