رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

صواريخ

تبقى مصر دولة فريدة من نوعها.. ويبقى الشعب المصرى العظيم هو الملهم والمعلم والحصن الحصين لوطنه وأمته العربية فى كل القضايا المهمة والفاصلة فى تاريخ هذه الأمة، وكما كانت مصر دائما تسطر التاريخ منذ بدء الخليقة فى الدفاع عن قضاياها ومقدراتها فى العصور القديمة، والاستمرار على مبادئها فى الدفاع عن أمتها العربية والإسلامية فى العصور التالية عندما أوقفت الزحف الصليبى والتتارى وكسرت شوكتهم فى أكثر من معركة فاصلة، لعل أهمهما معركتا حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبى عام 583 هـ 1187م، ثم المعركة الفاصلة التى شكلت منعطفًا حاسمًا فى التاريخ الإسلامى وهى معركة عين جالوت عام 658هـ 1260م بقيادة سيف الدين قطز الذى رسخ لمصر أنها مقبرة الغزاة مهما بلغت قوتهم، وكانت مصر حاضرة أيضا فى مواجهة النبت الشيطانى الصهيونى الذى زرعه الغرب فى قلب الأمة العربية، واستمرت فى مواجهته حتى كسرت شوكته فى معركة أكتوبر المجيدة، كما استمرت فى دعم قضية الشعب الفلسطينى.. وقبل أيام خرج المصريون بعشرات الملايين لأداء صلاة العيد فى الميادين والساحات وسجلوا موقفًا تاريخيًّا جديدًا فى دعم ومساندة أشقائهم الفلسطينيين.
< الحقيقة أن وقفة المصريين خلال صلاة عيد الفطر المبارك، شكلت رسائل ذات دلالات مهمة، يأتى على رأسها أن هذا الشعب على وعى تام بكل ما يحدث من مخططات سواء لمصر أو المنطقة العربية وفى القلب منه القضية الفلسطينية، وهو ما دفعه إلى التلاحم والتماسك والاصطفاف الوطنى خلف قيادته ودعمه بشكل غير محدود للرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل قراراته، وهى رسالة أيضا بالغة الأهمية والدلالة للعالم أجمع، فى ظل المحاولات البائسة التى حاول البعض تمريرها قبل أسابيع قليلة تحت مزاعم تأثير الوضع الاقتصادى المصرى على النظام السياسى فى مصر، كإحدى وسائل الضغط على القيادة السياسية بسبب موقفها التاريخى والصلب فى مواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين من غزة، ليأتى الرد القاطع والتاريخى من ملايين المصريين فى كل مكان عقب صلاة العيد بإعلان التصاقهم والتفافهم مع قيادتهم فى رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وهى رسالة أيضا إلى كل الشعوب العربية والإسلامية وكل شعوب العالم بالموقف المصرى الشعبي الصلب تجاه القضية الفلسطينية التى حاول البعض سابقا التشكيك فيه منذ بداية الحرب البربرية على غزة وعمليات الإبادة الجماعية التى يمارسها الاحتلال الصهيونى وقدمت فيها مصر كل جهودها الدبلوماسية والإنسانية.
< رسالة الشعب المصرى ردت على كثير من المغالطات والتساؤلات والمواقف الدولية، وأيضا بعض المواقف العربية - المائعة - التى كشفتها القمة العربية الأخيرة بالقاهرة والخلاف الدفين حول مستقبل غزة والضفة الغربية اللتين تشكلان مستقبل الشعب الفلسطينى وقيام دولتهم.. وترى مصر والأردن وبعض الدول العربية عدم المساس بهما والرفض القاطع لعمليات التهجير منهما باعتباره نسفا كاملا وإنهاء للقضية الفلسطينية، وبداية للتوسع التالى والهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، بينما تتبنى بعض الدول العربية التى ما زالت تعيش على فلك التبعية الأمريكية، وجهة النظر الأمريكية التى هى نفس وجهة النظر الإسرائيلية ومخططاتها التوسعية من خلال خطوات مدروسة ومعدة سابقا بهدف تصفية القضية وضم مساحات جديدة من الأراضى العربية، وتعتمد على عدة مراحل تبدأ بعملية نزع سلاح حماس وتطهير غزة من كل أسلحة المقاومة وإخلاء غزة من حماس وكل عناصر المقاومة الفلسطينية بحيث يصبح باقى سكان غزة أشبه بالرهائن لدى الجيش الإسرائيلى يفعل بهم ما يشاء من تهجير أو تهديد لانقاذ مخططه، ومن دون أن تقدم إسرائيل أي مبادرة للسلام أو لإنفاذ القرارات الدولية، وهو ما لا تدركه بعض الدول العربية إذا أحسنا الظن بها أو اعتبرناها لم تتعلم من كل دروس التاريخ.

حفظ الله مصر