رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

سيد عبدالحميد نائب رئيس مجلس إدارة شركة العمالقة لتداول الأوراق المالية:

مرونة السياسة المالية تستهدف جمع الأموال على حساب تحفيز الإنتاج

بوابة الوفد الإلكترونية

30 مليون جنيه مستهدف رأسمال الشركة

 

قصة نُسجت من شغف، ومشوار كُتب ليتحدى المستحيل، صفحات تسطر بعزيمة لا تلين، وإصرار لا يعرف التراجع.. رحلتك ملهمة، وتفاصيل تروى بفخر فى صفحات النجاح.. دع خطواتك تحكى ملحمة جهد طريق لم يخل من المصاعب، والمطبات، اترك بصمة لا تُنسى فى درب التميز، فالأثر هو الحكاية الأجمل.. لا تضيع وقتك فى الانتظار، امضِ نحو هدفك بشجاعة لا مثيل لها.. وكذلك محدثى إيمانه بنفسه هو مفتاح كل ما يمكن تحقيقه.
وجودك ليس عبثا، بل خلقت لغاية عظيمة، فاندفِعْ نحوها بشجاعة لا تعرف التراجع، وكل شخص يحمل قصة لا تنسى، ولحظة لا تكررها الأيام.. وعلى هذا الأساس كانت مسيرة الرجل منذ الصبا.
سيد عبدالحميد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة العمالقة لتداول الأوراق المالية.. منهجه النجاح المستمر هو ما يصنع الأثر والبقاء، خبراته لم تأتِ من فراغ، بل من حصاد سنوات حافلة بالتجارب، خبراته شكلت منه نموذجا ناضجا فى الفكر، صريح فى مواقفه، وهو ما يمنحه الأفضلية.
على بساط عشبى يمتد قرابة 200 متر مربع، حيث الأشجار المثمرة كأنها ريشة فنان، ترسم إبداعا أخضر بمحاذاة السور الخرسانى، تتعانق النباتات العطرية مع الورود على حواف الأحواض، لتنسج مشاهد تخطف الأبصار، فى قلب هذه اللوحة الطبيعية، تتناثر قطع حجرية بعناية، تشكل ممرا يقود إلى المدخل.. الواجهة الأمامية تستقبلك بباب خشبى يعلوه زجاج مزين برسومات هندسية، تتزين بأشعة الشمس فتمنح المكان هالة من الرقى والدفء.. كل شىء يبدأ من المدخل الرئيسى، حيث ينسجم اللون الكافيه الذى يغلف الجدران مع الأعمدة الرخامية ليكونا معا مشهدا يمتلئ بالدفء.. على الجدران تتوزع لوحات تروى قصصاً من سحر الطبيعة، وكأنها نوافذ تفتح على عوالم أخرى.. الديكور صمم بعناية لافتة، تتناغم فيه الفازات الأنيقة مع التحف الفنية، وقد رسمت عليها أشكال تفيض بالإبداع، فتتحول الزوايا إلى معارض صغيرة للفن.
فى الطابق العلوى، يقع مكتبه الخاص، ديكوراته البسيطة تخفى وراءها عمقا فى الذوق واعتناء بالتفاصيل، تحتضن الجدران أرففا أنيقة تزدحم بمجموعة منتقاة من الكتب، تتنوع بين السياسة والتاريخ، وتضم مجلدات نادرة فى شتى فروع المعرفة، وكأنك داخل مكتبة صغيرة تنبض بالحكمة، أما سطح المكتب، فمصمم بأناقة هادئة، تغطيه قصاصات ورقية موزعة بانضباط يوحى بالحكمة والتنظيم، لتكتمل ملامح المساحة التى تتنفس بالفكر.. أجندة ذكريات تحتضن بين صفحاتها محطات عصيبة، شكلت ملامح شخصيته الطموحة، وصقلت عزيمته خلال رحلته الطويلة نحو القمة.. لم تكن تلك اللحظات مجرد مواقف عابرة، بل كانت دروسا ليخطّ بأنامله، عبرها، أروع فصول النجاح.. على الصفحة الأولى، يدوّن افتتاحية حكايته بكلمات تنبض بالإصرار بقوله إنه «حين تركز فى تخصصك، تتقن، وحين تتقن، تنجح».
عقلانية متزنة، وهدوء يبعث ثقة، يمضى فى تفسير الأحداث، مدفوعا بحكمة عميقة فى التحليل، وقدرة على عرض التفاصيل.. دقة فى عرض المعلومات لا تترك مجالاً للشك، فتتحول كلماته إلى مرجع رصين، يضىء زوايا الفهم بمنهجية لا تعرف التسرع.. يقول: «إن الاقتصاد الوطنى مر بمحطات مليئة بالتحديات والمطبات، عانى خلالها من أزمات متتالية كادت أن تعصف باستقراره. إلا أن مشروع رأس الحكمة الاستثمارى مثل نقطة تحول فارقة، أعادت للاقتصاد توازنه ومكانته، فقد نجح المشروع فى استعادة ثقة المستثمرين، وأعاد تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى الداخل، مما ساهم فى الوفاء بالالتزامات المالية، وتوفير العملة الصعبة، إلى جانب تحقيق مرونة حقيقية فى سعر الصرف، لتبدأ مرحلة جديدة من التعافى».
