رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الدين والحياء.. كيف يحمي الخُلُق الرفيع المجتمعات من الانهيار؟

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

في حين تتسارع الدعوات لما يُعرف بـ"الشفافية المطلقة" تحت شعارات الحرية والانفتاح، يذكّرنا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، بأهمية خلق الحياء، ذلك الخُلق النبيل الذي لطالما كان حصنًا منيعًا يحمي الفرد والمجتمع من الانحراف والضياع.

 

الدين والحياء

قول جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع “الفيسبوك” أن الحياء قيمة راسخة دعا إليها الإسلام وجعلها من علامات الإيمان، مشيرًا إلى أن الحديث النبوي الشريف عبّر بوضوح عن مكانته، ففي صحيح مسلم، يقول النبي ﷺ: "الحياء خيرٌ كله".

في حديث آخر رواه البخاري، قال ﷺ: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت"، وهو ما يكشف عن عمق هذا الخلق وجذوره المتأصلة في الفطرة الإنسانية.

ثقافة ضابطة لإيقاع الحياة

وتابع جمعة أن الحياء لا يقتصر على كونه شعورًا داخليًا، بل هو ثقافة متكاملة تضبط إيقاع الحياة الشخصية والجماعية، وتحمي المجتمع من التفكك والانحلال. فحين يغيب الحياء، يختل المعيار الذي نقيس به السلوكيات ونُقيّم بها الأفعال، ما يفضي إلى فوضى قيمية تهدد بتفكيك الاجتماع البشري نفسه، وربما بسقوط الحضارات كما حذّر.

الحياء والشفافية.. مفترق طرق؟

في ظل الدعوات المتزايدة للشفافية، يفرّق جمعة بين الصراحة المحمودة، التي تعني الصدق والوضوح في القول والعمل، وبين ما أسماه بـ"التبجّح بالفاحشة"، الذي يتخفى أحيانًا وراء ستار الحرية. ويؤكد أن الدين حذّر من هذا النوع من السلوك، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين..."، في إشارة إلى خطورة المجاهرة بالمعصية، والتي تهدف –بحسب جمعة– إلى إشاعة الفاحشة وتطبيعها في المجتمع.

ولعل الآية الكريمة: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا..." [النور: 19]، تقرع ناقوس الخطر حول هذا السلوك الذي لا يضرّ فاعله فحسب، بل يفتح أبواب الانحراف على مصراعيها أمام المجتمع بأسره.

التربية.. الحل الجذري

وفي ختام حديثه، يضع الدكتور جمعة مفتاح النجاة من أزمة الحياء في التربية المستدامة، تلك التي تُعيد إحياء القيم وتحمي الأجيال من التفلت، وتغرس فيهم وازع الضمير قبل القانون، وحياء القلب قبل اللسان.