رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

فى الصميم

كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على القيادة السياسية وعلى جميع المصريين والشعوب العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات. 

فى هذه الأيام المباركة، يعيش المسلمون أجواء روحانية سامية، حيث يُعد اليوم الأحد ذروة ختام مناسك الحج، فهو آخر أيام رمى الجمرات لمن لم يتعجل.

 وعلى الحجاج قبل غروب شمس اليوم أن يغادروا مشعر منى متجهين إلى مكة لأداء طواف الوداع حول الكعبة المشرفة، لتتآلف قلوبهم وتشرق نفوسهم وقد أتموا مناسك الحج العظيمة.

وفى ظل هذه الذكرى الطيبة، نتأمل أصل هذا الركن العظيم ونتدبر قوله سبحانه وتعالى لإبراهيم عليه السلام: «وأذِّن فى الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فجٍّ عميق. ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيامٍ معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام. فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطَّوفوا بالبيت العتيق». 

القرآن الكريم وما تضمنه من تفاصيل دقيقة وسنن النبى محمد صلى الله عليه وسلم كانت بمثابة المنهاج الواضح الذى يُرشدنا إلى كيفية تطبيق الشعائر بما يحقق جوهر العبادة وروحها.

أيام الحج المباركة هى لبنة خامس أركان الإسلام، حيث يعود المسلم من مناسكها كيوم ولدته أمه، طاهرًا نقيًّا.

 نسأل الله أن يكتب لنا حج بيته مرات عديدة فى أعمارنا، فما أعظم القرب إلى الله فى تلك البقاع المقدسة والنظر إلى الكعبة المشرفة أو زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقوف بصعيد عرفات لمناجاة الله طلبًا للغفران والتوبة الصادقة.

مكة المكرمة تحتفظ بمكانة خاصة فى القلوب، فهى أرض الأنبياء والرسل، وبها البيت الحرام الذى بناه إبراهيم عليه السلام بمعاونة ابنه إسماعيل بإيمان وتفانٍ. 

كما أنها كانت مسرح رسالة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم. فى بعض الروايات، يُقال إن آدم عليه السلام هبط على جبل عرفات وهناك التقى بحواء. 

ويُقال أيضًا إن جبريل علّم إبراهيم مناسك الحج قائلًا له «أعرفت؟» فيجيبه إبراهيم: «عرفت»، وهكذا، فإن عرفات ظل رمزًا للقاء والتقرُّب من الله.

قصة كبش إسماعيل تحمل فى طياتها أعظم دروس الإيمان والتضحية. لقد أمر الله سيدنا إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل اختبارًا لقدرته على تقديم أغلى ما لديه تحقيقًا لمعنى الطاعة والعبودية لله.

 وعندما رأى الله صدق النية والطاعة المطلقة، فدى إسماعيل بكبش عظيم كان قد رعى فى الجنة أربعين خريفًا.

الصبر على الابتلاء هو لبّ الحكمة الإلهية؛ فمن صبر واحتسب نال الفرج والأجر العظيم فى الدنيا والآخرة.

 أما من جزع وسخط، فإنه لا يزيد مصابه إلا تعقيدًا ويخرج من معية الله ورحمته.

 الابتلاء امتحان لصلاح الإنسان وثباته على الحق وقبوله بمراد الله عز وجل.

فلنجعل هذه المناسبات فرصة لاستذكار التضحيات وإحياء القيم النبيلة التى غرستها هذه الوقائع الجليلة، داعين الله أن يرزقنا الصبر والرضا والثبات على أداء واجباتنا بطاعته والإخلاص له فى القول والعمل.

كلمة أخيرة.. العبد المبتلى هو من يحبه الله عز وجل، وقد يكون الابتلاء فى أغلى ما يملك لحكمة إلهية لا يعلمها إلا الله سبحانه. 

فلا تيأس أو تضجر إن وجهت إليك اتهامات باطلة أو نالك سوء ممن يسلكون طريق الإساءة والكذب. 

الله جل فى علاه يقف بجانب عباده المظلومين، ينصرهم، ويعوضهم خيرًا، ويملأ قلوبهم بالطمأنينة، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون. 

إن الله أبدًا لن يخذل عباده الصادقين المخلصين الموحدين به، بل يحفظهم من فتن الدنيا ومكر أولئك الذين يظهرون التقوى وهم بعيدون عنها كل البعد. 

والحق أن آيات الله فى إنصاف المظلومين والقصاص قد باتت جلية وواضحة، تتحقق بسرعة أمام الأعين لتؤكد قوله تعالى: «وما كان ربك بظلام للعبيد».

اللهم فى هذه الأيام المباركة، اهدِ جميع البشر، وانصر أهل فلسطين، وامنح الأمن والأمان لكل البلاد العربية، وانشر السكينة ووحد الكلمة على الحق.

[email protected]