رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تحتاج لقانون يحميها

المتاحف الخاصة.. وسيلة الأشخاص للحفاظ على التراث

بوابة الوفد الإلكترونية

كفافيس.. نبيل درويش.. أنيماليا.. السمسمية.. أبرز المتاحف وسيد درويش الأحدث

 

ما بين رموز أدبية وأخرى فنية وثالثة فكرية وعلمية، تتعدد الشخصيات التى تستحق أن تقام لها المتاحف وتخلد ملامحها التماثيل، حتى لا تطويها عوامل الزمن قبل النسيان والتجهيل، وحتى يظل ماثلًا أمامنا ما يشهد على أن ها هنا كانت تحيا بيننا شخصيات مؤثرة، ربما.. أقول ربما.. استطعنا أن نعبد طريقا فى صحراء وعى أجيال لا تدرى شيئا عن تراثنا وعظمة ما يحتويه. 

ودعونا نغفل -عن عمد- سؤالًا يثور فى جنبات صدورنا، عن أسباب عدم اتخاذ الدولة ممثلة فى وزاراتها المعنية، تلك الخطوات تجاه كثير من الشخصيات التى أثرت الوجدان المصرى، واستطاعت أن تخط لنفسها مكانا بارزا فى تاريخنا، رغم أنه تساؤل مشروع، فلربما كان الرد بعدم كفاية الميزانية، أو على أقل الإيمان، أنه مدرج بالخطة، لكن لم يحن بعد أوان التنفيذ.

على كلٍ، وعملا بمبدأ أن الدولة لن تفعل كل شىء، فها هم «الأشخاص» يفعلونها، يقيمون وبجهود ذاتية وميزانية خاصة المتاحف، يجمعون المقتنيات ويتحملون فى ذلك تبعات كثيرة، لكنهم فى النهاية يفعلونها، وينجحون.. 

< متحف سيد درويش:

ذات صباح قريب صحونا على خبر أثلج صدور كل المهتمين، ففى خطوة مهمة، وبجهود أهلية خاصة، تم توقيع عقد إنشاء متحف سيد درويش بالإسكندرية، بين السيد مينا زكى والحاج على شتيوى. 

أطلق فكرة المتحف الشاب مينا زكى، صاحب مبادرة «سيرة الإسكندرية»، التى تهدف لتعريف الشباب بالمناطق الأثرية والتراثية، ووافق عليها الحاج على شتيوى، مالك الأرض التى اشتراها فى وقت سابق من ورثة سيد درويش، وكان مقاما عليها منزل سيد درويش. 

وينتظر أن يضم المتحف متعلقات سيد درويش ونوت موسيقية وأسطوانات قديمة لأعماله، يتم حاليا العمل على جمعها من مصادر مختلفة.

ذلك الخبر كان كفيلا بأن يوقظ بداخلنا تساؤلا: 

كم متحفا خاصا أقيم بمصر؟ ولماذا يلجأ الناس إلى تنفيذ تلك الأفكار بعيدا عن الدولة، وهل فكروا فى الاستعانة بالمؤسسات الحكومية المعنية، لكنهم لاقوا ما لاقوا؟ على كلٍ فربما كان ما يعنينا هنا فى تلك المساحة هو تسليط الضوء على تلك الجهود التى نفذت وتنفذ وسوف تنفذ، وقرع بعض أجراس «ليست زاعقة»، بأن ها هنا توجد جهود، ها هنا يوجد حماس وإخلاص لوطن لم يبرح قلوبنا ولن يفعل... فرجاء لا تخيبوا ظنوننا، ولا تقفوا حجر عثرة فى سبيل انطلاقنا... 

يقول حصر غير رسمى، قد لا يكون دقيقا، لكنه الأقرب للصواب، إن عددها وصل خمسين متحفا بمصر، تلك المتاحف التى أقيمت بجهود ذاتية خالصة، وهى متنوعة ومجالاتها مختلفة، فهناك متاحف أنشأها فنانون كبار وأكاديميون، لعرض أعمالهم فى الفنون التشكيلية المختلفة، والبعض أنشأها أحد أهالى المحافظات المختلفة، لعرض التراث الشعبى والفنى للمنطقة، مثل النوبة أو الواحات، وهناك متاحف تهتم بحرفة تراثية معينة تتميز بها منطقة ما، فهى متنوعة التوجهات، ويعطيها هذا ثراءً كبيراً، وإذا ما أحسن استغلال تلك المتاحف يمكن أن تساهم فى الدفع السياحى، إلى جانب مشاركة الناس فى المنتج الثقافى لبيئتهم، والعكس يحدث إذا أهمل هذا النوع من المتاحف، فسيفقد جزء من تراثنا الفنى والثقافى، خاصة مع رحيل مؤسسها الأصلى، وعدم قدرة الورثة على الحفاظ على المقتنيات ورعاية المتحف، وقد يلجأ بعضهم إلى بيعها. 

< أشهر المتاحف الخاصة:

من أشهر المتاحف الخاصة بمصر متحف الفنان الراحل حسن الشرق بمحافظة المنيا، ومتحف العبابدة بمحمية وادى الجمال، ومتحف السيرة الهلالية الذى أنشأه الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى بمحافظة قنا، ومتحف الفنان خضير لفنون الخط العربى، ومتحف أنيميليا بأسوان، والمتحف الإيثنوغرافى التابع للجمعية الجغرافية المصرية، ومتحف لبعض مقتنيات الرئيس الراحل السادات بقريته بمحافظة المنوفية، وفى محافظة الجيزة بطرق سقارة متحف الفنان آدم حنين، ومتحف زكريا الخنانى لفنون الزجاج، ومتحف رمسيس ويصا واصف لفنون السجاد، ومتحف الفنان نبيل درويش لفنون الخزف، ومتحف دارنا للفنان عبدالرازق عكاشة، يضم فيه العديد من اللوحات والتماثيل والأعمال الفنية الأصلية، جمعها على مدار سنوات طويلة من أنحاء العالم.

