في يوم البيئة العالمي.. الشرقية تقول لا للبلاستيك

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، والذي يوافق الخامس من يونيو كل عام، نظم فرع جهاز شؤون البيئة بمحافظة الشرقية سلسلة من الأنشطة التوعوية والميدانية للتعريف بمخاطر الاستخدام المفرط للبلاستيك أحادي الاستخدام، وذلك في إطار الحملة القومية التي أطلقتها وزارة البيئة المصرية تحت شعار "قللها"، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو).

وشملت هذه الأنشطة عدة فاعليات توعوية تم تنفيذها من خلال إدارة الإعلام والتوعية البيئية بفرع الجهاز الإقليمي بالشرقية، حيث جرى تنظيم لقاءات وحملات تثقيفية داخل مراكز الشباب، والوحدات المحلية والصحية، والجمعيات الأهلية، والمجلس القومي للمرأة، وركزت الفعاليات على شرح الأضرار البيئية والصحية الناجمة عن الاستخدام غير الرشيد للمواد البلاستيكية، خاصة الأكياس أحادية الاستخدام، مع تسليط الضوء على البدائل الآمنة والصديقة للبيئة مثل الأكياس القماشية والورقية.

من جانبه، أكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، أهمية اتخاذ خطوات جادة نحو التخلص التدريجي من المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مشددًا على ضرورة التوسع في استخدام البدائل المستدامة، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، للحفاظ على بيئة نظيفة وآمنة للأجيال القادمة.

وقال المحافظ إن الاعتماد المتزايد على البلاستيك يشكل خطرًا مباشرًا على صحة الإنسان والكائنات الحية، كما أنه يسبب تلوثًا واسع النطاق في التربة والمياه، نظرًا لكونه مادة غير قابلة للتحلل بسهولة وتستغرق مئات السنين لتتفكك في الطبيعة.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مجدي الحصري، رئيس الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة لمحافظتي الشرقية والإسماعيلية، أن الحملة الوطنية "قللها" تأتي تماشيًا مع شعار يوم البيئة العالمي لهذا العام "إنهاء التلوث البلاستيكي"، حيث تهدف الحملة إلى تشجيع المواطنين والمؤسسات على تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية قدر الإمكان، وإيجاد حلول مستدامة من خلال إعادة التدوير وتبني سلوكيات بيئية إيجابية.

وأشار الحصري إلى أن الجهاز يواصل تنظيم فعالياته على مدار شهر يونيو الجاري، والتي تتضمن ورش عمل، ومعارض للمنتجات البيئية البديلة، وحملات توعوية ميدانية، بالإضافة إلى توزيع مواد إرشادية توضح أثر البلاستيك على البيئة، وخطط الدولة لمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة.

وأكد أن التوعية الجماهيرية تلعب دورًا محوريًا في دعم جهود الدولة لحماية البيئة، من خلال تغيير السلوك الاستهلاكي لدى الأفراد، وتعزيز ثقافة الاستدامة لدى المجتمع، لا سيما في ظل التحديات البيئية العالمية المتسارعة.

وأوضح أن التلوث البلاستيكي يؤثر سلبًا على النظم البيئية البحرية والبرية، ويتسبب في اختناق الكائنات الحية، وتدمير موائلها الطبيعية، فضلًا عن تأثيراته الصحية على الإنسان نتيجة تسرب جزيئات البلاستيك الدقيقة إلى السلسلة الغذائية.

ويُذكر أن اليوم العالمي للبيئة يُعد مناسبة سنوية تنظمها الأمم المتحدة منذ عام 1972، ويُحتفل به في 5 يونيو من كل عام بهدف تسليط الضوء على أبرز التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض، وتحفيز الحكومات والمؤسسات والمواطنين على اتخاذ إجراءات فعالة لحماية البيئة.

ويشارك في فعاليات هذا اليوم أكثر من 150 دولة حول العالم، حيث تُعد مناسبة عالمية لتجديد الالتزام نحو مستقبل أكثر استدامة، وتُقام احتفالات هذا العام في مقاطعة "جيجو" بجمهورية كوريا الجنوبية، والتي تُعتبر نموذجًا عالميًا رائدًا في تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري وإدارة النفايات.

وتأتي مشاركة محافظة الشرقية في هذه الفعالية العالمية كجزء من جهود الدولة المصرية لتعزيز مفهوم التنمية المستدامة، ودعم أجندة مصر 2030 البيئية، التي ترتكز على الاستخدام الرشيد للموارد، وتقليل البصمة البيئية، وتعزيز الشراكات المجتمعية لحماية البيئة.

وتجدر الإشارة إلى أن الحملة التوعوية التي أطلقها جهاز شؤون البيئة بالشرقية تحظى بدعم وتفاعل كبير من مختلف فئات المجتمع، وسط دعوات من القائمين عليها بضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات البيئية طوال العام، لما لها من أثر بالغ في رفع الوعي البيئي وتغيير السلوكيات السلبية المرتبطة باستخدام البلاستيك في الحياة اليومية.