كلام فى الهوا
الإسلام السياسى اصطلاح ظهر حديثاً بعد ظهور بعض الدول معلنة عن نفسها بأنها إسلامية وتحكم بالدين الإسلامى، رغم انعزال هذه الدول عن العديد من الآراء الإسلامية فى الحكم التى جاءت فى كتب العلماء المسلمين الذين تناولوا الحكم والسياسة من الناحية الأخلاقية والفلسفية فى صياغة دينية، عرضوا خلالها خصال السلطان وعلاقته بالرعية من المسلمين وغير المسلمين، وأنهم ذكروا أيضاً عيوب الحكم والسلطان، وإننى أجد أن الذى يحدث أمامى لهؤلاء الذين يحكمون الآن باسم الإسلام، ويحاولون إعادة بناء الدولة على أسس سياسية واقتصادية وثقافية تتضمن خلط بين الإسلام السياسى والمسلمين، ويعتمد هذا الخلط بين الدين الحنيف ومبادئه السمحة، فهو دين الوسطية والاعتدال والمحبة، وبين هؤلاء المتأسلمين اسماً الذين يأخذون الإسلام كقناع فى سبيل تحقيق مصالحهم، ويغذون من حيث يدرون أو لا يدرون فكرة «الإسلاموفوبيا» ويشاركون فى التخويف من الإسلام ذاته، والعالم يشاهد حالات قتلهم للنفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، فالإسلام أكبر وأشمل وأكثر عدلاً وحكمة من القتل على الهوية، فهو الدين الذى جاء به «لا إكراه فى الدين» ومن يكفر فليكفر ومن يؤمن فليؤمن، لم يطلعوا على تلك النصائح التى جاء بها كبار العلماء فى علوم السياسة والاجتماع التى تلاشت وظهر مكانها العنف والقتل على الهوية، بالتأكيد تلك الدول سوف تزول لا محالة ولكن الذى سوف يدفع الحساب هو الإسلام والمسلمين.