«النجاح الحقيقى ليس فى الوصول فقط، بل فى الاستمرار» هكذا منهج الرجل، ونفس الأمر حينما يتناول موقف استمرار الأزمات من عدمها، حيث يرى أن الدولة تبذل جهودا مضاعفة نحو تعزيز الصادرات وترشيد الاستيراد، سعيا لتحقيق توازن مستدام فى الميزان التجارى، إلا أن التحولات فى المشهد التجارى العالمى، وما يشهده من صراعات متصاعدة، تلقى بظلالها السلبية، وإن كانت مؤقتة، ومع ذلك، فإن هذه التوترات العالمية خلقت أيضاً نوافذ جديدة للفرص، حيث بات الاقتصاد الوطنى قادرا على استقطاب استثمارات أجنبية، خاصة من الدول التى تكبدت خسائر بفعل الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة، وقد يساهم ذلك فى تحفيز الاستثمار المحلى، وتحقيق عوائد اقتصادية عبر تصدير المنتجات برسوم جمركية منخفضة، ما يعزز من تنافسية الاقتصاد فى الأسواق العالمية، خاصة أن المناخ الاقتصادى بات مؤهلا فى ظل بنية تحتية وتشريعية متكاملة.
< إذاً ما رؤيتك للمشهد الاقتصادى خلال الفترة القادمة؟
- ثقة بالنفس، وإيمان بالذات، يجيبنى قائلا إن «المشهد الاقتصادى يواجه جملة من التحديات الداخلية، فى مقدمتها غياب الرؤية الاحترافية للتعامل مع القطاع الزراعى والتصنيع الزراعى، الذى يمثل فرصة حقيقية لتحقيق قيمة مضافة تدعم النمو المستدام. وينطبق ذات الأمر على القطاع الصناعى، الذى يحتاج إلى اهتمام أكبر وسياسات داعمة، لتعزيز قدراته التصديرية، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الكلى ويوفر العملة الصعبة، كما يظل استقرار سعر الصرف ضرورة ملحة، إلى جانب الاستمرار فى خفض أسعار الفائدة، لما لذلك من دور جوهرى فى تنشيط الاقتصاد وتحريك عجلة الإنتاج، وتعزز من هذه الجهود الاستفادة من التوترات التجارية العالمية، عبر جذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية، بما يسهم فى دعم الاقتصاد الوطنى وتحقيق مكاسب طويلة».
بأسلوبه الواضح والصريح، يستعرض ملف السياسة النقدية. يرى أن التزام الدولة برفع أسعار الفائدة خلال الفترات الماضية جاء كإجراء ضرورى لكبح جماح التضخم، الذى لا يزال يعد العائق الأكبر أمام تحقيق النمو الاقتصادى المستدام. كما أن هذا الرفع استهدف الحد من خروج الأموال الساخنة، والحفاظ على تدفقاتها داخل السوق المحلى. ومع بدء انحسار معدلات التضخم، متوقع أن السياسة النقدية قد تتجه نحو منحى توسعى، يسمح بخفض أسعار الفائدة تدريجياً، بما قد يصل إلى 400 نقطة أساس خلال عام 2025، فى خطوة تهدف إلى تحفيز النشاط الاقتصادى وتعزيز بيئة الاستثمار.
لا يزال ملف الاقتراض الخارجى محورا للجدل بين الخبراء والمراقبين، من تبعاته طويلة الأمد، غير أن محدثى يقدم رؤية مغايرة تنطلق من قناعة بأن الحل لا يكمن فى البيع المباشر للأصول، بل فى تعزيز نموذج الشراكة، سواء مع القطاع الخاص المحلى أو الأجنبى، حيث يرى أن هذا التوجه يعد الخيار الأفضل، كونه يضمن تحقيق التنمية المستدامة دون التفريط فى الأصول الوطنية، ويوفر فى الوقت ذاته تمويلاً وإدارة فعالة تسهم فى تحريك عجلة الاقتصاد وتنمية الموارد دون تحميل الدولة أعباء ديون إضافية.
رحلة زاخرة بالتجارب صقلت خبراته، وشكلت منه شخصاً أكثر تميزا، يتبين ذلك فى رؤيته لملف السياسة المالية الذى شهد مرونة كبيرة من شأنها تعزيز الاستثمارات، واستقطاب المزيد من الممولين، ولكن ليس بهدف زيادة الإنتاج، بالإضافة إلى ضرورة العمل على استقطاب الاقتصاد غير الرسمى، إلى المنظومة الرسمية، ونجح على مستوى المؤسسات والشركات، فيما يسعى إلى استقطاب الأفراد، عبر مجموعة محفزات ضريبية للعمل على الانضمام للمنظومة الرسمية.
< ما تقييمك لملف الاستثمار الأجنبى.. وكيف يمكن زيادة حصيلته؟
