صوت من السماء.. الشيخ محمد شبيب وتلاوة النصر الخالدة

بينما كانت مصر تستعد للعبور العظيم يوم 6 أكتوبر 1973، صدح صوت الشيخ محمد أحمد شبيب عبر أثير إذاعة القرآن الكريم بتلاوة خاشعة من سورة آل عمران.
لم يكن مجرد صوت يقرأ القرآن، بل كان طاقة إيمانية غمرت القلوب وألهمت الجنود والمواطنين، حتى أصبح اسمه مرتبطًا بذلك اليوم التاريخي، واستحق عن جدارة لقب "قارئ النصر".
من بيت القرآن إلى منبر التلاوة
وُلد الشيخ محمد أحمد شبيب عام 1934 في قرية دنديط بمحافظة الدقهلية، حيث نشأ في أسرة تقدس كتاب الله.
بدأ حفظ القرآن منذ صغره، وتنقل بين القرى ليطلب علم القراءات، حتى التحق بمعهد الزقازيق الأزهري عام 1951.
بصوته العذب وتمكنه من أحكام التلاوة، أصبح من القراء المرموقين، وتردد اسمه في المناسبات الدينية الكبرى، خاصة في محافظات الوجه البحري.
عقبات على طريق التميز
لم تكن رحلة الشيخ شبيب سهلة، ففي الستينيات أصيب بالتهاب حاد في الحنجرة، كاد أن يحرمه من صوته الفريد. لكنه واجه المرض بإصرار وعلاج مكثف، ليعود أقوى مما كان.
وبفضل صبره واجتهاده، أصبح من الأصوات البارزة في الإذاعة المصرية، وازدادت شهرته حتى جاءت لحظة السادس من أكتوبر، حيث ترك صوته بصمة لا تُنسى في وجدان المصريين.
رحيل الجسد وبقاء الأثر
في 3 أبريل 2012، غادر الشيخ محمد أحمد شبيب هذه الدنيا، لكن صوته ظل خالدًا، يملأ الأرجاء بالسكينة والخشوع.
تلاواته لا تزال تتردد في إذاعة القرآن الكريم، لتعيد للأذهان ذكرى يوم صنع فيه المصريون مجدهم، وكان لصوته دور في رفع الروح المعنوية للأمة. لقد كان الشيخ شبيب أكثر من مجرد قارئ للقرآن، بل كان جزءًا من لحظة تاريخية لن تُمحى من الذاكرة.