توتر على الحدود اللبنانية السورية وسط اتهامات بمخطط إسرائيلي في المنطقة

شهدت الحدود الشرقية للبنان مع سوريا تطورات ميدانية متسارعة، وسط تحذيرات من مخططات إسرائيلية لإعادة رسم المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
وقال النائب عن حركة "أمل" في البرلمان اللبناني، قاسم هاشم، إن "ما يحصل اليوم على الحدود اللبنانية السورية ليس معزولًا عن المخطط الجيوسياسي للكيان الإسرائيلي"، معتبرًا أن "الضغوطات العسكرية والأمنية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، تهدف إلى دفع لبنان نحو التطبيع".
وأشار هاشم إلى أن "الخريطة العقائدية الليتورجية التي رفعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، والتي تظهر حدود إسرائيل الكبرى، بدأت ملامحها تتضح في جنوب لبنان وسوريا"، محذرًا من أن "هذه المخططات قد تُدخل المنطقة في مرحلة خطيرة لا أحد يعلم كيف وأين ستنتهي".
وشهدت منطقة الهرمل الحدودية اشتباكات عنيفة يوم الأحد الماضي، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص. وأكدت وزارة الدفاع السورية أنهم "جنود من الجيش السوري"، متهمة "حزب الله" بتصفيتهم، وهو ما نفاه الحزب بشكل قاطع.
بدوره، أوضح وزير الدفاع اللبناني أن القتلى الثلاثة هم "مهربون سوريون" تم تسليم جثثهم إلى السلطات السورية، داعيًا إلى تعزيز التعاون الأمني بين الجانبين لتجنب أي تصعيد مفاجئ.
وأمس الثلاثاء، دخل الجيش اللبناني إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية مع سوريا، بموجب اتفاق أمني بين أجهزة مخابرات البلدين. وجاء ذلك عقب اتصال بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، أسفر عن وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من الطرفين، وسط مساعٍ لتثبيت التهدئة ومنع تفاقم الأوضاع.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال
اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مكثفة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في استمرار لسلسلة الاقتحامات التي تشهدها باحات المسجد يوميًا.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية داخل المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا تلمودية في ساحاته، تحت حراسة أمنية مشددة من جنود الاحتلال الذين فرضوا قيودًا على دخول الفلسطينيين إلى المسجد.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال عززت من وجودها على بوابات المسجد الأقصى، ومنعت بعض المصلين من الدخول، بينما قامت بمرافقة المستوطنين خلال اقتحامهم، في تصعيد جديد يهدف إلى فرض أمر واقع على المسجد الأقصى.
يأتي هذا الاقتحام وسط دعوات متكررة من جماعات استيطانية لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، ما يثير مخاوف من تصاعد التوترات في القدس المحتلة، في ظل التحذيرات الفلسطينية من خطورة هذه الممارسات التي تمس بمكانة المسجد الأقصى كأحد أبرز المقدسات الإسلامية.
من جانبها، أدانت الهيئات الدينية في القدس هذه الاقتحامات المتكررة، مؤكدة أن المسجد الأقصى خط أحمر، وأن محاولات الاحتلال لفرض السيطرة عليه لن تغير من وضعه القانوني والتاريخي، باعتباره مكانًا مقدسًا للمسلمين وحدهم.
لابيد يدعو للتظاهر ضد حكومة نتنياهو: "لا خطوط حمراء.. اخرجوا إلى الشوارع"
دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الأربعاء، الإسرائيليين إلى الخروج إلى الشوارع والتظاهر ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدا أنه ليس لديه أي خطوط حمراء في مواجهة سياسات الحكومة.
وكتب لابيد عبر منصة "إكس": "هذه الحكومة لا تتوقف عند أي حدود، الحل الوحيد هو الوحدة، ولكن ليس وحدة صامتة ولا وحدة مستسلمة، ولا وحدة مزيفة، بل وحدة شعب بأكمله يجتمع ويقول: كفى! أناديكم جميعا – هذه لحظتنا، هذا مستقبلنا، هذا بلدنا. اخرجوا إلى الشوارع".
وتأتي دعوة لابيد في أعقاب تصاعد الاحتجاجات ضد قرار حكومة نتنياهو استئناف الحرب على غزة، حيث دعت المعارضة الإسرائيلية يوم أمس الثلاثاء إلى تصعيد التظاهرات، وسط غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين أعربوا عن "الصدمة والرعب" مما وصفوه بـ "تفكيك متعمد لعملية إعادة أحبائهم من الأسر".
من جانبه، انتقد زعيم تحالف الديمقراطيين الإسرائيلي، يائير غولان، قرار نتنياهو الموافقة على عودة جميع وزراء حزب "عوتسما يهوديت" إلى مناصبهم، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير، معتبرًا أن "بن غفير هو رئيس حكومة نتنياهو الفعلي". وقال غولان: "نتنياهو ضعيف، وبن غفير هو من يقوده"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل في أيدي حكومة متطرفة وفاسدة، لكننا سننقذها".
وفي سياق متصل، أكدت المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا أن الالتماسات السابقة ضد تولي بن غفير وزارة الأمن القومي ستتم مراجعتها من جديد، ما يفتح الباب أمام احتمال إعادة النظر في منصبه الوزاري.
ويواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة داخليًا وخارجيًا، وسط استمرار التوترات الأمنية والمواجهات السياسية في إسرائيل.
نتنياهو: ما حدث في غزة ليس إلا البداية وسنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافنا
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية في قطاع غزة ستستمر حتى تحقيق جميع أهداف الحرب، مشددًا على أن ما جرى حتى الآن "ليس إلا البداية".
وقال نتنياهو في تصريحات نقلتها صحف عبرية اليوم الثلاثاء: "سنواصل الحرب حتى تحرير كل المختطفين والقضاء على حماس وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل"، مشيرًا إلى أن الضغط العسكري شرط أساسي لإطلاق سراح المختطفين المحتجزين في القطاع.
وأضاف: "لا شيء سيمنعنا من تحقيق أهداف الحرب على غزة"، معتبرًا أن العمليات الجارية حققت إنجازات تاريخية، وأن إسرائيل تعمل على تغيير شكل الشرق الأوسط من خلال استراتيجيتها العسكرية.
ودعا نتنياهو المواطنين الإسرائيليين إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية، في ظل استمرار المواجهات والتصعيد الأمني.