- علامات حيرة ترتسم على ملامحه قبل أن يرد قائلا: «إنه على الحكومة تبنى نهج أكثر وعيا وفاعلية، من خلال دراسة تجارب الدول التى نجحت فى جذب الاستثمارات الأجنبية، عبر استراتيجيات ترويجية احترافية، وإزالة العقبات التى تعترض طريق المستثمرين. فالحد من البيروقراطية التى تعمل على تطفيش المستثمر، يعد خطوة جوهرية لا تحتمل التأجيل، كما أن رسم خريطة استثمارية واضحة ومدروسة يعد أداة حاسمة فى توجيه رؤوس الأموال نحو القطاعات الأكثر احتياجا، إلى جانب ذلك، يعد استقرار القوانين والتشريعات أمرا بالغ الأهمية، إذ يتيح للمستثمرين إعداد دراسات جدوى دقيقة، وفهم الجدول الزمنى لاسترداد رأس المال وتحقيق العائد، مما يعزز الثقة ويشجع على ضخ المزيد من الاستثمارات فى السوق المحلى».
فى جعبة الرجل العديد من الحكايات والدروس المستخلصة من واقع التعامل مع ملف الاستثمار، فيما يتعلق بالمستثمر المحلى، الذى يراه الركيزة الأساسية واللاعب الأول فى جذب رؤوس الأموال الأجنبية، فهو بوابة الثقة ومؤشر الاستقرار لأى مستثمر خارجى. ومن هذا المنطلق، يؤكد أهمية أن تضع الدولة هذا المستثمر فى صدارة أولوياتها، من خلال تقديم مزيد من الحوافز، والإعفاءات الضريبية، وتخفيف أعباء تكلفة الطاقة والمواد الخام، بما يمنحه القدرة على التوسع فى مشروعاته الاستثمارية، ويدفع بعجلة الاقتصاد نحو النمو والتنافسية.
بالاجتهاد والسعى المتواصل تصل إلى ما تريد، ونفس الأمر كما يراه الرجل بالنسبة للقطاع الخاص الذى يجب أن يحظى بمزيد من المحفزات والدعم ليواصل دوره الحيوى فى عملية التنمية والاستثمار، كونه أحد الأعمدة الرئيسة فى دفع النمو الاقتصادى، والمساهمة الفاعلة فى الناتج المحلى الإجمالى، خاصة فى ظل تنامى مساهماته بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. ومن هنا تبرز الحاجة بأن تقوم الحكومة بتوفير بيئة داعمة تشمل خدمات متخصصة، ودراسات جدوى، ومعلومات سوقية محدثة، تمكنه من اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على أسس علمية، وتعزز من قدرته التنافسية داخليا وخارجيا.
< ماذا عن القطاعات الأكثر حيوية وقدرة على قيادة عجلة الاقتصاد؟
- بثقة ووضوح يجيبنى قائلا: «إن القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد نحو النمو المستدام تتمثل فى التصنيع الزراعى، بما يتيحه من فرص لتعظيم القيمة المضافة للمنتج الزراعى، والصناعات الوسيطة، خاصة المعنية بإنتاج المعدات والأدوات التى تدعم منظومة الإنتاج الوطنى، كما أن الاهتمام بصناعة السيارات تعد خطوة استراتيجية نحو خلق قاعدة صناعية قوية ومتكاملة. ولا يمكن إغفال قطاع الخدمات المالية، الذى يعد «المارد الصاعد» فى المشهد الاقتصادى المقبل، لما يتمتع به من إمكانيات كبيرة للنمو، ودور محورى فى دعم الاستثمار وتسهيل حركة رؤوس الأموال».
القدرة على صنع قيمة مضافة، ونفس الأمر كانت الدولة وفقا لقول الرجل بدأ بطرح حصص لمستثمرين استراتيجيين بهدف جذب العملة الصعبة، ثم العودة مجددا إلى مسار الاكتتابات العامة فى البورصة، وفى هذا يقترح أن تتجه المؤسسات المالية الكبرى والبنوك نحو تأسيس شركات جديدة وطرحها فى سوق المال، كخطوة استراتيجية لتعويض نقص الشركات الكبرى المتخارجة، ودعم عمق السوق وزيادة جاذبيته للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.
مسيرة حافلة نسجت بخيوط من الإصرار والعزيمة، نجح فى تأسيس كيان يقدم قيمة لسوق المال، بنى استراتيجيته على الاحترافية، ليحقق نجاحات متتالية، دفعته ليحدد 4 مستهدفات يسعى لتنفيذها عبر زيادة رأس مال الشركة من 20 مليون جنيه إلى 30 مليون جنيه خلال الفترة القادمة، وكذلك العمل على تحقيق مركز متقدم بسوق الصفقات، والسوق الرئيسى، وأيضاً تأسيس مركز تدريب لطلاب المدارس والجامعات، تعليمهم التعامل بالبورصة باحترافية، والتوسع فى المستثمرين، بزيادة قاعدة العملاء المؤسسات، والأفراد.
بإصرارك تصنع الفرق، وتكتب فصلك المتميز، وهو ما سعى إليه الرجل، يحث أولاده بالاجتهاد والاستثمار بالنفس، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالشركة مع مجلس الإدارة إلى الريادة.. فهل يستطيع ذلك؟