رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

آخر يوم في حياة النبي.. كيف ومتى توفي رسول الله؟

بوابة الوفد الإلكترونية

"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي، وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ الأَعْلَى"، كانت أخر كلمات نبي الهدى في لحظة هي الأشد ألمًا على القلوب، رحل نور وهدايةً للعالمين، سيدنا محمد، لم تكن وفاته مجرد حدث تاريخي، بل كانت نقطة تحوّل في حياة الأمة الإسلامية.

 

احتضار النبي ﷺ وبداية الرحيل:

بدأت علامات المرض على النبي ﷺ حين عاد من جنازة بالبقيع، فشعر بصداع شديد وضع على إثره عصابة على رأسه. استأذن زوجاته أن يُمضي أيام مرضه في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، وهناك اشتدّ عليه المرض، خصوصًا في الأيام الخمسة الأخيرة من حياته. 

رغم شدة المرض، حرص على الخروج إلى المسجد، فصلى بالناس وخطب فيهم جالسًا، وكان ذلك يوم الأربعاء قبل وفاته بخمسة أيام.

في مساء الخميس، لم يقدر النبي ﷺ على الخروج لصلاة العشاء بسبب الإعياء، فطلب من السيدة عائشة أن يُحضروا له ماءً ليغتسل، محاولًا مرارًا القيام، إلا أن الإغماء كان يسبق محاولاته. حين أفاق، أمر بأن يُصلّي أبو بكر بالناس، في إشارة واضحة إلى خلافته من بعده.

 

آخر يوم في حياة النبي ﷺ:

في صباح يوم الاثنين 12 ربيع الأول، العام 11 للهجرة (الموافق 8 يونيو 632م)، اشتد احتضار النبي ﷺ، وكان في حجر السيدة عائشة. سمعته يقول:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي، وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ الأَعْلَى" (رواه البخاري)، فكرّرها ثلاثًا حتى صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، عن عمرٍ ناهز 63 عامًا.

 

تغسيله وتكفينه ﷺ:

تولى أهل بيته وأقرباؤه من بني هاشم تغسيله، ومنهم علي بن أبي طالب، والعباس وولداه الفضل وقثم، وأسامة بن زيد، وشقران مولى النبي. وكان الغُسل بثيابه، دون أن يُجرّد منها، امتثالًا لما أُوحي إليهم في لحظة ترددهم. وبعد الغُسل، كُفّن في ثلاثة أثواب بيض من القطن دون قميص.

 

الصلاة عليه ودفنه ﷺ:

صُلّي على النبي ﷺ في حجرته، التي كانت غرفة السيدة عائشة، حيث وُضع جثمانه على سريره، ودخل الناس يُصلّون عليه فرادى بلا إمام. دخل الرجال أولًا، ثم النساء، ثم الأطفال. وبعد الصلاة، تم دفنه في نفس المكان الذي توفي فيه، حيث قال أبو بكر رضي الله عنه:
"إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما قبض الله نبيًّا إلا في الموضع الذي يحب أن يُدفن فيه" (رواه الترمذي).

 

ردود فعل الصحابة:

انقسم الصحابة بين مذهولٍ من وقع الفاجعة، ومنهم من أنكر وفاته، كما فعل عمر بن الخطاب، حتى جاء أبو بكر الصدّيق بكلماته الخالدة:
"من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت."
ثم تلا: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ [آل عمران: 144].

 

وصايا النبي قبل وفاته:

من أبرز وصاياه في أيامه الأخيرة:

الوصية بالصلاة وما ملكت أيمانهم.

الحفاظ على وحدة المسلمين والرجوع للكتاب والسنة.

الاستغفار والدعاء واللجوء إلى الله.

 

وفاته كعلامة من علامات الساعة:

اعتبر موت النبي ﷺ أولى علامات الساعة الكبرى، كما ورد عن النبي نفسه في حديثه:
"اعْدُدْ ستًّا بين يدي الساعة: موتي..." (رواه البخاري).


رحل النبي محمد ﷺ جسدًا، لكن روحه وسُنّته باقية تُنير طريق الأمة، وبوفاته بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الإسلام، حمل فيها الصحابة الراية وأدّوا الأمانة، مُستوحين قوتهم من سيرته العطرة وكلماته الأخيرة التي لا تزال تلامس القلوب.