رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

أصغر بطلة بارالمبية

سلوى فهمى.. من حادث أفقدها قدميها إلى الوقوف فوق منصات التتويج العالمية فى الكاياك والسباحة

بوابة الوفد الإلكترونية

سلوى فهمى، البطلة البارالمبية التى صنعت من الألم قوة، ومن التحديات نجاحاً. لم تقف الإعاقة حاجزاً أمامها، بل كانت الدافع الأكبر نحو تحقيق الإنجازات. وفى هذا الحوار الحصرى، تحكى لنا عن رحلتها من الحادث الأليم الذى أفقدها قدميها إلى الوقوف على منصات التتويج العالمية فى رياضة الكاياك والسباحة. 
<< بداية، أخبرينا كيف بدأت قصتك مع التحدى والرياضة؟
- بدأت قصتى عندما كنت فى الثامنة من عمرى. كنت أعيش فى منطقة قريبة من شريط القطار، وكنت مضطرة لعبوره كل يوم للوصول إلى الشارع. فى أحد الأيام، وبينما كنت أعبر، فوجئت بقدوم القطار قبل موعده بعشر دقائق. لم أتمكن من الفرار، وكان الحادث قاسياً. استيقظت بعدها لأجد أننى فقدت قدمى إلى الأبد. شعرت بأن الحياة توقفت، ولم أتصور أبداً أننى قد أصبح بطلة يوماً ما. 
<< كيف تمكنت من تجاوز هذه المحنة؟
- فى البداية، كان الأمر صعباً جداً، خاصة مع صغر سنى. فقدت ذاكرتى لمدة ستة أشهر بعد الحادث، وعندما استعدتها، واجهت كلام الناس ونظراتهم القاسية. لكن كان لدى دعم لا يقدر بثمن من والدتى، فهى لم تتركنى للحزن، بل كانت تؤمن بى أكثر من نفسى. كانت تعاملنى كأننى قادرة على فعل أى شىء، ولم تسمح لى أبداً بأن أشعر بالعجز. 
<< متى بدأت ممارسة الرياضة؟
- كنت أتابع برنامجاً يتحدث عن أبطال تحدوا الإعاقة، وكان من بينهم كابتن خالد حسان، أول شخص من ذوى الهمم يعبر المانش. ألهمتنى قصته، وأدركت أننى أستطيع أن أفعل شيئاً كبيراً. ذهبت مع والدتى إلى كابتن خالد، وبدأت التدريب معه. خلال شهر واحد فقط، تمكنت من دخول أول بطولة لى، وحققت المركز الثالث، وكان هذا دافعاً لى للاستمرار. 
<< ما أول رياضة مارستها؟
- أول رياضة بدأت بها كانت السباحة، وكانت مدخلى لعالم الرياضة البارالمبية. لكننى بعد ذلك وجدت شغفى الأكبر فى رياضة الكاياك (الكانوى)، التى أصبحت المجال الذى أحقق فيه إنجازاتى الآن. 
<< كيف جاء دخولك إلى منتخب مصر؟
- بعدما أثبت نفسى فى البطولات المحلية، تم اختيارى للانضمام إلى منتخب مصر لرياضة الكاياك. كانت أول بطولة عالمية لى فى كندا، وكانت تجربة مذهلة بالنسبة لى، لأنها المرة الأولى التى أسافر فيها بدون والدتى. وعلى الرغم من صعوبة المنافسة، تمكنت من تحقيق المركز الرابع على مستوى العالم. كما أننى حصلت على العديد من الميداليات الذهبية والفضية فى البطولات الإفريقية. 
<< ما أبرز التحديات التى واجهتك خلال رحلتك الرياضية؟
- التحديات كانت كثيرة. أولها نظرات المجتمع، فهناك من كان يرى أننى لن أتمكن من فعل شىء بعد فقدانى قدمى. لكننى أثبت لهم العكس. التحدى الثانى كان التكيف مع التدريب الشاق، خاصة أننى بدأت فى سن صغيرة. كنت أحتاج إلى بناء قوة عضلية وتعويد جسدى على التحمل، لكننى كنت مصرة على تحقيق هدفى. 
<< كيف ساعدتك أسرتك ومدربوك فى مشوارك؟
- والدتى كانت أكبر داعم لى، وكانت هى التى تشجعنى دائماً، حتى إننى كنت أشعر كأنها هى من تلعب وليس أنا! كذلك، كان لدكتور سامح سالم دور كبير فى تعريفى برياضات ذوى الهمم. هو الذى شجعنى وأرشدنى إلى أن هناك فرصاً لى فى الرياضة، وأتاح لى الانضمام إلى فريق السباحة، ثم رياضة الكاياك. 
- << ما هو شعورك عند تمثيل مصر فى البطولات الدولية؟
- لا يمكن وصف هذا الشعور بالكلمات. عندما أقف فى البطولة، وأحمل علم بلدى، أشعر بفخر لا يوصف. أريد أن أرفع اسم مصر عالياً فى كل المحافل الدولية، وأثبت أن الإعاقة ليست فى الجسد، بل فى العقل. 
<< هل لديك طموحات أخرى بجانب الرياضة؟
- نعم، أطمح إلى دخول مجال التمثيل. أحب التحديات وأحب تجربة أشياء جديدة، وأرى أن لدىَّ القدرة على تقديم أدوار تلهم الآخرين. أريد أن أكون مثالاً حياً لكل شخص فقد الأمل، وأثبت أن لا شىء مستحيلاً. 
<< ما رسالتك لأصحاب الهمم الذين يواجهون تحديات فى حياتهم؟
- رسالتى واضحة: لا تدعوا أحداً يحدد مستقبلكم غيركم. لا تستمعوا لمن يقول إنكم غير قادرين. الإعاقة الحقيقية ليست فقدان جزء من الجسد، بل فقدان الإرادة. ونحن قادرون على فعل المستحيل، فقط إذا آمنا بأنفسنا. 
<< كلمة أخيرة للقراء؟
- أتمنى أن تكون قصتى مصدر إلهام لكل شخص يمر بظروف صعبة. فالحياة قد تأخذ منا شيئاً، لكنها تمنحنا أشياء أخرى إذا بحثنا عنها. أنا لم أفقد قدمى فقط، بل وجدت شغفى، ووجدت طريقى، وسأستمر فى تحقيق أحلامى مهما كانت الصعوبات. 
بهذه الكلمات الملهمة، أنهينا حوارنا مع البطلة البارالمبية سلوى فهمى، التى حولت ألمها إلى انتصار، وأصبحت نموذجاً يحتذى فى الإرادة والتحدى. إنها ليست فقط بطلة فى الرياضة، بل بطلة فى الحياة.