عادة يومية تقلل نسبة الإصابة بالخرف بنسبة 40%
كشفت دراسة علمية حديثة أن نشاطاً بسيطاً وشائعاً قد يكون له تأثير كبير في تقليل خطر الإصابة بالخرف، بما في ذلك الخرف المبكر.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أظهرت النتائج أن ركوب الدراجة في منتصف العمر يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأي شكل من أشكال الخرف بنسبة تصل إلى 19%، فيما ينخفض احتمال الإصابة بالخرف المبكر تحديداً بنسبة 40%، حتى في حال وجود استعداد وراثي.
اعتمدت الدراسة، التي نشرت في مجلة JAMA Network Open، على تحليل بيانات نحو نصف مليون شخص في المملكة المتحدة، بمتوسط أعمار يبلغ 56 عاماً.
وطلب الباحثون من المشاركين تحديد وسيلة النقل الأساسية التي يستخدمونها خلال شهر، ثم تمت متابعتهم على مدى 13 عاماً لتسجيل أي حالات إصابة بالخرف أو الزهايمر.
وكان من أبرز نتائج التحليل أن ركوب الدراجة كوسيلة أساسية للتنقل ارتبط بانخفاض احتمال الإصابة بالخرف، حتى عند مقارنة المشاركين بأشخاص اختاروا وسائل نقل أكثر خمولاً مثل السيارات أو الحافلات.
الفوائد الدماغية لركوب الدراجة
يفسر الباحثون هذه النتائج بعدة عوامل؛ إذ يعزز ركوب الدراجة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يقلل الالتهابات المرتبطة بالخرف ويحارب السمنة، وهي من أبرز العوامل المؤدية لتدهور الإدراك.
ويوفر النشاط الذهني المصاحب لقيادة الدراجة، مثل التركيز على الطريق وتخطيط المسارات، تحفيزاً معرفياً يعزز صحة الدماغ.
كما كشفت الدراسة أن من يمارسون ركوب الدراجة بانتظام لديهم حجم أكبر لمنطقة "الحُصين" في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.
ركوب الدراجة يقي حتى من الزهايمر الوراثي
أحد الاكتشافات البارزة هو أن حتى الأشخاص الحاملين لجين APOE-e4—المرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر عشرة أضعاف—استفادوا من ممارسة ركوب الدراجة، وإن بدرجة أقل مقارنة بغير الحاملين لهذا الجين. وهذا يعزز فكرة أن النشاط البدني يمكن أن يلعب دوراً وقائياً حقيقياً حتى في حال وجود عوامل وراثية.
أزمة صحية تتفاقم
في بريطانيا وحدها، يعاني قرابة 900 ألف شخص من الخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إلى 1.7 مليون خلال العقدين القادمين.
وتشير التقديرات إلى أن التكلفة السنوية للخرف على الاقتصاد البريطاني قد ترتفع من 42 مليار جنيه إلى 90 ملياراً بحلول 2040.
ويشير خبراء إلى أن التشجيع على وسائل النقل النشطة مثل ركوب الدراجة يمكن أن يمثل استراتيجية وقائية فعالة على المستوى الوطني، ليس فقط لتحسين الصحة العامة، بل أيضاً لتخفيف العبء الاقتصادي والاجتماعي المتزايد لهذا الاضطراب العصبي.