أمريكا هُزمت في فيتنام وقدّمت عشرات الأفلام.. ونحن نملك النصر ولا نوثقه
المخرج محمد فاضل لـ «الوفد»: الفنانون ليسوا أحراراً في توثيق بطولات الوطن

احتفالية عيد تحرير سيناء، التي تُقام في 25 أبريل من كل عام، تمثل لحظة فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث تجسد انتصار الإرادة المصرية وتحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي، كما أن هذه المناسبة ليست فقط ذكرى عسكرية، بل هي مناسبة وطنية تعكس التضحيات والبطولات التي قدمها الجيش المصري والشعب من أجل استعادة سيناء، بما لها من أهمية استراتيجية وتاريخية، وفي هذه الاحتفالية، يتم التأكيد على أهمية توثيق تلك اللحظات البطولية من خلال الأعمال الفنية والدرامية، التي تساهم في نقل هذه القصص للأجيال القادمة، وتبقى شاهدة على عظمة هذا الوطن وصمود أبنائه.

أكد المخرج الكبير محمد فاضل في تصريحات خاصة لـ «الوفد» خلال احتفالية عيد تحرير سيناء، استياءه من غياب التوثيق الفني الكافي للبطولات الوطنية، مشيراً إلى أن الفنانين ليسوا مطلقي اليد في التعبير عن هذه المناسبات الهامة، قائلاً: "هذه المناسبات الوطنية الهامة، لا يتم التعامل معها بحرية من قِبَل الفنانين، فالأمر ليس بيدهم، وإنما بيد الجهات المعنية".
وأضاف فاضل: "نحتفل اليوم بعيد تحرير سيناء الـ43، وأنا أتشرف أنني كنت صاحب أول احتفالية فنية أقيمت عقب التحرير عام 1982، وكانت احتفالية غنائية شارك فيها الفنان الكبير محمود رضا بفرقة رضا، وعدد من المطربين".
محمد فاضل: أكثر من 50 عاماً على نصر أكتوبر.. وما زلنا متأخرين في توثيقه درامياً
وتابع المخرج القدير حديثه قائلاً: "هناك الكثير من اللحظات البطولية والقصص التي تستحق التوثيق الدرامي، لكننا للأسف لا نستطيع تنفيذها بسبب القيود المفروضة، رغم مرور 50 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة، والتي بموجب البروتوكولات الدولية يُفترض أن تُفرج عن معلوماتها لتُتاح للإنتاج الفني".
واستشهد فاضل بمحاولاته الشخصية قائلاً: "منذ سنوات طويلة حاولت تنفيذ عمل فني عن الشهيد إبراهيم الرفاعي، وكنت قد بدأت محاولات مماثلة منذ عام 1977 خلال عملي في أفلام التلفزيون مع الراحل جمال الغيطاني، لكنها لم تُنفذ، كذلك حاولنا تقديم فيلم سينمائي مستند إلى كتاب «رحلة إلى جهنم» للواء نبيل أبو النجا، لكنه أيضاً لم يُنفذ".
وأعرب عن استيائه قائلاً: "أمريكا التي هُزمت في حرب فيتنام، قدّمت عشرات الأفلام عنها وكأنها كانت منتصرة، رغم أنها خرجت مهزومة فعلياً، لكنهم وثقوا القصة من وجهة نظرهم، أما نحن لدينا مئات القصص البطولية في حرب أكتوبر 73، التي استُكملت بتحرير سيناء ثم الإنتصار القانوني في قضية طابا، وأغلبها لم توثق بالشكل الكافي".
وأكد فاضل أن "الانتصار المصري لم يكن فقط عسكرياً، بل أيضاً قانونياً، كما حدث في طابا، وهذه الانتصارات تحتاج أن تُسجل في أعمال فنية سواء كانت درامية أو تسجيلية، ولكن للأسف هناك إجراءات وتصاريح لازمة تحول دون تنفيذ هذه المشاريع رغم كثرة المحاولات".
واختتم المخرج الكبير حديثه قائلاً: "الفنانون ليسوا ممتنعين، بل على العكس هناك محاولات عديدة، ولكن لم يُكتب لها التنفيذ، وتم إنتاج عدد قليل جداً من هذه الأعمال مقارنة بحجم البطولات والقصص التي تستحق أن تُروى".