عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خط أحمر

الصحف التى نقلت كلامًا عن حكمت الهجرى، شيخ الطائفة الدرزية فى سوريا، قالت إنه كلام منسوب إلى الرجل.. والمعنى أنه ليس مؤكدًا، وأننا فى حاجة إلى أن نعرف ما إذا كان «الهجرى» قد قال هذا الكلام بالفعل أم أنه مدسوس عليه؟ 
التصريحات على لسان «الهجرى» تقول إن طائفته ترى أنه لا توافق ولا اتفاق مع حكومة الرئيس أحمد الشرع فى دمشق، وأنها.. أى الطائفة.. فى مرحلة تكون فيها أو لا تكون، وأنها سوف تتخذ الوجهة التى تراها مناسبة مع مصلحتها. 
هذا كلام يتمنى المرء ألا يكون صحيحًا، والغالب أنه غير صحيح، لأن ما قرأناه على ألسنة رجال دروز فى الفترة الماضية، كان كله يميل فى اتجاه أنهم جزء من الوطن الأم، وأن فى سوريا متسعًا للجميع، وأن إسرائيل إذا كانت تستغل الظرف الذى تمر به سوريا وتعرض حمايتها على الدروز فإنهم يرفضون العرض، ويدعون الحكومة الإسرائيلية إلى أن توفر حمايتها لنفسها، وأن تتوقف عن اللعب بورقة الأقليات. 
وعندما وقّع الشرع اتفاقًا مع الأكراد فى شمال شرق سوريا قبل أيام قليلة، كان الاتفاق يقضى بدمج قوات سوريا الديمقراطية فى الجيش السورى، وكان توقيع الإتفاق فى حد ذاته من بوادر الأمل فى الساحة السورية، لأنه يعيد سيطرة الدولة السورية على ما يقرب من ربع مساحة البلاد، ويجعل قوات «قسد» وهذا هو الاسم المختصر لقوات سوريا الديمقراطية، جزءًا حيًا من الكيان السورى الموحد الذى يضم الجميع ويتسع للجميع. 
هذه الروح التى سادت بين الحكومة فى دمشق وبين أكراد سوريا لا بديل عن أن تكون قائمة طول الوقت بين حكومة الشرع وبين أى مكون سورى. 
كَمْ يكره المرء أن يسمع عن أكراد فى سوريا، وعن مسيحيين، وعن علويين، وعن دروز، وعن بدو، وعن.. وعن.. فهذه اللهجة لا بد أن تختفى، وأن يتراجع الكلام عن الطائفة ليحل فى مكانه الحديث عن الدولة باعتبارها الوعاء الجامع للكل. 
إذا كان للمرء أن يراهن على شىء فى سوريا، وفى المنطقة على وجه العموم، فهو على وعى الناس فى المجمل، ثم على وعى أبناء كل طائفة على حدة، لأن خصوصية أبناء كل طائفة لا ينكرها أحد، ولكنها خصوصية مندمجة فى النسيج العام للبلد.. خصوصية تستظل بالانتماء إلى الوطن الأم، وتقطع الطريق على كل ما عدا هذا الانتماء.