رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

صحتك فى أمان ١٧٥

على الأقل كثير من المرضى يشتكون من آلامٍ فى المعدة دون وجود أسبابٍ حقيقيةٍ لذلك، مع أنه يستحق الوقوف عنده لاحتمال حدوثه عرضًا لمرضٍ، وقد يتناول الإنسان علاجًا للمعدة فلا ينفع ولا يتحسن المريض لأن أصل المرض ليس من المعدة.
وألم فم المعدة هو أشهر شكوى تسمعها فى مصر والعالم كله لارتباطٍ نفسيٍ بين الإنسان ومعدته أو خوفٍ داخليٍ فى الإنسان من تناول بعض الأطعمة من حينٍ إلى آخر «علشان بحبه يا دكتور»، وهو يرجو إن شاء الله ألا يحدث شيء، والألم قد يأتى من خارج المعدة ويستمر ويؤثر على المريض بل يدفعه إلى استشارة أطباء الجهاز الهضمى والمعدة بريئة «براءة الذئب من دم ابن يعقوب».
من الأمثلة مرضى قصور الشرايين يشتكون من ألم فم المعدة وهى أسبابٌ مفهومةٌ عندما يعجز القلب عن ضخ الدم إلى نفسه وإلى سائر الجسد فتأخذ الأعضاء فى الشكوى ومنها المعدة أيضًا. مرضى تضخم عضلة القلب يكون التأثير من قصور الشرايين فعليًا أو نسبيًا لزيادة حجم العضلة وضعفها فتقوم العضلة بالضغط على جدار المعدة أو ازدياد حجم الحيز القلبى وضغطه على الحجاب الحاجز ويؤدى ذلك أيضًا إلى ألمٍ فى فم المعدة.
ثالثًا: كل أمراض الجهاز الهضمى تؤذى المعدة مثل القولون العصبى والارتجاع المريئى والتهاب القولون التقرحى فيعانون من آلام المعدة دون وجود أسبابٍ بالمعدة، هذا غير أسباب ألم فم المعدة الحقيقى من التدخين والمسكنات والكحول. فالتدخين يحتوى على مادة النيكوتين التى تأكل جدار المعدة ويحدث تحسنٌ ملحوظٌ بعد إقلاع المريض عن التدخين، والمسكنات تحتوى على مادة (NSAIDs) Non-steroidal anti-inflammatory drugs والتى تتراوح أعراضها الجانبية من القىء والاضطرابات إلى قرحة المعدة، ومادة الإيثانول (مادة سمية) فى الكحوليات فقد تؤدى إلى التهاب بطانة المعدة (التهاب المعدة) وكذلك قرحة المعدة والمريء، والإيثانول يمكن أن يعوق أيضًا قدرة جسمك على امتصاص مجموعة فيتامين B وغيرها من العناصر المغذية وقد يؤدى الإفراط فى تناول الكحوليات إلى تلف البنكرياس أو التهابه (منقول). أما الكبد والطحال أيضًا فقد يكونان سببًا فى آلام المعدة من تضخم الكبد وتليفه كما يحدث فى مرضى البلهارسيا.
والتشخيص هو الأساس فى الأمراض، فلا بد للطبيب أن يعرف إذا كان سبب الألم من المعدة أو من غيرها، والعلاج يأتى بعد ذلك والمتابعة فى أى علاجٍ يتناوله المريض، فلا يأخذ المريض دواءً دون سببٍ ولا يستمر على دواءٍ دون استشارة طبيبه مع الابتعاد عن الأسباب المرضية.
ويقول العارفون بالأمراض الظاهرة إنها مثل بيع بنك القاهرة أو حريق القاهرة فى عهود الأباطرة الذين تركوا المذاكرة فباعوا أملاك الشعوب المتكدّرة من هذه الظاهرة وباعوا الأرض الطاهرة ظنًا أن يُفعل بها فاقرة فلا رفعت عنهم مائلة وظلوا فى شاكلةٍ إلى الدار الآخرة.

استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]