ريتشارد جير ينضم إلى خافيير بارديم والمشاهير في رسالة الحرب على غزة بمهرجان كان

في لحظة فارقة سبقت انطلاق الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، وجّه أكثر من 380 فنانًا ومخرجًا وشخصية سينمائية من مختلف أنحاء العالم، بينهم ريتشارد جير وسوزان ساراندون وخافيير بارديم وديفيد كروننبرج، رسالة مفتوحة مؤثرة تدين الصمت المريب حيال المأساة الإنسانية المستمرة في غزة.
حملت الرسالة، التي نشرتها صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، عنوانًا واضحًا وصادمًا: "في كان، لا يجب إسكات رعب غزة"، وجاءت موجهة لذكرى المصورة الصحفية الفلسطينية الشابة فاطمة حسونة، التي قتلت في غارة جوية إسرائيلية يوم 16 أبريل ، بعد يوم واحد من الإعلان عن مشاركة فيلم وثائقي حول حياتها في مهرجان كان.
فاطمة... الصورة التي اغتيلت

كانت فاطمة تبلغ من العمر 25 عامًا، مصورة صحفية مستقلة، اختير الفيلم الذي لعبت بطولته، "ضع روحك على يدك وامشِ" للمخرجة سبيده فارسي، للعرض ضمن قسم "أسيد"، إلا أن غارة إسرائيلية لم تمهلها لترى لحظة عرض قصتها على الشاشة الكبيرة. قُتلت مع عشرة من أقاربها، بينهم شقيقتها الحامل، بينما كانت تستعد للزواج.
السينما تتكلم عندما تصمت السياسة
وسلطت الرسالة الضوء أيضًا على اعتقال المخرج الفلسطيني حمدان بلال، أحد مخرجي الفيلم الوثائقي الحائز على الأوسكار "لا أرض أخرى".
تعرّض بلال لهجوم من مستوطنين ثم اعتُقل من قبل الجيش الإسرائيلي في مارس، قبل أن يُفرج عنه لاحقًا إثر ضغط دولي، وأثار تقاعس أكاديمية الأوسكار عن دعمه غضب أعضائها، ما دفعها إلى إصدار اعتذار علني.
تساؤلات وجودية للفن السابع
كتب الموقعون في رسالتهم:
"بصفتنا فنانين وفاعلين ثقافيين، لا يمكننا أن نصمت بينما تُرتكب الإبادة الجماعية في غزة... ما جدوى مهنتنا إن لم ننتج أفلامًا ملتزمة؟ إن لم نكن حاضرين لحماية الأصوات المضطهدة؟ لماذا هذا الصمت؟"
وتابعت الرسالة: "دعونا نرفض أن يكون فننا متواطئًا مع الأسوأ. دعونا ننهض، نسمّي الأشياء بأسمائها، ونتّحد أمام هذا الرعب بقلوبنا الحساسة قبل أن يفوت الأوان."
قائمة طويلة من التوقيعات الوازنة
إلى جانب الأسماء اللامعة المذكورة، وقّع الرسالة أيضًا كل من بيدرو ألمودوفار، كوثر بن هنية، ناداف لابيد، فيجو مورتنسن، مارك روفالو، جولي ديلبي، آليس ديوب، يورغوس لانثيموس، وجوناثان جليزر، وآخرون من روّاد السينما العالمية الذين قرروا رفع صوتهم في وجه التجاهل العالمي.
بينما تُعرض أفلام براقة وتُفرش السجادة الحمراء لاستقبال النجوم، يفرض هذا النداء حضورًا مختلفًا داخل المهرجان.
وأعادت الرسالة التأكيد على مسؤولية السينما في أن تكون مرآة للحقائق، لا واجهة لتجاهلها.