عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

شهيد الشهامة

بوابة الوفد الإلكترونية

«هشام» خرج ليدافع عن شرف أمه.. فعادجثة فى حضن والده

والد الضحية: «ابنىمش بتاع مشاكل والمتهم قاصد يحصَّرْنا عليه»

 

فى أحد شوارع منطقة فيصل المكتظة بالحياة والبيوت المتلاصقة، كانت ليلة الصيف تبدو اعتيادية، لا تختلف كثيرًا عن سابقاتها، الناس فى شرفاتهم، الأطفال يلعبون، والمحال تنهى يومها على هدوء تقليدى.

لم يكن أحد يتخيل أن هذا الضجيج المعتاد فى الشوارع سيتحول فى لحظة إلى صراخ ونحيب، وأن الدم سيتسلل على الأرض تحت أقدام المارة، حاملًا معه قصة هشام.. الشاب العشرينى الذى دفع حياته ثمنًا للدفاع عن شرف والدته بعد تعرضها للتحرش.

هشام، شاب فى مطلع العشرينات من عمره، طالب فى الفرقة الثانية بكلية التجارة بجامعة حلوان، يعمل مع والده فى مغسلة الملابس التى يمتلكونها، ويعيش فى بيت متواضع مع أسرته التى لا تطلب من الدنيا أكثر من ستر الحال، لم يكن من الشباب كثيرى الكلام أو مثيرى المشاكل، بل عرف عنه بين جيرانه احترامه وهدوءه.

لكن هناك بالقرب من مسكن الشاب الضحية وعائلته، ظلّت نار تتأجج فى صمت، فوالدته وشقيقته كانتا تتعرضان لتحرش لفظى متكرر من أحد الجيران.

فى البداية، صمتت الأم، على أمل أن المتحرش سيتأدب ويعود إلى صوابه، لكنها لم تجد نهاية لهذا السلوك المشين، فقررت الأم، مدفوعة بالخوف والكرامة، أن تذهب إلى منزل المتحرش لتشكو لوالدته، لعلها تجد عندها العتاب أو حتى كلمة حق لكنها فوجئت برد صادم منها عندما أنكرت فعلة ابنها النكراء، واتهمتها بالافتراء، بل وخرج الجانى من غرفته، يتحدى ويهدد قائلاً:

«إنتى جاية تشتكينى؟ أنا هرش وشك بميّة نار وهحصر قلبك».

تحوّل التهديد إلى خوف حقيقى، خصوصًا مع تكرار المعاكسات ومحاولة الاعتداء، لم تجد الأم طريقًا سوى تحرير محضر رسمى فى قسم الشرطة، على أمل أن يكون القانون درعًا لها.

فى تلك الليلة، كانت الأسرة تجلس على مائدة الطعام بعد يوم عمل شاق، وعادت الأم لتحكى ما جرى لزوجها بصوت منخفض، لكن هشام سمع حديثها دون قصد منها، اشتعل الغضب فى قلبه، وسرت النار فى عروقه، ليس فقط غضبًا على أمه، بل غيرة على رجولته ومكانة أهله فى المنطقة.

لم يفكر الشاب كثيرا وقرر أن يتوجه لمنزل المتهم لمعاتبته على عدم احترام الجيرة وارتداء ثوب الخسة والندالة، لم يكن يحمل سكينًا ولا عصا، فقط كلماته، وصوته، ومبادئه.

وقف هشام أمام بيت الجانى يناديه، يطلب منه فقط أن «يحترم نفسه»، لكن الجواب جاء داميًا، فقد خرج المتهم، صاحب الـ 28 عامًا، يحمل فى يده سكينًا كبيرة، وفى الأخرى مطرقة حديدية، وخلفه والده وعمه، لا يردعانه، بل يشجعانه بنظراتهما الباردة.

تدخل والد هشام محاولًا فض الاشتباك، لكنه تلقى ضربة أسقطته أرضًا، وأصبح هشام فى مواجهة الموت وحده، وفى لحظة غدر، طعنة غائرة اخترقت صدر هشام، ليسقط على الأرض يصرخ، ودمه يسيل فى حضن الشارع الذى عاش فيه عمره كله.

رفع الأب جسد ابنه بيدين مرتعشتين، وضعه فى السيارة، وركض به إلى أقرب مستشفى، يصرخ على الطريق: «ابنى بيموت... حد يلحقه» لكن القدر لم يمهله.

هشام لفظ أنفاسه الأخيرة بين ذراعى أبيه، تاركًا أمًا مفجوعة، وشقيقة تصرخ من الوحدة وألم الفقد.

تحركت الأجهزة الأمنية فورًا بعد إخطارها بالحادث، وتم ضبط الجانى والسلاح المستخدم، وقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات تمهيدا لاستكمال التحقيقات وإحالته إلى المحاكمة.