إبراهيم عيسى: الجدل حول تسجيلات عبد الناصر يكشف أزمة مجتمع لا يقرأ التاريخ
علّق الإعلامي إبراهيم عيسى على التسجيلات الصوتية الأخيرة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدًا على أهميتها الكبيرة ليس فقط لما تضمنته من تصريحات، بل لأنها "كشفت أن المجتمع المصري، بما فيه من يدّعون محبته أو الناصريين أو جمهور اليسار، لا يعرفون عبد الناصر ولم يدرسوه".
تحدى عيسى من يصفون أنفسهم بالناصريين بأن يكونوا قد قرأوا كتب الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، الذي اعتبره المرجع الأساسي لفهم عبد الناصر، مشيرا إلى أن التصريحات التي وردت في التسجيل الصوتي موجودة في العديد من كتب هيكل ووثائقه.
وأوضح، خلال تقديمه برنامج "حديث القاهرة" المذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن هناك "اثنين عبد الناصر وليس عبد الناصر واحدًا"، بل وصف الأمر بوجود "ستة أو سبعة عبد الناصر"، لكنه ركز على آخر نسختين: عبد الناصر من عام 1954 حتى 1967، وعبد الناصر ما بعد هزيمة 1967 حتى وفاته في عام 1970.
وشبّه الأمر بفيلم "سبيليت" الذي تدور أحداثه حول شخص يعاني من تعدد الشخصيات، مؤكدًا أن عبد الناصر كان له "عدة وجوه" وخطابات وسياسات مختلفة قبل وبعد عام 1967.
وصف عيسى عبد الناصر ما بعد هزيمة 1967 بأنه "عبد الناصر تاني، عبد الناصر ضد كل عبد الناصر القديم"، مشيرًا إلى أن هذا الوجه لم يعرفه المجتمع المصري، بما في ذلك مؤسسات الدولة والناصريين والإسلاميين وعامة الناس، لأنهم لم يقرأوا عنه.
وكشف عيسى عن تصريح صادم لعبد الناصر في أول اجتماع له مع الوزراء والمسؤولين بعد هزيمة 1967، حيث قال لهم: "الشعب المصري ده كان المفروض يضربنا بالجزمة"، مؤكدًا أن هذا النص موجود في المحاضر.
وأبدى دهشته من أن الكثيرين ما زالوا يعيدون أفكار وسياسات عبد الناصر، رغم أن عبد الناصر نفسه وصفها بأنها "سياسات فاشلة في كل حاجة" في محاضر الجلسات والتسجيلات الصوتية الرسمية.
وأكد إبراهيم عيسى بشكل قاطع أن "عبد الناصر كان ديكتاتورًا"، نافيًا ما يروج له البعض بأنه كان يسجل لنفسه بشفافية، موضحًا أن تسجيل اجتماعات ومكالمات رئيس الجمهورية هو إجراء رسمي وموثق منذ إعلان الجمهورية في عام 1953.
اقرأ المزيد..
