رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حفيدة الشيخ محمد رفعت: جدي كان إنسانًا زاهدًا ومتواضعًا يحب مساعدة الفقراء

الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

 قالت هناء حسين، حفيدة القارئ الشيخ محمد رفعت، إنّ الشيخ رفعت لم يكن مجرد قارئ متفرد للقرآن الكريم، بل كان أيضًا إنسانًا زاهدًا، متواضعًا، ومحبًا للفقراء، مشيرة إلى أنه كان يفضل دائمًا تلبية دعوات البسطاء على إحياء الليالي عند الأثرياء.

 الشيخ محمد رفعت: 

 أضافت حسين، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ الشيخ محمد رفعت كان شديد التعلق بالقرآن الكريم، ولم يكن يرى في تلاوته مصدرًا للكسب، بل وسيلة للتقرب إلى الله وخدمة الناس.

 وتابعت، أن جدها كان معروفًا في حيّ السيدة زينب بمحبته لجيرانه، وحرصه على تقديم المساعدة دون انتظار مقابل، وذكرت أنه كان عاطفيًا بشدة، ويحب أبناءه ويحنو عليهم بشكل لافت، وهو ما أثر في أبنائه وأحفاده.

 وتابعت، أنها، رغم عدم لقائها بجده شخصيًا بسبب وفاته قبل ولادتها، فإنها تشعر بارتباط عاطفي قوي به من خلال حب والدها له، الذي بدوره نقل إليها هذا الشعور.

 وقالت: "رغم أنني لم أره، فإنني أشعر بأنه قطعة من قلبي، والحب الذي كان والدي يكنّه له انتقل إليّ وكأني عاصرته بنفسي".
 وعن إرث الشيخ محمد رفعت، أوضحت هناء أن الأسرة تحتفظ بأجزاء نادرة من تسجيلاته الصوتية، تم تسجيلها بطريقة غير رسمية من قبل محبين له في زمن لم تكن الإذاعة قد وثقت قراءاته كاملة.

 وأكدت أن الأسرة بدأت منذ سنوات في مشروع كبير لتنقية هذه التسجيلات وترميمها، باستخدام تقنيات صوتية حديثة، لضمان نقل هذا الإرث النادر إلى الأجيال المقبلة بجودة مناسبة.

مشروع إحياء تراث الشيخ رفعت:

 في ختام حديثها، عبّرت هناء حسين عن فخرها بكونها من أحفاد هذا الصوت الخالد، مؤكدة أن مشروع إحياء تراث الشيخ رفعت ما زال قائمًا، ويشارك فيه الآن أحفاده من الجيل الجديد. كما دعت الجهات المعنية لدعم هذا الجهد للحفاظ على ذاكرة أحد أبرز قراء القرآن في تاريخ العالم الإسلامي، مشيرة إلى أن الشيخ محمد رفعت سيظل رمزًا خالدًا للروحانية والجمال في تلاوة كتاب الله.

 جدير بالذكر أن الشيخ محمد رفعتـ افتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934م، بعد أن استفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري، عن جواز إذاعة القرآن الكريم، فأفتى له بجواز ذلك، فافتتحها بآية من أول سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا)، ولما سمعت الإذاعة البريطانية "بي بي سي" العربية، صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنًا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتى الإمام المراغي، فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام، فسجل لهم سورة مريم.

 كانت تلك التلاوة سببًا في ان تطلب الإذاعة البريطانية العربية من الشيخ محمد رفعت تسجيلًا بصوته من القرآن الكريم، فرفض في البداية اعتقادًا منه أن ذلك محرم لأنهم ليسوا مسلمين، حتى افتاه الإمام المراغي بجواز ذلك، فسجل لهم ترتيلًا لسورة مريم.

 تلقى عروضَا ضخمة ليقرأ القرآن خارج مصر أشهرها عرض الهند، حتى ضاعف له حيدر آباد العرض المالي ليصل إلى 45 ألف جنيه، لكنه غضب وقال: أنا لا أبحث عن المال أبدًا فإن الدنيا كلها عرض زائل.

 ظل الشيخ محمد رفعت يقرأ على الهواء في الإذاعة المصرية يومي الإثنين والجمعة من كل أسبوع لمدة 45 دقيقة حتى عام 1948م.

 اهتم الشيخ رفعت بدراسة علم القراءات والتفسير والمقامات الموسيقية، واهتم كذلك بدراسة الموسيقى الكلاسيكية فدرس موسيقى بيتهوفن وموزارت وفاغنر.

 بدأ الشيخ محمد رفعت يعاني المرض منذ عام 1943م، حيث أصابته "زغطة" ظلت تلازمه رغم سعيه للعلاج لدى العديد من الأطباء لتظل معه طوال سبع سنوات حتى أصيب بسرطان الحنجرة.

 كان الشيخ الشعراوي، رحمه الله، يقول في مقدمته لكتاب ألحان السماء لمحمود السعدني، إن الشيخ محمد رفعت يتربع فوق عرش قراء القرآن في عصره، حيث قال متحدثًا عن أبرز القراء: "منهم قمة الأحكام الشيخ الحصري مثلًا، ومنهم قمة الصوت الجميل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ومنهم قمة الفن الرفيع الرائع المستحيل الجميل الشيخ مصطفى إسماعيل، ومنهم جامع كل ذلك في ائتلاف لا يرتفع فيه فن على فن كالشيخ محمد رفعت، فهو كل هؤلاء جميعًا، ويزيد أنه عالم بما يقرأ، تستطيع أن تفهمه بمجرد نطقه للكلمة".

 توفي الشيخ محمد رفعت في 9 مايو عام 1950م عن عمر يناهز 68 عامًا وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة، حتى تقرر منحه قطعة أرض، بجوار المسجد فقام ببناء مدفنه عليها.