رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

رفضت نرجسية «ترامب» ووحشية «نتنياهو المقدسة» خطة إعادة إعمار غزة التى قدمتها مصر، وصادق عليها الزعماء العرب فى القمة الطارئة التى عقدت فى القاهرة، الرابع من مارس، وكان من المتوقع بل ومن البديهيات،أن يأتى الرفض من قِبل التحالف الأمريكى الإسرائيلى، لأن خطة «إعادة الإعمار» التى طرحتها مصر ترفض مبدأ التهجير الذى يسعى التحالف المحتل لفرضه بالقوة المميتة، وتقف الخطة المصرية حائط صد لفكرة «ترامب العقارية» ورغبته بتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».. وأكدت مصر بموقفها وخطتها أن الإعمار والتهجير لا يجتمعان فى جملة واحدة أو سياق واحد، والسؤال الذى يطرح نفسه مجدداً وسئم الجميع من تكراره: كيف نمنع تنفيذ مخطط التهجير القسرى؟ والإجابة بوضوح شديد: لن تتوقف عمليات التهجير القسرية وحرب الإبادة ضد غزة إلا بهزيمة إسرائيل سياسياً واقتصادياً وعلمياً وعسكرياً .. لماذا؟: 

لأن غزة والضفة بالنسبة لنتنياهو ليست بأرض عربية، إنهما يهودا والسامرة، لا يوجد فى قاموسه العلمى أو الأدبى أو الدينى شىء اسمه احتلال، أو جرائم حرب وقتل وإبادة، لا يوجد شيء اسمه فلسطين من الأساس، يوجد فقط أرض إسرائيل الكبرى والوعد التوراتى الذى يسعى إلى تحقيقه بارتكاب جرائمه المقدسة لاستعادة أرض الأجداد، وأن مكان الشعب الفلسطينى خارج أرض الميعاد، لذلك فإن عمليات القتل والإبادة التى يمارسها الكيان المحتل لن تتوقف، خاصة مع وجود دعم وغطرسة أمريكية عمياء تؤمن بما يعتقده «نتنياهو» وتسعى إلى تحقيقه! 

فتتبنى الإدارة الأمريكية الجديدة خطة التهجير القسرى تحت ذريعة إعادة الإعمار، متعللة بأن قطاع غزة لا يصلح للسكن وسط الركام والحطام وتدمير البنية التحتية، ووجود بقايا ذخائر قابلة للانفجار، دون النظر أو التفكير فيمن تسبب بهذا الدمار ومحاسبته على جرائم حرب تزداد حصيلتها يومياً، وأسفرت تلك الجرائم، حتى كتابة تلك السطور، عن استشهاد 50 ألف فلسطيني، حوالى 2.1% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل عملية «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر 2023، وإصابة 113.274 خلال تلك الفترة، حسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، ونشرت دورية «لانسيت الطبية » دراسة أشارت إلى أن عدد الشهداء فى القطاع قد يكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية التى أبلغت عنها وزارة الصحة - بنسبة تصل إلى 41%، وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن ما يقرب من 70% من الضحايا الذين تم التحقق منهم كانوا من النساء والأطفال .

وإمعاناً فى الوحشية واستعراض القوة و«البجاحة» والغطرسة «للتحالف المحتل»، وتأكيداً على استمرار السير فى خطة التهجير دون رجعة، أعلن جيش الاحتلال، عن إنشاء إدارة خاصة مهمتها السماح للفلسطينيين بمغادرة غزة «طوعًا» إلى بلدان أخرى، دون أن تعلن أسماء تلك الدول، واستناداً للدعم الأمريكى وتأكيداً عليه، قال «يسرائيل كاتس» وزير حرب الإبادة الإسرائيلي، إن اقتراح المغادرة يتماشى مع تصريحات الرئيس الأمريكى «ترامب» ورغبته بأن يغادر الفلسطينيون طوعاً .

نلاحظ أن الفقرة السابقة نموذج واضح لعمليات الخداع وقلب الحقائق الذى يمارسه «التحالف المحتل»، فقد تم استخدام كلمة «مغادرة» بدلاً من «تهجير»، و«طوعاً» حلت مكان قسراً، وجاء سياق بلدان أخرى دون إعلان أسمائها، على اعتبار أنها معروفة ومحددة فى خطة «ترامب» للتهجير..! 

الخلاصة: نحن أمام خطة للتهجير القسري، لن يتوقف التحالف المحتل «الأمريكى- الإسرائيلي» من تحقيقها سراً أو جهراً، طواعية أو قسراً، ولن يعبأ «هذا التحالف» بتنديد واستنكار المجتمع الدولى أو العربى بالجرائم التى ترتكب، ولن يتراجع هذا «التحالف المجرم» عن تقديم دماء الأطفال والنساء كـ«قرابين مقدسة» لتحقيق أحلام توراتية واستعادة أرض الميعاد المزعومة وإن نزعت جميع فصائل المقاومة سلاحها بالكامل. 

فى النهاية: القوة هى الحاكم الأول الآن فى السياسة الخارجية وتحقيق مصالح الدول، وفرض إرادتها يتوقف على قدرتها وقوتها، لذلك تبدأ عملية إعادة إعمار «غزة» بهزيمة إسرائيل سياسياً واقتصادياً وعلمياً وعسكرياً.. كيف يحدث ذلك؟ هذا هو السؤال الصعب، والإجابة عنه تحتاج إلى إرادة عربية قوية موحدة لتحقيق النصر وإعادة الإعمار.. ليس أكثر. 

حفظ الله مصر من كل سوء

[email protected]