بينهم سفير مصر.. لحظة فتح إسرائيل النار على وفد دبلوماسي عالمي تفقد جنين (فيديو)
أطلقت القوات الإسرائيلية النار على وفد دبلوماسي يضم سفراء وقناصل من دول عربية وأجنبية عند مدخل مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، ما أثار إدانة شديدة من السلطة الفلسطينية، ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات، بينما فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقاً مدعياً أن إطلاق النار جاء نتيجة انحراف الوفد عن مساره.
ووصل الوفد الدبلوماسي إلى مدينة جنين والتقى بمسؤولين من السلطة الفلسطينية، ثم توجه لتفقد الأوضاع في مخيم جنين، الذي تحتله إسرائيل بالكامل منذ أكثر من أربعة أشهر وشهد تدمير معظم مبانيه. أظهرت لقطات مصورة هرع أعضاء الوفد لمغادرة المكان مع بدء إطلاق النار المباشر، الذي لم يسفر عن أي إصابات.
شاهد الفيديو..
الإدانة الفلسطينية والمطالب الدولية
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة استهداف الوفد، واصفةً إياه بـ "الخرق الفج والخطير لأحكام القانون الدولي وأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961"، والتي تضمن الحماية والحصانة للبعثات الدبلوماسية. كما حملت الخارجية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاعتداء، مؤكدة أنه لن يمر دون محاسبة.
دعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي، خاصة الدول التي ينتمي إليها أعضاء الوفد المستهدف، إلى اتخاذ مواقف واضحة وإجراءات رادعة ضد سلطات الاحتلال، ووضع حد لتجاوزاتها وارتكاب الجرائم، بما في ذلك الاعتداء على الممثلين الدبلوماسيين. وجددت الوزارة مطالبتها بتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني وللدبلوماسيين العاملين في دولة فلسطين.
الوفد المستهدف
ضم الوفد سفراء من مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، وإسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك، وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا، بالإضافة إلى ممثلين عن دول أخرى. وكان هذا الوفد قد زار طولكرم في اليوم السابق لتفقد أحوال المدينة ومخيماتها.
التبرير الإسرائيلي
بعد أن تصدرت الواقعة عناوين الأخبار، صرح مصدر أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الوفد الدبلوماسي تجاوز المسار المتفق عليه مسبقاً، مما دفع جنديين لإطلاق النار للتحذير والإبعاد. أكد بيان للجيش هذه الرواية، مشيراً إلى أن دخول البعثة تم بالتنسيق، وتم تحديد مسار معتمد يجب الالتزام به نظراً لوجودهم في منطقة قتال نشطة.
وأضاف الناطق باسم الجيش أن البعثة انحرفت عن المسار ووصلت إلى منطقة محظورة، وأن الجنود، الذين لم يكونوا على علم بوجود بعثة دبلوماسية، أطلقوا النار في الهواء وليس باتجاه البعثة، بهدف إبعاد من اشتبهوا بهم. وذكر البيان أنه لم تقع أضرار أو إصابات.
أوضح الجيش أنه بعد أن تبين أن الأمر يتعلق ببعثة دبلوماسية، أجرى قائد فرقة الضفة تحقيقاً فورياً في الحادثة. كما أجرى قائد الإدارة المدنية محادثات مع ممثلي الدول وأطلعهم على نتائج التحقيق الأولي.
ردود الفعل الدولية المنددة
مصر: أدانت إطلاق النار وشددت على رفضها المطلق للواقعة التي وصفتها بـ "المنافية لكافة الأعراف الدبلوماسية"، وطالبت الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة.
الأردن: أدان إطلاق النار ووصفه بأنه "جريمة تخالف جميع الأعراف الدولية"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على غزة وتصعيدها في الضفة الغربية.
الاتحاد الأوروبي: اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين "غير مقبول"، ودعت إسرائيل إلى التحقيق ومحاسبة المسؤولين.
إسبانيا: نددت وزارة الخارجية "بشدة" بإطلاق الطلقات التحذيرية، مؤكدة أنها تحقق في الحادثة وتتواصل مع الدول الأخرى المعنية لتقديم رد مشترك.
فرنسا وإيطاليا: استدعت كلتا الدولتين السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات رسمية حول الحادثة، حيث اعتبر وزيرا الخارجية في البلدين أن التهديدات بحق الدبلوماسيين "غير مقبولة".
اقرأ المزيد..
