رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

التيجاني: استعادة القصر الجمهوري خطوة لتعزيز شرعية الدولة السودانية

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

 قال خالد التيجاني، رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" السودانية، إن الأحداث الجارية في السودان ليست حربًا أهلية، بل محاولة لاختطاف الدولة من قبل مجموعة مسلحة مدعومة من أطراف خارجية.

 وأوضح "التيجاني"، في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الجيش السوداني تحرك بموجب مهامه الدستورية لحماية الدولة وشرعيتها، مؤكدًا أن استعادة القصر الجمهوري والمقار السيادية في وسط الخرطوم تمثل خطوة حاسمة نحو بسط سيطرة الدولة وإضعاف نفوذ قوات الدعم السريع وحلفائها.

 وأشار التيجاني إلى أن قوات الدعم السريع لم تحصل على مواقعها في الخرطوم عبر معارك عسكرية، بل كانت متمركزة فيها منذ أن كانت جزءًا من القوات النظامية، غير أن محاولتها للسيطرة على الدولة عبر انقلاب لم تنجح، مما أدى إلى اندلاع الحرب.

 وأضاف أن الجيش السوداني، خلال الأشهر الماضية، نفذ استراتيجية هجومية قائمة على التطويق والاحتواء، مما أسفر عن سلسلة انتصارات أدت إلى تقليص نفوذ الدعم السريع في وسط السودان.

 وأكد التيجاني أن خسائر الدعم السريع تعكس فقدانه للقيادة والسيطرة، خاصة بعد تصريح قائده الأخير، الذي أعلن فيه رفضه الانسحاب من القصر الجمهوري، ليأتي فقدانه بعد أيام فقط من ذلك التصريح، وهذا إما دليل على انقطاع قائد الدعم السريع عن المعلومات الميدانية، أو محاولة لرفع الروح المعنوية لقواته التي تعاني من انهيارات متتالية.

 وعن تداعيات هذه التطورات، أوضح التيجاني أن استعادة الجيش السوداني للمقار السيادية تعزز شرعية الدولة السودانية، وتعيد ترتيب المشهد السياسي والعسكري، مرجحًا أن تنحسر قوات الدعم السريع إلى مناطق نائية، بعيدًا عن المشهد السياسي المركزي، خاصة بعد فشل محاولتها تأسيس حكومة موازية، والتي قوبلت برفض دولي واسع من مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

 على صعيد متصل، أقال رئيس جنوب السودان سلفا كير، حاكم ولاية أعالي النيل بشمال شرق البلاد حيث تصاعدت الاشتباكات بين القوات الحكومية وميليشيا عرقية يتهمها بالتحالف مع منافسه والنائب الأول للرئيس ريك مشار.

الاشتباكات بين القوات الحكومية وميليشيات

 يضاعف التطور الأخير المواجهة بين الرجلين التي بدأت بعد أن أجبرت ميليشيا الجيش الأبيض القوات الحكومية على الانسحاب من بلدة ناصر الساخنة بالقرب من الحدود الإثيوبية.

وردا على ذلك، اعتقلت حكومة كير عدة مسؤولين من حزب مشار (الحركة الشعبية لتحرير السودان) بمن فيهم وزير البترول ونائب قائد الجيش.

غضب الحركة الشعبية لتحرير السودان

 وأثارت المواجهة المتصاعدة مخاوف من أن تنزلق أحدث دولة في العالم إلى الصراع بعد نحو سبع سنوات من خروجها من حرب أهلية أودت بحياة مئات الآلاف.

 وفي مرسوم قرأ التلفزيون الحكومي في وقت متأخر من مساء الأربعاء أقال كير حاكم أعالي النيل جيمس أودوك أوياي وهو من الحركة الشعبية لتحرير السودان واستبدله بجيمس كوانج تشول وهو ملازم أول ينحدر من ناصر.

