رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

تخليد اسم السائق خالد عبد العال بعد إنقاذه محطة وقود من كارثة محققة

بوابة الوفد الإلكترونية

في لفتة إنسانية تعبّر عن الوفاء والتقدير لأبطال الحياة اليومية، أصدر المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، قرارًا بإطلاق اسم السائق البطل خالد محمد شوقي عبد العال على أحد شوارع المدينة، تخليدًا لذكراه وتكريمًا لبطولته التي أنقذت المدينة من كارثة محققة، بعدما ضحّى بحياته لإنقاذ محطة وقود من الانفجار.

وتأتي هذه المبادرة الرسمية من جهاز تنمية المدينة تكريسًا لثقافة الاعتراف بالجميل، وتعزيزًا لقيم التضحية والفداء، حيث أكد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى أن إطلاق اسم السائق على أحد الشوارع ليس مجرد إجراء إداري، بل هو رسالة مجتمعية واضحة تُعلي من شأن المواقف النبيلة التي تستحق أن تروى وتُحتذى، مضيفًا: «مدينة العاشر من رمضان لا تنسى أبناءها الأوفياء.. وسيظل اسم خالد عبد العال محفورًا في وجداننا جميعًا كبطل من أبطال الواجب والشجاعة».

قصة تضحية.. وسيناريو كارثة أُفشلت بشجاعة استثنائية

تعود الواقعة إلى صباح يوم السبت، الموافق 1 يونيو، حينما اندلعت النيران فجأة داخل محطة وقود بالمجاورة 70 في مدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، بعد اشتعال مفاجئ بشاحنة نقل مواد بترولية كانت تتزود بالوقود داخل المحطة. وفي لحظات سريعة، تصاعدت ألسنة اللهب بشكل خطير وسط حالة من الذعر بين العاملين والمواطنين المتواجدين بالمكان، بينما بدا شبح انفجار هائل يلوح في الأفق.

وسط هذا المشهد المرعب، ظهر السائق خالد محمد شوقي عبد العال كبطل من الطراز النادر، إذ لم يتردد للحظة واحدة، وصعد إلى الشاحنة المشتعلة بالنيران، وانطلق بها بسرعة إلى خارج المحطة، متحديًا ألسنة اللهب والدخان الكثيف، وقاد المركبة لمسافة كافية لمنع امتداد النيران إلى خزانات الوقود أو المنازل المجاورة.

محاولته البطولية نجحت في تجنيب المدينة كارثة محققة كادت تحصد أرواح العشرات، وتسبب خسائر مادية فادحة، غير أن خالد دفع ثمن شجاعته غاليًا، إذ أصيب بحروق بالغة من الدرجة الثانية في الوجه والأطراف، وتم نقله في حالة حرجة إلى مستشفى بلبيس المركزي ومنه إلى مستشفى «أهل مصر» للحروق، حيث تم وضعه تحت الرعاية المركزة.

رحيل البطل.. وسط دعوات بالرحمة وفخر شعبي

ورغم الجهود الطبية المكثفة، لفظ السائق البطل أنفاسه الأخيرة، بعد أيام من الصراع مع الألم داخل وحدة الحروق، ليغادر الحياة جسدًا، لكنه بقي خالدًا في ذاكرة المواطنين كرمز حي للتضحية والإخلاص.

وفور الإعلان عن وفاته، سادت حالة من الحزن العميق في أوساط أهالي مدينة العاشر من رمضان، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو توثق لحظات الحريق وشجاعة السائق، وانهالت التعليقات التي وصفته بـ «شهيد الشجاعة» و«بطل مدينة العاشر»، وسط مطالبات بتكريمه رسميًا، وهو ما استجابت له الجهات المختصة على الفور.

وقد تقرر نقل جثمان الشهيد خالد عبد العال إلى مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية، حيث سيتم تشييعه ودفنه وسط جنازة شعبية يتوقع أن يحضرها المئات، فيما عبّر الكثيرون عن مشاعر الفخر ممزوجة بالحزن لفقدان هذا النموذج النادر في زمن تندر فيه المواقف البطولية.

رسالة مجتمعية تحمل دروسًا للأجيال

قصة خالد عبد العال ليست مجرد حادث عرضي، بل درس عميق في المعنى الحقيقي للبطولة، فهي ليست حكرًا على من يحمل السلاح، بل تتجلى في مواقف الحياة اليومية حين يقدّم الإنسان حياته في سبيل سلامة الآخرين.

ويأمل عادل جلال محاسب أحد سكان مدينة العاشر من رمضان، أن تكون هذه الواقعة بداية لترسيخ ثقافة تقدير الأبطال المجهولين الذين يعملون بصمت وإخلاص، وأن يتم تسليط الضوء على مثل هذه النماذج النبيلة في المناهج الإعلامية والتعليمية، لتعزيز قيم الشجاعة والولاء والتفاني في نفوس الأجيال القادمة.

وبهذا التكريم، لا تكرّم العاشر من رمضان اسم  البطل الشهيد خالد فحسب، بل تكرّم كل إنسان يعمل بإخلاص ويؤمن بأن أداء الواجب حتى آخر رمق هو أسمى درجات البطولة.