توعية الأئمة بالشرقية بقضايا الأسرة وتنظيم النسل
في خطوة تعكس التكامل بين المؤسسات الوطنية وتعزيزًا للدور التوعوي الذي تقوم به الدولة، شارك الدكتور هاني مصطفى جميعة، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الشرقية، في فعاليات الدورة التدريبية التثقيفية رقم 276 التي تنظمها مديرية أوقاف الشرقية بمدينة منيا القمح، تحت عنوان "التوعية الأسرية والسكانية وتنظيم الأسرة"، وذلك خلال الفترة من 12 حتى 15 مايو 2025.
تأتي هذه الدورة في إطار التعاون المثمر بين وزارتي الصحة والسكان والأوقاف، وتحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا السكانية والصحية، ودعم جهود التنمية المستدامة من خلال رفع كفاءة الأئمة في توصيل الرسائل التوعوية إلى المواطنين.
وقد شهدت الدورة حضور عدد من القيادات الصحية والدعوية، من بينهم الدكتور محمد البسطويسي، مشرف عام التوعية السكانية بوزارة الأوقاف، والدكتور حسام فهمي مدير إدارة مكافحة العدوى بمديرية الشئون الصحية، والدكتورة إيمان علي أحمد مدير فرع المجلس القومي للسكان بالشرقية، والدكتور أحمد عزيز مدير إدارة منيا القمح الصحية، والدكتور محمد عبدالمنعم درويش مدير إدارة أوقاف منيا القمح، إضافة إلى عدد كبير من أئمة الأوقاف المشاركين في الدورة من مختلف قرى ومراكز المحافظة.
وخلال كلمته أمام الحضور، ألقى الدكتور هاني جميعة محاضرة توعوية شاملة، ركز فيها على أهمية القضايا السكانية التي تمس حياة كل أسرة مصرية، وفي مقدمتها تنظيم الأسرة، وضرورة التوعية بمخاطر زواج القاصرات وما يمثله من تهديد لمستقبل الفتيات صحياً واجتماعياً، بالإضافة إلى مخاطر ختان الإناث، الذي يُعد انتهاكاً واضحاً لحقوق الطفولة والمرأة، ويؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية جسيمة.
وأكد وكيل وزارة الصحة أن التوعية السكانية جزء أصيل من منظومة الرعاية الصحية المتكاملة التي تهدف إلى بناء مجتمع سليم، موضحاً أن قضية تنظيم الأسرة تُعد من الركائز الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ظل النمو السكاني المتسارع الذي يمثل تحديًا أمام الموارد والخدمات.
وأشار جميعة إلى ضرورة تكثيف التعاون بين وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، وعلى رأسها وزارة الأوقاف، لما للأئمة من دور فاعل ومؤثر في توصيل الرسائل التوعوية والدينية الصحيحة للمواطنين، وذلك عبر خطب الجمعة والدروس الدينية واللقاءات المجتمعية، بما يسهم في ترسيخ المفاهيم الصحية والسلوكية السليمة داخل الأسرة المصرية.
وتضمنت فعاليات الدورة سلسلة من المحاضرات المتخصصة، حيث ألقى الدكتور حسام فهمي محاضرة حول ترشيد استخدام المضادات الحيوية، والتوعية بمخاطر الميكروبات المقاومة، وكيفية الحد من انتشارها من خلال الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية دون داعٍ طبي.
كما تناولت الدكتورة إيمان علي أحمد، في محاضرتها، دور المجلس القومي للسكان في تنسيق الجهود الوطنية للتوعية بالقضايا السكانية، مؤكدة أن التعليم والإعلام الديني يشكلان ركيزة أساسية في تغيير المفاهيم المغلوطة حول الإنجاب والزواج المبكر.
وفي سياق متصل، قدّمت رحاب محمود، رئيسة قسم تنظيم الأسرة بالإدارة الصحية بمنيا القمح، شرحًا وافيًا حول الوسائل المختلفة لتنظيم الأسرة، وكيفية اختيار الوسيلة الأنسب لكل حالة، مع التأكيد على مجانية تلك الخدمات في الوحدات الصحية، وتوافر الدعم الفني والطبي اللازم للسيدات.
واختُتمت الفعاليات بكلمة للدكتور محمد البسطويسي، أكد خلالها أهمية إقامة مثل هذه الدورات التثقيفية التي تجمع بين الخبرة الصحية والدعوية، لما لها من أثر كبير في دعم رسالة الإمام كقائد فكري ومجتمعي، مشيرًا إلى أن التوعية السليمة تسهم في رفع وعي المواطنين وتمكينهم من اتخاذ قرارات صحيحة لصالح أسرهم ومجتمعهم.
وتُعد هذه الدورة نموذجًا عمليًا لتكامل الأدوار بين الجهات الحكومية في تعزيز ثقافة الصحة الإنجابية والمسؤولية الأسرية، بما يخدم أهداف الدولة نحو بناء مجتمع أكثر وعيًا واستقرارًا.