 وأثار إقالة أوياي غضب الحركة الشعبية لتحرير السودان التي انسحبت جزئيًا بالفعل من اتفاق السلام لعام 2018 احتجاجا على الاعتقالات.

اتفاقية عام 2018

 وقال المتحدث باسم مشار بوك بوت بالوانغ في بيان إن إقالة أوياي "تشكل عملا أحاديا آخر وانتهاكا خطيرا لاتفاقية السلام المنشطة" ، في إشارة إلى اتفاقية عام 2018.

واتهم وزير الإعلام مايكل ماكوي بدوره حزب مشار بتعريض اتفاق السلام للخطر وقال لرويترز إن أوياي "أقيل من أجل إحلال السلام" في ولاية أعالي النيل.

واتهمت الحكومة الحركة الشعبية لتحرير السودان بوجود صلات بالجيش الأبيض، الذي يتألف في الغالب من شباب النوير المسلحين الذين قاتلوا إلى جانب قوات مشار في حرب 2013-2018 ضد قوات الدينكا ذات الأغلبية الموالية لكير ينفي الحزب هذه المزاعم.

شفا العودة إلى حرب أهلية

 وأدى القتال حول ناصر إلى نزوح 50 ألف شخص منذ أواخر فبراير شباط وفقا للأمم المتحدة التي حذرت هذا الأسبوع من أن البلاد "على شفا العودة إلى حرب أهلية"، في جنوب السودان بين كير ومشار.

 وعلى صعيد آخر أكد السفيرعلي يوسف أحمد الشريف، وزير خارجية السودان، أنه إذا لم توظف الدبلوماسية في خدمة الشعوب، فلا خير في هذا الزمن"، مؤكدًا على أن الحل الأمثل يكمن في إدارة مشتركة لسد النهضة وفقًا للقانون الدولي، بما يحقق التوازن بين مصالح الدول الثلاث ويضمن حقوقها المائية دون الإضرار بأي طرف.

 وقال السفير علي يوسف أحمد الشريف،  خلال لقاء له ببرنامج “بالورقة والقلم”، عبر فضائية “ten”، مساء الإثنين، أن ملف الأمن المائي يشكل قضية خطيرة، مؤكدًا على ضرورة تطبيق القانون الدولي لضمان الحقوق المائية لدولتي السودان ومصر.

 وتابع وزير خارجية السودان، أن  المنطقة التي أقيم فيها سد النهضة كانت في الأساس منطقة سودانية، مما يجعل التعاون المشترك في إدارتها ضرورة إستراتيجية، مؤكدًا أن نهر النيل بالنسبة لمصر هو قضية حياة أو موت.

 ولفت وزير خارجية السودان إلى أهمية وجود إرادة سياسية وأجندة وطنية واضحة لمواجهة التحديات المرتبطة بالمياه في المنطقة، مشددًا على أن اللغة الدبلوماسية ضرورية لخدمة مصالح الشعوب.

وأكد السفير دكتور علي يوسف أحمد الشريف، وزير خارجية السودان، أن المواقف الرسمية لجامعة الدول العربية تجاه الأزمة السودانية كانت متميزة وواضحة، مؤكدًا أهمية الدعم العربي في مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد.

 وقال علي يوسف أحمد الشريف أن القوى المدنية التي كانت تتصارع على السلطة هي المسؤولة عن الحرب الدائرة في البلاد، مشيرًا إلى أن الثورة السودانية كانت ثورة شعبية شاملة، لكن الصراعات السياسية أفشلتها وأبعدتها عن أهدافها الوطنية.

 وتابع وزير خارجية السودان، أن من يستهدف السودان يستهدف مصر أيضًا، وقد يكون الهدف الأساسي للمؤامرة هو مصر نفسها، خاصة في ظل اعتمادها الأساسي على مياه النيل.

 وأشار وزير خارجية السودان إلى أن الأجندة الوطنية اختلطت بالأجندات الأجنبية، مما أدى إلى انحراف مسارها وإدخال السودان في حالة من الفوضى والصراع.