رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

في ذكرى وفاة الشيخ حمدي الزامل.. صوت من السماء لا يُنسى

الشيخ حمدي الزامل
الشيخ حمدي الزامل

في مثل هذا اليوم من كل عام، يعود صوت الشيخ حمدي الزامل، القارئ المصري الفريد، ليطرق آذان محبيه ومريديه، كأن نغمه لم ينقطع قط، ففي 12 مايو 1982، ودّع الزامل الحياة، لكن بقي صوته، شامخًا بين أركان المساجد، حنونًا في قلوب المستمعين، خاشعًا كأنه لا يزال يُرتِّل في محراب السماء.

الميلاد والنشـأة

ولد الشيخ حمدي محمود الزامل في 22 ديسمبر 1929 بقرية منية محلة دمنة، إحدى قرى محافظة الدقهلية، في بيتٍ تنفس منذ اللحظة الأولى القرآن حبًا وعبادة، والده كان إمامًا وخطيبًا، وعمّه قاضيًا شرعيًا، أما خاله فكان مُحفِّظًا للقرآن، وكان لهذا النسيج العائلي الدور الأكبر في تشكيل وعي الطفل الصغير الذي حفظ كتاب الله قبل أن يُكمل عامه العاشر، على يد خاله الشيخ مصطفى إبراهيم، ثم جوّده بصوت رخيم وتجويد متقن مع الشيخ عوف بحبح.

من الزقازيق إلى القاهرة، كان للزامل معهد ديني يمشي فيه بخطى واثقة، لم تكن موهبته تخفى على أحد، فشيوخه في الأزهر أعجبوا بصوته وأدائه، وكان من بينهم الشيخ توفيق عبد العزيز، الذي بَشَّره بمستقبل باهر، وهو ما تحقق لاحقًا حين أصبح الشيخ الزامل أحد أعلام التلاوة في مصر.

قارئ لم يبحث عن الأضواء

الشيخ حمدي الزامل
الشيخ حمدي الزامل

رغم ما تمتع به من ملكات صوتية فريدة، وقدرة نادرة على التلوين المقامي وضبط أحكام التلاوة، لم يكن الزامل من الباحثين عن الشهرة أو الأضواء، اشتهر في البداية من خلال الليالي القرآنية والمناسبات الدينية، وكانت له قراءاته المحبوبة في القرى والمدن، حتى أن صوته صار مألوفًا للقلوب قبل أن تسمح له الإذاعة بالدخول إلى كل بيت.

ولم يتم اعتماده في الإذاعة إلا عام 1976، وهو في السابعة والأربعين من عمره، لكنه كان من القلائل الذين اعتُمِدوا في الإذاعة والتلفزيون معًا، في وقت كان القبول فيه يتطلب أصواتًا استثنائية.

أخلاق القرآن لا تبارح أهله

الشيخ حمدي الزامل
الشيخ حمدي الزامل

لم يكن صوت الزامل هو فقط ما يميزه، بل أخلاقه التي كانت مرآة صادقة لما يتلوه من كتاب الله، كان متواضعًا، رحيمًا، قريبًا من الناس، كريم المعاملة، يُجلّ شيوخه، ويحفظ الود لزملائه، حتى شهد له بذلك عظماء التلاوة في عصره، كالشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذين لم يخفوا إعجابهم بأدائه وخلقه.

رحيل الجسد وبقاء الأثر

الشيخ حمدي الزامل
الشيخ حمدي الزامل

رحل الشيخ حمدي الزامل في 12 مايو 1982، تاركًا خلفه إرثًا صوتيًا وروحيًا لا يُنسى. شيّع جثمانه الآلاف ممن سكن حبُّه في قلوبهم، لكن ما تركه من أثر في نفوس الناس باقٍ لا يُشيّع.

في ذكراه.. تذكرة

ربما لا تُذاع قراءاته كثيرًا كغيره من مشاهير التلاوة، وربما لم تحمله الإذاعة كما حملت غيره، لكن في ذكرى وفاته، تُذكّرنا سيرته بأن الأصالة لا تحتاج إلى صخب، وأن القرآن إذا سكن القلب، نطق اللسان بما يهزّ الوجدان، وفي التالي قراءة نادر للشيخ حمدي الزامل: