اتجاه
قبل 9 أشهر، تحديدًا فى شهر يوليو من العام الماضى، أخذنا من كلام اللواء طارق مرزوق، وقد تولى منصب محافظ الدقهلية لتوه، ما اعتقدنا أنه برنامج عمل غير تقليدى، حين ألزم نفسه، فى أولى جولتين له، فى مدينتى المنصورة وأجا، بأنه لن يترك شبرًا واحدًا فى المحافظة إلا وسيزوره، ويلتقى بالمواطنين لحل مشاكلهم، والحقيقة أن هذا الإلزام بعث وقتها برسالة تفاؤل لشعب الدقهلية، أن روحًا جديدة وجادة قد تقتحم ما يعانونه من مشاكل المرافق والخدمات خاصة فى القرى، والتى تهالكت وخرج معظمها من الخدمة، نتيجة لإهمال متعمد من المحافظ السابق، الدكتور أيمن مختار.
< لكن الذى صدمنا فى المحافظ «مرزوق»، أنه وبعد مضى الـ 9 أشهر، لم يتحقق من كلامه، ولو نصف وعد بزيارة ريفية، ليشهد بعينيه معاناة أبناء القرى، من شبه الانهيار الكامل، الذى أتى على مرافق المياه والصرف الصحى والكهرباء، وما يتعداها فى الخطورة على صحة الناس، الترع وسط التجمعات السكنية، وقد تحولت إلى مزارع للأمراض، طالما تحولت إلى حاويات لأطنان القمامة، ومياه الصرف الراكدة، وأتقدم له بنموذج يتجسد فى ترعة «الطوابرة- حادوس» بالمنزلة، التى تعكس حالة البيروقراطية المُعَقِدة، التى تُعطِل استكمال تغطيتها، رغم أن ما تبقى لا يجاوز الـ
2 كيلومتر.
< ولأن المحافظ لم يبرح شوارع مدينة «المنصورة»، وقد استهواه «جرجرة» قيادات المحافظة، فى جولات استعراضية، توثقها الفيديوهات على المنصات الرقمية، رأينا أن نوفر عليه جهد التنقل بين قرى الإقليم، ونعرض على سيادته الصورة القاتمة، لمعاناة أبناء قرى مجلس محلى العمارنة «الثمانية»، من خطورة هذه الترعة، والخطر الماثل على جانبيها، من أكوام قمامة ونواتج التطهير، وقد أغلقت الطريق على الناس، وهو الطريق «الطوابرة- حادوس»، الذى يقل طوله عن 5 كيلومترات، وقد تحول إلى طريق للموت، بسبب هلاكه ومطباته، وهو ما نأمل من المحافظ الاهتمام بالمشكلتين.. الترعة والطريق.
< لقد كتبنا هنا للمحافظ السابق، الدكتور «مختار» 3 مرات، منذ العام 2021، وكان أكد فى رد له، فى سبتمبر 2023، إدراج تغطية الترعة ورصف الطريق فى الخطة الاستثمارية، ضمن مشروعات «حياة كريمة»، وتبين أنها خدعة، تهدف لتسكيت الناس عن الشكوى، إلى أن جرى اللجوء، لأن ننقل لوزير النقل، الفريق كامل الوزير، فى شهر مايو 2024، رجاء المنطقة، أن تمتد همته لإعادة هيكلة الطريق، فى إطار خطة الهيئة العامة للطرق، لتأهيل الطرق القديمة، وإلى جانبه استكمال تغطية الترعة الموازية لهذا الطريق، ومع ذلك لم تكن هناك استجابة، حتى ظن الناس هناك، أنه لا دولة ولا حكومة تهتم بشؤونهم.
< من الطبيعى، أن اللواء «مرزوق» المحافظ، يعلم أن «محلى العمارنة»، لا يملك المخصصات المالية ولا المعدات الميكانيكية، حتى يتكفل بمشاكل القمامة والمرافق القروية، وبالتالى يجرى أحيانًا اللجوء لرئيس مجلس مدينة المنزلة، الدكتور حسن عزام، ونائبه عبده العربى، الذى لا يألو جهدًا ولا وقتًا، لإزالة أسباب شكاوى القمامة والبيئة، من نطاق مجلس العمارنة، وهو وضع المفروض أن ينتهى، وأن يدرج المحافظ، إعادة تأهيل مرافق المنطقة، ضمن خطة المحافظة الاستثمارية، التى تبلغ 7.7 مليار جنيه هذا العام، وهو حق دستورى لأى مواطن، ينبغى أن تعمل عليه الأجهزة التنفيذية بالمحافظة.. والناس ينتظرون.