أستاذة علوم سياسية: إسرائيل تنتهج سياسة الأرض المحروقة وتغييرات ديموغرافية

قالت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلوم السياسية، إن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة باتت واقعًا مؤلمًا ومتكررًا، خصوصًا بعد انهيار اتفاق الهدنة منذ النصف الثاني من مارس، مؤكدة أن جيش الاحتلال يتبع سياسة "الأرض المحروقة" ويسعى لترسيخ استراتيجية مبنية على بنك الأهداف الذي حدده نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، مما يعكس هشاشة النظام الدولي والانقسام الواضح في المواقف بين الدول، سواء داخل الكتلة الغربية أو من قبل الولايات المتحدة.
الإبادة الجماعية
وأشارت خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز" إلى أن التحركات الميدانية الإسرائيلية في غزة، ومحاولات الإبادة الجماعية والتجويع والحصار القسري، يقابلها أيضًا محاولات لتغيير ديموغرافي ممنهج في الضفة الغربية والقدس الشرقية، من خلال توسيع المستوطنات وفرض واقع جديد على الأرض، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني.
وفي سياق جهود الوساطة بقيادة مصر، قالت زهران إن هناك محاولات عربية، خاصة من القاهرة، لإطلاق خطة لإعادة إعمار غزة، تتضمن ترتيبات لعقد مؤتمر دولي خلال الشهر المقبل، مؤكدة أن هذه الجهود يجب أن تكون بمنأى عن الاستقطاب السياسي ومحاولات التشويش المتعمدة، وأن هناك ضرورة لاحتواء التصعيد الإنساني والسياسي.
على صعيد متصل، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هناك مخططا أصبح واضحا من جانب حكومة اليمين الإسرائيلى المتطرف، والذى يتمثل فى قضية التهجير القسرى وإعادة السيطرة الأمنية على قطاع غزة.
وأضاف جهاد الحرازين، خلال مداخلة لقناة إكسترا نيوز، أن الاحتلال ماضى فى سياق المخطط العسكرى الذى أراده ويستهدف تقويض كل ما يتعلق بالحياة فى قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، ومن هنا نجد حجم الضربات الجوية الإسرائيلية والمدفعية التى تتساقط بشكل يومى على أهل القطاع وتستهدف المواطنين الأبرياء والمنشآت الصحية وكل ما هو بالقطاع، وإجبار السكان على النزوح القسرى.
ولفت جهاد الحرازين إلى انه لازالت العقلية الإسرائيلية تعشعش فكرة التهجير، خاصة بعد انضمام بن جفير إلى الحكومة الإسرائيلية، مما دفع لمواصلة الأهداف التى يرغب فيها نتنياهو واليمين الإسرائيلى المتطرف، مؤكدا أن الشعب الفلسطينى لن يغادر أرضه فى ظل كل ما يمارس فى حقه.
من جانبه شدد الإعلامي مصطفى بكري، على أن الحملات المغرضة ضد مصر لا تتوقف، خصوصًا فيما يتعلق بملف غزة، مشيرًا إلى أن أحدث هذه الشائعات تتحدث عن نقل أكثر من 500 ألف فلسطيني إلى شمال سيناء ضمن خطة إعمار القطاع.
ورد مصطفى بكري خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة صدى البلد، على هذه الادعاءات، قائلًا: "الخبر اللي نشرته جريدة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، واللي بيرأس مجلس تحريرها إبراهيم الأمين، خبر كاذب ومفبرك، أنت شخص غير أمين ولا مهني، الكلام دا ما ينفعش يتقال غير في الصحف الإسرائيلية والعبرية، مش في جريدة عربية، لازم الجريدة تقدم اعتذارًا رسميًا لمصر."
موقف مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود
أوضح مصطفى بكري، أن موقف مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود، وهو قائم على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مع دعم إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن مصر قدمت مبادرة شاملة لإعادة إعمار غزة بعد الحرب الأخيرة، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية.
وأشار مصطفى بكري إلى أن موقف مصر الحاسم أوجع البعض، وهناك أطراف تتآمر ضد الدولة المصرية وتسعى لحرمان الفلسطينيين من الظهير السياسي المصري، لكنه شدد على أن مصر وشعبها وجيشها وقيادتها لن تسمح أبدًا بتهجير الفلسطينيين، قائلًا: "القضية الفلسطينية كشفت مين اللي بيقف معاها ومين اللي بيبيع الشعارات، ومصر واقفة مع الفلسطينيين بجد، مش بالكلام الفاضي".
وتساءل بكري عن عمليات اغتيال قادة المقاومة، مثل حسن نصر الله وإسماعيل هنية وغيرهم، مؤكدًا أن عمليات الاغتيال تمت بسبب الجواسيس والعملاء.
وأشار إلى أن جهاز المخابرات العامة المصرية يعمل منذ 2011 على توحيد الفصائل الفلسطينية والحفاظ على القضية الفلسطينية بعيدًا عن أي مصالح ضيقة.
وأضاف مصطفى بكري: “رجال المخابرات أشرف من أي حد، ومصر بتلعب دور كبير في ملف وقف إطلاق النار في غزة، من غير ما تفرّط في أي حاجة تخص القضية الفلسطينية، وحذاء أقل ضابط في المخابرات برقبة الخونة في الخارج، ومصر عمرها ما قصّرت تجاه الفلسطينيين”.
واختتم بكري حديثه، مهاجمًا الجهات التي تروج للأكاذيب ضد مصر، قائلًا: “الشعب الفلسطيني بيتقتل من الوريد للوريد، والمزايدين قاعدين في لبنان بيتكلموا من على الأريكة، لازم يفهموا إن مصر لا تبيع القضية الفلسطينية، ومش هتفرّط فيها مهما حصل”.