والآن يمكننا أن نعرض ل»بعض» هذه المتاحف، لنبرز قيمتها الفنية والثقافية:

< متحف نبيل درويش: 

والفنان نبيل درويش من رواد الخزف فى العالم العربى، وكان أستاذاً بكلية الفنون التطبيقية، والمتحف أنشأه الفنان الراحل منذ 45 عاماً بجهود ذاتية ممزوجة بشغفه وإيمانه بالفن، وافُتتح المتحف بالمريوطية عام 1981، ويضم المتحف 3500 قطعة فنية من إبداعات الفنان الراحل، قد تعرض المتحف لقرار الهدم وأثيرت بسبب ذلك أزمة كبيرة. 

<متحف السمسمية بمحافظة بورسعيد:

ويعد واحدًا من المتاحف الخاصة، التى تهتم بعرض وتوثيق جزء من التراث الموسيقى للمحافظة، وهى آلة السمسمية، فيعرض تطور الآلة وملامح من هذا الفن، ويمثل هذا المتحف أهمية للفنانين والدارسين وزوار المدينة.

< متحف أنيماليا بأسوان:

يقع المتحف فى جزيرة الفنتين غرب مدينة أسوان، وتضم مساحته نحو 200 متر مربع، ويشمل أقساما عدة منها «محنطات الطيور والزواحف والحيوانات والحشرات والأسماك، وصوراً تجسد رحلة تهجير النوبيين، وصخورا جرانيتية أسوانية، وقسم بحيرة السد العالى وهو عبارة عن ديكور للبحيرة ومجموعة من الحيوانات بداخله، بجانب أقسام الزخارف ومعرض صور يجسد قصة تهجير النوبيين، وقسم مصور لدور المرأة فى النوبة، ومشغولات يدوية نوبية، وزخارف ورسومات إسلامية ومسيحية، ورسومات تعويذية على الجدران للاستعاذة من الجن، بجانب تمساح حقيقى. 

أنشأه محمد صبحى عبدالشكور، ويعمل مرشدا سياحيا، عام ٢٠٠٤، بالتعاون ون مع زوجته التى كانت سببا فى فكرة تحويل منزلهما إلى أصغر متحف فى العالم غير حكومى يروج للسياحة المصرية فى بلاد النوبة.

نجح المتحف فى الحصول على الترتيب رقم 11 فى أهم المزارات السياحية والأثرية زيارة بأسوان، حسب ما ورد فى الموقع الشهير Tripadvisor، متقدماً على الكثير من المواقع الأثرية والسياحية داخل محافظة أسوان. 

< متحف دارنا بالجيزة: 

دشن الفنان العالمى عبدالرازق عكاشة، أول متحف خاص بالتراث المصرى والأفريقى والعالمى، ويضم قطعا فنية تراثية أصلية لا مثيل لها حول العالم.

يقع المتحف داخل على جزيرة القرصاية على ضفاف نهر النيل بالجيزة، ويعد واحدا من أهم المتاحف التراثية فى العالم نظرا لاحتوائه على لوحات أصلية وتحف فنية تراثية تعود إلى بضعة قرون من الزمان. 

ويتيح الدكتور عبدالرازق عكاشة، الفنان التشكيلى الحاصل على جوائز عالمية عديدة، زيارة المتحف بشكل مجانى لكل المصريين المهتمين بالفنون. 

< متحف كفافيس بالإسكندرية: 

افتتح فى أكتوبر 1992، وتولت مؤسسة أوناسيس اليونانية تطويره وترميمه، ثم إعادة افتتاحه فى 12 مايو 2024 بمناسبة اليوم العالمى للمتاحف. 

عاش كفافيس، وهو شاعر يونانى، فى مكان المتحف الحالى بمحطة الرمل، لنحو ٢٥ عاما، حتى توفى عام 1933 عن عمر ٧٠ سنة بعد صراع مع المرض، ودفن بمقابر الجالية اليونانية مع أسرتة بمنطقة الشاطبى.

يحتوى منزل كفافيس على 8 غرف تضم صالون شعره وغرفة وسائط متعددة لعرض قصة حياته وأشعاره بطرق حديثة، بالإضافة إلى مكتبة تضم مؤلفات تناولت حياة كفافيس وبعض صوره والكتب العالمية التى كُتبت عن الشاعر بلغات العالم المختلفة ودواوين شعره التى تغنى فيها بالإسكندرية وبأحيائها المختلفة. 

هذا قليل من كثير، لكن يبقى دور الدولة فى تشجيع تلك المتاحف، وتسهيل الإجراءات، ودعم الجهود، وعدم التعرض لتلك المتاحف بالغلق مثلما حدث مع بعضها، على وجه التقريب، متحف نبيل درويش، وجميعنا يذكر ما أثير من ضجة حول ذلك القرار.

كما تحتاج هذه المتاحف التى أقيمت بجهود ذاتية من الفنانين إلى مظلة توفر لها الإدارة والحماية والتمويل، والأمر بحاجة لقانون معنى بتنظيم المتاحف الخاصة وحمايتها.