الصحة تطلق أول مشروع موسع لفحص مخالطي الجذام بالشرقية

في خطوة نوعية تعكس حرص الدولة على حماية الصحة العامة وتعزيز جهود القضاء على الأمراض المزمنة والمعدية، ناقش الدكتور هاني مصطفى جميعه، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الشرقية، تفعيل مشروع موسع لفحص مخالطي مرضى الجذام بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ومؤسسات المجتمع المدني.

جاء ذلك خلال زيارة ميدانية أجراها "جميعه" اليوم الثلاثاء، إلى العيادة الجلدية التخصصية بمدينة الزقازيق، حيث التقى خلالها بعدد من مسؤولي القطاع الصحي وممثلي إحدى مؤسسات المجتمع المدني النشطة في مجال دعم الصحة العامة، وتم الاتفاق على الخطوط العريضة لخطة تنفيذ مشروع الفحص الدوري الموسع للمخالطين.

وأكد وكيل الوزارة أن هذا المشروع يأتي في إطار رؤية وزارة الصحة والسكان وخططها الاستراتيجية الرامية إلى القضاء التام على مرض الجذام في مصر، من خلال الاكتشاف المبكر للحالات، وتطبيق برامج وقائية وعلاجية متكاملة تستند إلى أحدث البروتوكولات الطبية.

وأوضح جميعه، أن المشروع يستهدف تغطية جميع مناطق المحافظة، وخاصة المناطق ذات الخطورة المرتفعة أو التي ظهرت بها حالات إصابة سابقة، مشيراً إلى أن فرق الرصد والفحص الميداني ستعمل على إجراء الفحوصات الدورية لجميع أفراد الأسر المخالطة لحالات الجذام المؤكدة أو المشتبه بها، باستخدام تقنيات متطورة تشمل فحص الأنسجة، بالإضافة إلى دراسة إدراج تقنية فحص الحمض النووي (PCR) ضمن أدوات الكشف الدقيقة والمعتمدة من الوزارة.

وأضاف أن المشروع يولي اهتماماً خاصاً بالأطفال المخالطين، لكونهم الفئة الأكثر عرضة للمضاعفات، لافتاً إلى أن الفحص المبكر والتدخل العلاجي الفوري من شأنه أن يحد من انتشار المرض ويُجنب المجتمع أعباء صحية واقتصادية مستقبلية.

وفي هذا الإطار، بدأت المؤسسة المتعاونة مع المديرية تنفيذ تجربة تجريبية أولية تشمل فحص 300 أسرة من المخالطين، على مدار ثلاثة أيام، بمعدل 100 أسرة يومياً. وتهدف هذه المرحلة إلى تقييم آليات التنفيذ ميدانياً، وتحليل النتائج الأولية لرسم خطة توسعية فعالة تغطي جميع مراكز ومدن محافظة الشرقية.

وشدد الدكتور هاني جميعه على أهمية التكامل بين الأجهزة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في التصدي للأمراض المزمنة والمعدية، مشيداً بالدور الحيوي الذي تلعبه تلك الكيانات في توعية المواطنين وتوفير الموارد والإمكانات اللوجستية اللازمة لإنجاح مثل هذه المبادرات.

وأشار إلى أن المديرية ستعتمد خطة عمل واضحة المعالم، تشمل تدريب الكوادر الطبية والتمريضية المشاركة في المشروع، وتوفير المواد والأدوات الطبية المطلوبة، فضلاً عن إطلاق حملات توعية مجتمعية لتعريف المواطنين بأهمية الفحص المبكر ومظاهر الإصابة بمرض الجذام وطرق الوقاية منه.

وأكد وكيل الوزارة أن محافظة الشرقية تسعى لأن تكون نموذجاً يحتذى به في مكافحة الجذام، وتفعيل مبادرات الصحة المجتمعية، موضحاً أن المشروع يأتي متزامناً مع الجهود القومية التي تبذلها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتصنيف مصر كدولة خالية من الجذام خلال السنوات القليلة المقبلة.

ودعا "جميعه" المواطنين إلى التعاون الكامل مع فرق الفحص الميداني، مشدداً على أن الوقاية تبدأ بالوعي وأن الكشف المبكر هو خط الدفاع الأول لحماية الأسر والمجتمعات من الأمراض المعدية.