رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

أمين الفتوى: تهنئة المسيحيين بأعيادهم تعكس روح التعايش

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا تتعارض مع تعاليم الإسلام، بل تُعد سلوكًا راقيًا يُجسّد قيم التعايش والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، مشددًا على أن المسلمين والمسيحيين يشكّلون نسيجًا وطنيًا واحدًا عبر التاريخ.

وأوضح فخر، خلال مداخلة تلفزيونية اليوم الأحد، أن مشاعر الفرح والحزن ينبغي أن تكون مشتركة بين أبناء الوطن، وأن مشاركة المسيحيين في أفراحهم وتهنئتهم بأعيادهم أمر طبيعي ومحبب، مشيرًا إلى أن العلاقات الطيبة التي جمعت المسلمين والمسيحيين في مصر تجلّت بوضوح في المناسبات الدينية المتبادلة.

وأشار إلى أن هذا التبادل للمحبة ليس جديدًا على المجتمع المصري، قائلاً: "اعتدنا في شهر رمضان أن يهنئنا إخوتنا المسيحيون، وكنا نرد عليهم التحية بمثلها، وكذلك قبل الأعياد كانت الكنائس تبعث بوفود لتهنئة المؤسسات الدينية الإسلامية، وهذا يعكس عمق الروابط التي تجمع أبناء الوطن".

واستشهد أمين الفتوى بالآية الكريمة: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا" [النساء: 86]، مؤكّدًا أن الإسلام يحثّ على رد التحية بأفضل منها، وبالتالي لا مانع شرعي في الرد على التهنئة من غير المسلم، بل هو من مكارم الأخلاق.

وانتقد الدكتور علي فخر محاولات إثارة الجدل السنوي حول هذا الموضوع، معتبرًا أن هذه التساؤلات دخيلة على المجتمع المصري، وقال: "هذا السؤال لم يكن يُطرح من قبل، ولم نكن ننظر للتهنئة على أنها إشكال ديني، بل هي من طبيعة العلاقة الأصيلة التي تجمع المسلمين والمسيحيين في مصر".

وأضاف: "نحن أبناء وطن واحد، نعيش معًا وندافع عن ترابه سويًا، كما فعلنا في ثورة 1919، حين توحّد الهلال مع الصليب في وجه الاحتلال، فما الذي يدفعنا اليوم للانسياق وراء أفكار دخيلة لا تمثلنا ولا تعكس واقعنا؟".

واختتم فخر حديثه بالإشارة إلى سيرة النبي ﷺ في تعامله مع غير المسلمين، لافتًا إلى أن النبي تعامل مع اليهود في المدينة بيعًا وشراءً، بل تُوفي ودرعه مرهونة عند يهودية، مما يدل على قبول التعايش، والتعامل مع الآخر دون تشدد أو تحفظ.

وشدّد على أن دعوة الإسلام تتمحور حول المحبة، والاحترام، والتعايش الإنساني، وهو ما يتوافق مع طبيعة المجتمع المصري الذي احتضن جميع أبنائه دون تفرقة عبر قرون من الزمن.