مسئول أممي يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الإبادة الجماعية
دعا منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، توم فليتشر، أمس الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة "لمنع الإبادة الجماعية" في قطاع غزة، موجّهًا انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب ما وصفه بـ"فرض ظروف غير إنسانية" على المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالب فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إسرائيل برفع الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث أدى الهجوم العسكري إلى مقتل عشرات الآلاف وتحويل معظم القطاع إلى أنقاض.
وقال في كلمته أمام المجلس: "بالنسبة لأولئك الذين قُتلوا ومن أُسكتت أصواتهم: ما الدليل الذي تحتاجونه أكثر من ذلك؟ هل ستتحركون – بشكل حاسم – لمنع الإبادة الجماعية وضمان احترام القانون الإنساني الدولي؟"
وأضاف أن إسرائيل "تفرض عمدًا ودون خجل ظروفًا غير إنسانية على المدنيين"، مشيرًا إلى أن وكالات الأمم المتحدة تملك "مساعدات منقذة للحياة" جاهزة عند الحدود، لكن إسرائيل ترفض السماح بدخولها.
ووصف الشروط التي وضعتها إسرائيل لإيصال المساعدات بأنها "تمثيلية ساخرة"، مضيفًا: "هذا يجعل من المجاعة أداة تفاوض. تشتيت مقصود. ورقة توت تُخفي عنفًا وتشريدًا إضافيًا. إذا كان أيٌّ من هذا لا يزال يعني لكم شيئًا، فلا تكونوا جزءًا منه".
وأكد أن المقترح الإسرائيلي بشأن دخول المساعدات – الذي لم تُكشف تفاصيله – "يستبعد فعليًا الكثيرين، بمن فيهم ذوو الإعاقة والنساء والأطفال وكبار السن والجرحى".
وفي بيان مشترك، أعربت خمس دول أوروبية أعضاء في مجلس الأمن – هي فرنسا وبريطانيا وسلوفينيا واليونان والدنمارك – عن "قلقها العميق" إزاء الخطة الإسرائيلية، وقالت إن الأمم المتحدة نفسها اعتبرتها "لا تفي بالمبادئ الإنسانية"
وأضاف البيان: "يجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية أبدًا كأداة سياسية أو وسيلة عسكرية".
وحذّر فليتشر من أن الوقت ينفد بينما تدرس محكمة العدل الدولية ما إذا كانت أفعال إسرائيل في غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، قائلاً: "حينها سيكون الأوان قد فات".
وأوضح أمام المجلس: "لقد أطلعناكم بتفاصيل دقيقة عن الأذى الواسع الذي يتعرض له المدنيون يوميًا: موت، إصابات، دمار، جوع، أمراض، تعذيب، معاملة قاسية أو مهينة، وتشريد متكرر على نطاق واسع. لقد وصفنا العرقلة المتعمدة لعمليات الإغاثة والتدمير المنهجي للحياة الفلسطينية وكل ما يُبقيها قائمة في غزة".
