اكتفت بتجربة أحمد الشوكى: الفساد الغنائي يجبر سناء نبيل حفيدة «أم كلثوم» على الاعتزال

كانت ولم تزل المطربة العظيمة أم كلثوم «ترمومتر» الغناء كلما سفل وانحط أو تردى وتسطح، قلنا ماذا نحن أمام أم كلثوم وكيف لنا أن يحذو الغناء والمغنون حذوها ليضيفوا للفن رفعة ويرفعوا له هامة كما فعلت «الست» إلا أن الكثيرين لا يدركون أو يأخذهم حسن الظن بالواقع، فيتمطعون ويجتهدون حتى يجدوا الأكبال والموانع تحول بينهم وبين ما يشتهون، وهذا هو الشأن مع المطربة سناء نبيل، حفيدة شقيقة كوكب الشرق أم كلثوم من أخت لها كانت تدعى «سيدة» لم يتعرض مسلسل «أم كلثوم» لها بذكر.
كانت «سناء» تتدرب على فنون الغناء لدى الفنان الشهير عالمياً وعازف الكمان الماهر «عبده داغر» وصحبها معه فى حفلات أقامها بمعهد الموسيقى العربية وكانت تغنى من أعمال جدتها أم كلثوم وسرعان ما غيب الموت عبده داغر، وفى نفس التوقيت كانت قد بدأت تجربتها مع الشاعر الموسيقار أحمد الشوكى فغنت معه ومن إنتاجه قصائد «الرقص ضالة العالم، حضور، أنت حبى، حرية، اصدقنى ولو مرة، هما».
وكانت قصيدة «حضور» التى غنتها بمصاحبة إلقاء أحمد الشوكى من توزيع المؤلف الموسيقى الكبير والموزع ميشيل المصرى الذى صاحب أم كلثوم بعزفه ووزع العديد من أعمال رموز التلحين، وعلى رأسهم الموسيقار حمدي عبدالوهاب، وأما أغنية «اصدقنى لو مرة» فهى من توزيع الفنان هانى شنودة الذى أراد بهذا التوزيع أن يقول لو وزعت لأم كلثوم وغنتها لكان بهذا الشكل.

أما قصيدة «هما» فقد كانت المطربة نجاة تعتزم غناءها إلا أن ظروف الإنتاج وقتها حالت دون ذلك ولكن لأن شاعرها هو ملحنها وأصبح أيضا منتجها فتيسر الأمر وتمكنت سناء نبيل من غنائها، ولا ريب فى ذلك فقد كانت أغنية «بعيد عنك» لأم كلثوم تعتزم المطربة نجاة غناءها لكنها أرادت بعض التغييرات فيها فرفض شاعرها مأمون الشناوى وملحنها بليغ حمدى هذه التغيرات والصحف قد نشرت أن نجاة ستبدأ تسجيل الأغنية فذهب «مأمون» و«بليغ» لأم كلثوم وأطلعاها على الأغنية التى سرت بها وغنتها دون التغييرات التى كانت قد طلبتها نجاة وصارت من أنجح أغنيات أم كلثوم.
غنت سناء نبيل ولم تجد لا مسارح مصر ولا فضائياتها ولا الخليج ولا مهرجاناته يفتحون الأبواب لها مثل أخريات دونها صوتاً ونسباً وتجربة جديدة حازت إعجاب كبار الموسيقيين والنقاد ومن بين النقاد د. عبدالمنعم تليمة والصحفى صلاح صيام.
وجدت سناء نفسها فى غربة فنية فلم يشفع لها صوتها ولا قدراتها ولا حتى قبولها ولا غناءها لتجربة جديدة مسئولة حق المسئولية مع الشاعر الموسيقار أحمد الشوكى كذلك لم يشفع لها نداء ووصية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تساءل فى حفلة: لماذا يكون لدينا أم كلثوم واحدة، فلم يحتفِ بتجربتها لا القديمة ولا الجديدة أحد فاكتأبت واعتزلت ولا تكاد تلتفت يميناً أو يساراً إلا وتجد صياح أغانى «المهرجانات» ولا عزاء للموهوبين.