رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

متى يبدأ وينتهي وقت ذبح الأضحية؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تتوالى أسئلة المسلمين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك حول أحكام الأضحية، ومن أبرز هذه الأسئلة التي وردت إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤال عن وقت ذبح الأضحية: متى يبدأ ومتى ينتهي؟

تحديد الشرع لمواقيت العبادات

أكد الدكتور لاشين أن الشريعة الإسلامية حددت أوقاتًا دقيقة لأداء العبادات المختلفة، ومن غير الجائز تقديمها أو تأخيرها عن موعدها المقرر شرعًا، وإلا فقدت العبادة مشروعيتها. فالصلوات لها مواقيت محددة، والصيام لا يُقبل إلا في رمضان إلا لعذر، والزكاة لا تجب إلا بعد تمام الحول على النصاب، والحج لا يصح إلا في أشهره المعلومات: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197].

ومثل هذه العبادات، فإن الأضحية لها وقت مشروع لا يصح الذبح قبله ولا بعده، حفاظًا على هيبة العبادة وامتثالًا لأوامر الشارع الحكيم.

بداية وقت الأضحية

وأوضح الأستاذ الدكتور أن وقت ذبح الأضحية يبدأ شرعًا بعد الانتهاء من صلاة عيد الأضحى مباشرة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، أي أن الصلاة تسبق الذبح.

كما روى البخاري وغيره من كتب السنة عن النبي ﷺ أنه قال:"من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن ذبح قبل الصلاة فليعد مكانها أخرى"، أي أن الذبح قبل صلاة العيد لا يُجزئ ويجب إعادته.

الاختلاف حول الخطبة

وبعد اتفاق العلماء على أن بداية وقت الذبح هو بعد صلاة العيد، اختلف الفقهاء حول ما إذا كان من اللازم انتظار انتهاء خطبة العيد أيضًا. فذهب فريق إلى أن الذبح لا يصح إلا بعد انتهاء الصلاة والخطبة معًا، بينما رأى جمهور آخرون أن الفراغ من الصلاة وحدها كافٍ لصحة الأضحية، ولا يشترط انتظار نهاية الخطبة. وهو رأي معتبر يراعي التيسير، خاصة لمن لا يستطيع التأخير.

نهاية وقت الذبح

أما عن آخر وقت يُجزئ فيه ذبح الأضحية، فذكر الدكتور عطية لاشين أنه محل خلاف أيضًا، حيث يرى بعض الفقهاء أن وقت الذبح ينتهي بانتهاء ثاني أيام التشريق، أي أن أيام الذبح ثلاثة فقط: يوم العيد (10 ذي الحجة) واليومان التاليان له (11 و12 ذي الحجة).

بينما رجّح جمهور الفقهاء، وهو رأي له وجاهته الشرعية، أن الذبح ممتد حتى نهاية رابع أيام العيد، أي حتى غروب شمس ثالث أيام التشريق (13 ذي الحجة)، مستندين إلى حديث النبي ﷺ:"أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله"، مما يدل على أنها جميعًا من أيام النحر.

 

في الختام، يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد صلاة العيد مباشرة، ومن الأفضل الانتظار إلى ما بعد الخطبة، لكن لا يُشترط ذلك عند جمهور العلماء، وينتهي وقت الذبح إما بنهاية اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر من ذي الحجة، بحسب المذهب الفقهي الذي يُتبع.