رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هل الشيطان موجود أثناء رمي الجمرات؟.. الأزهر يوضح

بوابة الوفد الإلكترونية

رمي الجمرات أحد أبرز شعائر مناسك الحج، حيث يقوم الحجاج برمي سبع حصيات في كل يوم من أيام التشريق، بدءًا من جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر، ثم يواصلون رمي الجمرات الثلاث في الأيام التالية.

 لكن يبقى سؤال يشغل بال كثير من المسلمين، خاصة غير المتخصصين: هل الشيطان حاضر بالفعل أثناء رمي الجمرات؟ وما الحكمة الشرعية من أداء هذا النسك تحديدًا؟

الأزهر يرد: لا، ليس الشيطان هو من يُرمى

في هذا السياق، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الاعتقاد الشائع بين بعض الناس بأن رمي الجمرات هو رجم فعلي للشيطان معتقد غير دقيق ولا أصل له في أقوال العلماء. فقد أجمع فقهاء المسلمين على أن رمي الجمرات شعيرة رمزية من شعائر الحج، لا علاقة لها بحضور الشيطان فعليًّا في المكان أو الزمان.

وأوضح المركز عبر موقعه الرسمي، أن ما نُقل عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: "الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون"، إنما هو تشبيه معنوي لا حسي، بمعنى أن المسلم يرجم الوسوسة والإغواء لا كيانًا ماديًّا للشيطان.

 

ما الحكمة من رمي الجمرات؟

 

أوضح مركز الأزهر أن هذا النسك يُجسِّد عظمة الامتثال لأوامر الله تعالى، حتى وإن غابت الحكمة الظاهرة عن إدراك الإنسان. فلو أن المسلم لا يعبد الله إلا بما يدركه عقله فقط، لصار العقل هو المعبود، لا الله سبحانه وتعالى.

وفي هذا السياق، استشهد المركز بقول الإمام أبي حامد الغزالي -رحمه الله- في كتابه إحياء علوم الدين (ج1، ص270):

"وأما رمي الجمار؛ فاقصد به الانقياد للأمر إظهاراً للرق والعبودية، وانتهاضاً لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام، حيث عرض له إبليس لعنه الله تعالى في ذلك الموضع... فأمره الله أن يرميه بالحجارة طردًا له وقطعًا لأمله".

الحكمة في 4 نقاط رئيسية

بحسب الفتوى، فإن الحكمة من رمي الجمرات تتجلى في أربعة أبعاد رئيسية، هي:

الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث ثبت عنه في حجة الوداع أنه رمى الجمرات، وقال لأمته: "خذوا عني مناسككم".

الطاعة المباشرة لأمره صلى الله عليه وسلم، تنفيذًا لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59].

  1. تذكير بما جرى لنبي الله إبراهيم عليه السلام حين أمره الله بذبح ابنه، فاعترضه الشيطان ثلاث مرات ليثنيه عن الطاعة، فرماه سيدنا إبراهيم بالحجارة في كل مرة، إظهارًا لرفض وسوسته. وقد خضع إبراهيم لأمر ربه حتى النهاية، ففداه الله بـ"ذِبْحٍ عظيم".
  2. الآيات من سورة الصافات:
    {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ • وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ • قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا • إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ • إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ • وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 103-107].
  3. إحياء لشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وإظهار العداوة للشيطان وترغيما له، فهو يغتاظ حين يرى الحجاج يرمون الموقع الذي اعترض فيه خليل الله إبراهيم عليه السلام.

 

رمي الجمرات ليس رجمًا ماديًّا للشيطان، بل هو تعبير رمزي عن الطاعة والامتثال، وتذكير بأحداث عظيمة في حياة الأنبياء. كما أنه تجديد لنية الخضوع لله وحده، لا للعقل ولا للهوى، وفيه تذكير دائم بأن العبد في حالة صراع دائم مع الشيطان، وأن السبيل إلى النجاة يكون بالطاعة والاقتداء بالرسل.