عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

دراسة: إحساس الوالدين يتفوق على الأجهزة في التنبؤ بتدهور صحة الأطفال

حالة الأطفال الصحية
حالة الأطفال الصحية

 صحة الأطفال.. كشفت دراسة حديثة من جامعة موناش في أستراليا أن مخاوف الآباء بشأن صحة أطفالهم يمكن أن تكون مؤشرًا أكثر دقة على تدهور الحالة الصحية من العلامات الحيوية التقليدية التي يعتمد عليها الطاقم الطبي في المستشفيات. 

 ووفقًا لتحليل شمل ما يقرب من 190 ألف زيارة طارئة لأطفال في مستشفيات ملبورن، فإن قلق الوالدين كان مرتبطًا بشدة بالحاجة إلى دخول الأطفال وحدات العناية المركزة.

مؤشر مبكر لا يجب تجاهله:

 في نحو 4.7 في المئة من الحالات التي تم تحليلها، أعرب الوالدان أو مقدمو الرعاية عن قلقهم من تدهور حالة أطفالهم قبل أن تظهر أي تغيرات في العلامات الحيوية.

 وكان من اللافت أن الأطفال الذين أبدى ذووهم هذه المخاوف أكثر عرضة بـ4 مرات لدخول العناية المركزة، مقارنة بأولئك الذين لم يُبدِ ذووهم أي قلق.

 كما تبيّن أن هؤلاء الأطفال كانوا بحاجة متزايدة للتنفس الصناعي، وبقوا في المستشفى لفترة أطول بثلاثة أضعاف من أقرانهم.

تجارب مأسوية تُثبت أهمية الاستماع:

 قضية مارثا ميلز، الطفلة التي توفيت عن عمر 13 عامًا عام 2021 بعد إصابتها بتسمم دموي، تُعد من أبرز الأمثلة على العواقب الوخيمة لتجاهل تحذيرات الوالدين. والدا مارثا كانا قد أبلغا الأطباء عدة مرات بتدهور حالتها، إلا أن مخاوفهم لم تلقَ الاهتمام الكافي. الطبيب الشرعي أكد لاحقًا أن فرص نجاتها كانت كبيرة لو تم التعامل مع الموقف بشكل أسرع.

دعوة لإشراك الوالدين كجزء من الفريق الطبي:

 الدكتورة إيرين ميلز، الباحثة المشاركة في الدراسة، شددت على أن هذه النتائج يجب أن تُحدث تحولًا في طريقة تعامل المستشفيات مع أولياء الأمور. وقالت إن "الآباء ليسوا زوارًا؛ بل هم جزء أساسي من فريق الرعاية". وأضافت أن إشارات القلق التي يعبّر عنها الوالدان يجب أن تُعامل كتحذير لا يمكن تجاهله، مؤكدة أن هذه الدراسة تقدم دليلاً علمياً واضحاً على أن حدس الآباء قادر على إنقاذ الأرواح.

تجربة "قاعدة مارثا": خطوة نحو التغيير:

 نتيجةً لوفاة مارثا، بدأت بعض مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة بتطبيق ما يُعرف بـ"قاعدة مارثا"، التي تتيح للمرضى أو أسرهم طلب رأي طبي ثانٍ في حالات الشك بتدهور الحالة الصحية. وتشير التقارير إلى أن هذه المبادرة أسهمت في إنقاذ أكثر من 100 مريض عبر إحالتهم إلى العناية المركزة بناءً على قلق أسرهم.

 توصي الدراسة بدمج تقييم قلق الوالدين في إجراءات الطوارئ الطبية كعنصر أساسي لا يقل أهمية عن العلامات الحيوية، داعية إلى تدريب الطاقم الطبي على الاستماع الفعال لمخاوف الأسرة، وتعزيز ثقافة التعاون بين العاملين في القطاع الصحي وأهالي المرضى لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة.