الصحبة الصالحة طريق النجاة.. كيف تؤثر عليك سلبًا أو إيجابًا

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أهمية اختيار الصحبة الصالحة في حياة الإنسان، موضحًا أن الصاحب يؤثر تأثيرًا بالغًا على أخلاق صاحبه وسلوكياته ودينه، سواء بالإيجاب أو السلب.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها من مسجد سيدي ابن عطاء الله السكندري بالقاهرة، تحت عنوان "الصحبة الصالحة"، بتاريخ 28 مايو 2010، والتي أعاد نشرها على صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك، حيث استهلها بقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ}، مؤكدًا أن من أبرز صور الإحسان أن يُحسن الإنسان اختيار من يصاحبهم في حياته، لأن الصحبة تُشكل جزءًا من بناء الشخصية، وتترك بصمات عميقة في النفس والسلوك.
وأوضح أن سيدنا محمد ﷺ حذر من رفقة السوء وشبه الجليس الصالح بحامل المسك، الذي إما أن يُعطيك من طيبه، أو تبتاع منه، أو تشم منه رائحة طيبة، وهو في جميع الأحوال نافع. بينما شبّه الجليس السوء بصاحب الكير، الذي إما أن يحرق ثيابك أو يؤذيك برائحته الكريهة، مشيرًا إلى أن الأصحاب قد يكونون سببًا في الهداية أو الضلال.
وأضاف جمعة أن الصحبة الصالحة لا تقتصر على الأصدقاء فقط، بل تشمل كل من يخالطهم الإنسان، سواء في البيت أو العمل أو المجتمع، مؤكدًا على دور الأسرة في توجيه الأبناء لاختيار رفقائهم بحكمة.
كما شدد على ضرورة مراقبة الآباء والأمهات لصحبة أبنائهم، وتعليمهم التفريق بين الجليس الصالح والجليس السوء، لما لذلك من تأثير مباشر على استقامة سلوكهم.
واختتم جمعة خطبته بقول النبي ﷺ: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل"، داعيًا الآباء إلى تفعيل دورهم التربوي، وتوجيه الأبناء إلى برّ الوالدين، خاصة الأم، مستشهدًا بالحديث الشريف: "يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك".
وتوجه فضيلته بنداء إلى كل بيت مصري، بألا يغفل عن أهمية الصحبة، مؤكدًا أن صلاح الأصحاب يسهم في بناء جيل متزن، قادر على مواجهة تحديات العصر بسلوك قويم وروح إيمانية راسخة.